العُـشــرُ

أهلا وسهلا بآلأخت أرخوان يوسف

سألت آلأخت تقول :” ما رأيُ آلكنيسة في مسأَلةِ آلعُشر” ؟.

العهد القديم !

العُشرُ ضريبَةٌ سَنَّها موسى لبني إسرائيل، تُحسَمُ من جميع خيراتهم، يتبَرَّعون بها لِيضمنوا بها إِدامة جميع آلخدمات آلروحية في آلهيكل وآحتياجاته، ومعيشةَ آلكهنة وآللاويّين، وأيضًا مساعدة آلأيتام وآلأرامل وآلغرباء. يُجمَعٌ قسمٌ منها سنوّيًا، وقسم آخر مرَةً كل ثلاث سنوات (تث14: 22 و28). وقد سبقهم نظام مشابه للملكية في آلوثنية (1صم8: 15-17). هذا آلنظام مفروضٌ على آلعّامة، ولامناص للفرد من أن يخضَعَ له، إِذ لا بادرة له ولا باعٌ حتّى يرفُضَه. لا حريَّة له إِذ يُقادَ مثل آلعبد. ويفقدُ بذلك كرامةَ صورتِه آلإلَهية.

العهد آلجديد !

كان آلفرّيسيون يلتزمون بحرفية آلشريعة، ومنها دفع آلعُشر(لو18: 12). وتلاميذ يسوع آلأثني عشر تركوا أشغالهم وتبعوه (متى4: 19-22؛ 19: 27)، كان لابُدَّ لهم أن يعيشوا. نساءٌ ممن شفاهن يسوع وغيرهن كثيرات ” كنَّ يساعِدنهم بأموالهن “(لو8: 3). وكان ليسوع أمينٌ لصندوق آلتبرعات، هو يهوذا آلإسخريوطي الذي قال، عند سكب آلمجدلية آلطيب على أقدام يسوع، بأنَّه كان خيرًا أن يُباعَ ويوزَّعَ ثمنُه على آلفقراء (يو12:4-6)، و بعد عشاء آلفصح خرج لتسليم يسوع، ظَنَّ آلتلاميذ أنه خرج لشراء حاجةٍ ما لهم ، او أن يُعطي شيئًا للفقراء ” (يو13: 27-30). ولمَّا أرسل يسوع رسله للكرازة قال لهم :” مجّانًا أخذتُم، مجّانًا أعطوا “، موصيا ألا يحتاطوا لأنفسهم لا للطعام ولا للملابس ولا للمصرف، بل أن يُقيموا في بيوتِ من يستقبلونهم إلى أن يرحلوا ” لأنَّ آلعاملَ يستحِقُّ طعامَه ” (متى

10: 8-10). وهكذا غَيَّرَ يسوعُ مسألة ” آلعشر” آلإلزامي، بنظام آلتَبَّرع آلطوعي ألواعي و آلحُر حافِظًا كرامةَ آلإنسان، مُعطيًا كان أو مستفيدًا ، ليكون إيمان أبناء آلكنيسة، شعب آلله  آلجديد، في أداءٍ مستقيمٍ، روحيًّا قبلَ مادّيًا، حُـرًّا عن محبة، ومُثمِرًا في قُطبَيهِ.

بذل المسيح نفسَه من أجلنا فليس غريبًا أن نبذل أنفسَنا من أجله وما نملكهُ من أجل خدمة بشارته، ورسله القائمين بتلك آلخدمة فنوَّفر لهم معيشتهم ونتحَمَّل مصرفَ بيوتِ آلعبادة وحاجاتها. هكذا إفتهم آلرسل وهكذا فعلوا، هم وآلمؤمنون ، منذ إنطلاق آلكنيسة. هذا مار بولس يقول تفعيلاً لقول آلمسيح :” هكذا أمرَ آلربُّ الذين يُعلنون آلبشارةَ أن ينالوا رِزقَهم من آلبشارة ” وسبق فقال :” فإِذا كنّا زرعنا فيكم ألخيراتِ آلروحية، فهَل يكون كثيرًا علينا أن نحصَدَ مِنْ خيراتِكم آلمادّية “؟. كما سبق هذا بقولٍ آخر:” مَن يُحاربُ وآلنفقةُ عليه؟. من يغرسُ كرمًا ولا يأكلُ من ثمرِه؟. من يرعى قطيعًا ولا يأكلُ من لبَنِه ” (1كور9: 3-18). وعلى خُطى آلرسل سارت آلكنيسة تعملُ مثل آلرسل، إيمانًا بمؤسِسِها الذي بشر وخدم بهذا آلنظام وأوصى به، أي ألإِتَّكالِ على جودةِ آلله وكَرَمه وعنايته، وعلى إيمان آلمؤمنين وحبهم وبادرتِهم. فقالت آلكنيسة في تعليمها لأبنائِها :” ساعِد آلكنيسة في إحتياجاتِها “(الوصية آلخامسة من وصاياها.  كتاب : ” التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، المكتبة آلبولسية، لبنان،1999، رقم 2043).