سابوع الــــدنح

سابوع الــــدنح  :  ܫܵܒܼܘ݁ܥܵܐ ܕ ܕܸܢܚܵܐ

 

الزمن الطقسي

 تنتقلُ الدورة الطقسية، مع عيد الدنح، إلى فترةٍ جديدة هي “السابوع الثاني ” من الزمن الطقسي. يُدعَى هذا السابوع بـ ” ܕܸܢܚܵܐ  دِنْحا ” ويعني ” الشروق أو الظهور”. لقد أشرقَ يسوعُ وأعلن ذاتَه للبشر كاشِفًا عن هويتِه الألهية. تتركز الصلاة على عماد المسيح وعلى كشف حقيقة الله في جوهره الثالوث. بدأ التدبير الخلاصي يتحَقَّق وينطلق من نور عماد المسيح ونعمته.

حَدَّدَ سابوع البشارة/الميلاد وأوضَحَ هوية المسيح المنتظر، يسوع الناصري، المولود في بيت لحم، انَّه اللهُ المتجَسِد. إنَّه ” إِبنُ العلي.. يجلس على عرش داود”. أعلنته الملائكة و سجدت له ملوك الأرض. ويُعلنه سابوع الدنح ” شمس الحقيقة “.

كما تُبَّددُ الشمسُ، بشروقِها ، كلَّ ظلامٍ وتُخفي كلَّ نجمٍ وتحملُ الفرحَ والأمل والثقة، هكذا  أشرق بالعماد الحَّقُ الألهي وآنتعشَ الأملُ بخلاص البشرية، ذلك بتبديد ضلال الفسادِ والشَّر . والخلاصُ يتمُّ بالعودة الى حالة الراحة والمجد في جَنَّة الله. وهذا يتمُّ بالتوبة. عمَّدَ يوحنا للتوبة ودعا اليها. والنداءُ الى التوبة هو أولُّ كلام يُسَجِّلُه الأنجيل يُعلنُه يسوع منذ إنطلاقِ كرازتِه. وعربون التوبة هو المعمودية التي تشيرُ الى موت الأنسان عن الخطيئة والتخَّلصِ منها بغسل الماء الذي قدَّسَه عماد المسيح فيه. وتشيرُ أيضًا الى القيامة مع المسيح وبقُـوَّتِه الى حياةٍ جديدة، بل خليقةٍ جديدة في المسيح. فتدورُ الصلاة خلال آحاد السابوع كلِّه على موضوع : عماد يسوع وأبعادِ كنوزه ، والثالوث الأقدس ونور مجده، والتجَدُّد ومُستلزماته ومفاعيله.

هذا ما حمله الينا الوحي وأحداث العماد. وأسَّسَ يسوع كنيستَه لتحيا هذا الخلاص وتُعلنه للعالم وتُمَدِّدَه فتُؤَّونُه جيلاً بعد جيل. لذا ترافقُ الكنيسةُ خطوات يسوع جالسةً عند أقدامِه ،  مُصغيةً الى كلامه وأمثاله، منتبهةً الى أعماله وأشفيتِه لتتعلم منه وتحملَ ، بدورها، بشارة  الأنجيل، منارةِ الحَّق وقوتِ النفوس، مُعلنةً إيَّاهُ في العالم كلِّه، شاهدةً للحقيقة ومنيرةً دربَ الشعوب للعيش في المحبة والأحترام والسلام.

الكنيسةُ نفسُها تسعى في أن تسلكَ سبيلَ الحق والتجَّدُد بروح الله. ونحن أبناؤُها نؤَّدي هذا الدور. لقد إعتمدنا في الرب وبآسم الثالوث الحق والقدوس فحملنا فينا وسمَه المقَدَّس و آخترنا طريق التوبة. وقبلنا يوم عمادِنا بُنُوَّةَ الله بحلول روح الله فينا، بقي علينا أن نقتديَ بالمسيح ونؤَّدي شهادتنا عنه كما أدَّى هو عن الله شهادة الحق والبر والمحبة. وشهادتنا أن نضع موضعَ التنفيذ ما تُرشدنا إليه الكنيسةُ لتجسيدِ مشيئةِ الله.