لماذا يفرق آلله بين آلبشر؟

هلا وسهلا بآلأخ ميلاد حنا

بدأ آلأخ ميلاد يدرسُ آلعهد آلقديم فلاحظ، كما قال :” وجدتُ فيه أنَّ آللهَ أمرَ موسى وشعبَه إسرائيل بمحاربة ” آلعماليق”. وكلَّ ما كان موسى يرفعُ عصاه كانوا ينتصرون. وعندما يتعب فيحطُّ يده ينهزمون. فالسؤال : إِن كان آللهُ خلقَ آلبشر جميعَهم لماذا يُريدُ لإسرائيلَ الذي لا يؤمنُ به 100%، أن ينتصرَ على باقي آلخلق؟ ولماذا لا يريدُهم أن يختلطوا بآلعبرانيين “؟.

من هم آلعبرانيون ؟

إنَّهم نسلُ إبراهيم الذي إختاره آلله لأيمانه وثقته به لِيُكَّون من نسله شعبًا مؤمنًا به وأُمَّةً تسمع كلامه، من خلالها يظهرُ آلمسيحُ آلموعود، لِيُخَّلصَ آلعالم. وأقام موسى آلمؤمن به قائدًا له لِيتابع مُخطَّطَ آلله لتكوين شعبٍ، لهُ أرضٌ ودستورٌ وقيادةٌ يقدر من خلالها أن يُؤَّديَ رسالته ويستعدَّ لآستقبال آلمسيح يوم يظهر، فيكون للشعوبِ آلأُخرى”… أنا آلربُّ دعوتُك في صِدقٍ، وأخذتُ بيدكَ وحفِظتُك. جعلتُك عهدًا للشعوب ونورًا لِهدايةِ آلأُمم” (اش42: 5؛ لو1: 79). يحمي آلله شعبَه من كل آلمخاطر ويُعينه في كل حاجاته حتى يتحَقَّقَ آلهدف : ” في وقت رضايَ أستجيبُ لك، وفي يوم آلخلاص أُعينك ” (اش49: 8). يعرف آلله قساوة قلب بني إسرائيل، بسبب بداوتهم وجهلهم :” كنتُ عالمًا أنَّكَ قاسٍ، ورقبتُك عضلٌ من حديد” (اش48: 4) لكنَّه أعان شعبَه لأنَّه لم ينسَ وعدَه، بل” تذكر رحمته، كما وعد آباءَنا إبراهيم ونسلَه للأبد ” (لو1: 54-55؛ تث7: 7-11). ولأنَّ ” كلمة آلله، وعده، لا ترجع إليه فارغةً، بل تعملُ ما شاءَ لها أن تفعله، وتنجحَ في ما أُ ُرْسِلَتْ له ” (اش55: 11).  

من هم آلعماليق ؟

إِنَّهم من نسل عيسو إبن إسحق ابن إبراهيم، بينما إسرائيل هو من نسل يعقوب أخ عيسو. سَمَّى آلله يعقوب ” إسرائيل ” لأنَّه قوَّةُ آلله :” لا يُدعى إِسمُك بعد آلآن يعقوب بل إسرائيل لأنَّك غالبتَ آللهَ وآلناس، وغلبتَ ” (تك32: 29). أما عيسو فدُعيَ ” آدوم” لأنَّه تنازل عن  بكوريته مقابل ماعون عدس سماه ” آلأَدام”، مُستخِفًّا بآلبكورية (تك 25: 29-34). وبعده  سيخسرُ معها أيضًا بركة آلله. وآلبركة هي أن من نسله يأتي آلمسيح. فصَمَّم على قتل أخيه يعقوب (تك27: 1-41). ونمى عداءُ عيسو ليعقوب وتسلسل في نسله من بعدِه.

“عماليق” هو إبن عيسو، من جاريتِه (تك 36: 12) أعطى شهرة قساوته وعنفه وإجرامه لقومِ عيسو. وآلمعركة التي قادها موسى ضد عماليق(خر17: 8) كانت ردًّا لعدوان هؤلاء  بإعاقة مسيرة شعب آلله وآلإساءةِ إليه (تث25: 17-18). كان من آلطبيعي أن يحميَ آلله مشروعه ولا يسمح لناس أشرار أن يُفشِلوه ويُحبطوه. عليه سبق وسمح لآبراهيم بطرد إسماعيل إبن آلجارية ليُنقذَ آلنسل الذي منه يأتي آلمسيح (تك21: 9-12). الله لا يُسيءُ إليهم بل يحمي مُخططه آلخلاصي للبشر. يجب أن يأتي آلمسيح ليُنقذ آلبشرية من شر آلخطيئة، ولا يجوز للأهواء آلبشرية أن تقف في وجه آلله. وسيستمرُ عِداءُ عيسو ليعقوب حتى لمَّا أتى آلمسيح. فهيرودس آلكبير هو آدومي من نسل عيسو أراد آلتخَلُّص من آلمسيح. وأولاده

لم يُقَّصروا في مقاومة آلحق وتأييد آلشر، من هيرودس أنتيباس بقتل يوحنا آلمعمدان وتاييد

قتل يسوع، وإلى هيرودس أغريبا بآضطهاد آلكنيسة. سوف ينتهي هذا آلصراع لما إتفق آلنسلان على قتل آلمسيح ، وسحبَ آلمسيحُ ألإختيارَ عن شعب آلله الذي خان :” سيأخذ آلله ملكوته منكم” (متى 21: 43)، كما ستزول آلمملكة بدمار هيكل أورشليم :” لن يُترك هنا حجرٌ على حجر، بل يُهدم كلُّه ” (متى24: 2)، ويختفي نسلُ عيسو.

الإختلاطُ بين آلعماليق وآلعبرانيين !

حَذَّر آلله شعبَه من آلشر، ودعاه إلى سماع كلامه. وعيسو منذ حداثته توَّجه نحو آلشر. تزوج من نساءٍ وثنيات كُنَّ لوالديه ” خيبةً مُرَّة” (تك 26: 34-35). ولمَّا علم أنهن يُزعجن والديه تزوج من إبنةٍ لآسماعيل، لِزيادةِ آلطين بِلَّة (تك 28: 8-9). فإبليسُ الذي لا يُضَيِّع فُرصَةً لمقاومة آلله في مشروع خلق آلأنسان وخلاصِه، لا يني يحاول منع تكوين شعبِ آلله وآلقضاء عليه في ولادته ، بإِثارة آلشعوب ضِدَّه ، ومنعه عنوةً بآلسلاح من آلوصول إلى أرض آلميعاد، أو بإِفساد أخلاقه وجرِّه إلى آلوثنية. لمَّا لم يقوَ بلعام لَعْنَ شعبِ آلله حتى يُبيدَه بالاق المتحالف مع آلعمالقة (عدد24: 1-25)، جرَّ شعبَ آلله إلى آلفساد وعبادة آلأوثان (عدد25: 1-9؛ 2بط2: 14-16). وقد حسَّ موسى على خطر إِنزلاق آلشعب وآلعودة إلى آلوثنية لذا منعه من آلإختلاط بآلشعوب آلوثنية :” إجعلوهم مُحَّرَّمين عليكم. لا تقطعوا معهم عهدًا. ولا تتحَننوا عليهم، ولا تُصاهروهم … لأنَّهم يرُدّون بنيكم عن آتّباع آلرب، فيعبدون آلهةً أُخرى . فيشتدَّ غضبُ آلرب عليكم ويُبيدُكم سريعًا ..”(تث7: 1-11).    

هكذا تصَرَّفَ آلله لِيُعَلِّمَ آلإنسانَ آلحَّق فيسلكَ في آلبر، ويصونَه من آلشر لِيحيا معه للأبد في مملكة آلمجد و آلراحةِ وآلهناء. وآلعهد آلقديم هو تمهيدٌ لإعلان آلحق وآلبر، وهو فتْحُ آفاق آلإنسان وتدريبُه على سلوك طريقه. البشرية آلجديدة التي سيخلقها آلمسيح على آلجلجلة مدعوةٌ إلى آلتمييز بين آلخير وآلشر، بين آلنور وآلظلمة و” أيُّ شركةٍ بين آلمؤمنين وغير آلمؤمنين؟ وأيُّ تحالفٍ بين آلمسيح وابليس؟ وأيُّ وفاقٍ بين هيكل آلله وآلأوثان ” (2كور6: 14-16). نظرة آلعهد آلقديم وتصَرُّف موسى وآلأنبياء هو صيانة آلشعب من سوء تصَّرف مَن لا يعرفون آلله ويُحَّذرون آلإختلاظ معهم لئلا تنتقل إليهم عدوى فسادهم فيتَشَّوهَ إيمانُهم ، بل لِيكونوا أهلاً لآستقبال آلمسيح ومعرفته عند ظهورِه، وآلتتلمُذِ له :” سأُقيم لهم نبيًّا من بين إِخوتِهم مثلَكَ ، وأُلقي كلامي في فمه ، فينقلُ إليهم جميعَ ما أُكلِّمُه به. وكلُّ من لا يسمع كلامي، الذي يتكلَّمُ به بآسمي، أُحاسبُه عليه ” (تث18: 18-19).