سابوع الصيف من السنة الطقسية

سابوع الصيف  :  ܫܵܒܼܘܿܥܵܐ ܕܩܲܝܛܵܐ

 الزمن الطقسي

يتقَدَّمُ الزمن الطقسي ويبدأ مرحلة جديدة وبمدلول ليترجي خاص. تغييرٌ في أبراج الفلك وفي المناخ. إنَّها فترة الحَّر الجاف في بلاد ما بين النهرين. إتخذته الكنيسة الكلدانية رمزًا لما لاحظته من الجفاف الروحي في حياة المؤمن المسيحي مع ارتفاع درجة حراة شروره. و محَبَّةً منها لأبنائها وسهرًا على خلاصِهم نظَّمتْ الكنيسة صلواتها الطقسية لِتُنَّبهَ من خلالها أولادَها، لاسيَّما المُغَفَّلين منهم، الى تفاقم الشَّر والى الحاجة للتوَّقفِ قليلاً عند الذات، والتأمُل في السلوكِ اليومي وإجراء فحص للضمير حتى لا ننجرفَ بسبب ضعفِ إيماننا نحو الهاوية الأبدية.

لقد بلغت بشرى الخلاص الى كل الشعوب. لكنَّ كُلَّهم لم يهتدوا. والإختلاط بهم قاد الى مسايرة روح العالم، رغم محاربةِ عدو المسيح الأستنزافية (1بط5: 8). توَّقفَ الإضطهادُ العلني الجماعي، لكن الأمور معًا أدَّت الى تشويهٍ في الأنتماء الى المسيح والى إزدواجيةٍ في السلوك. فبدأ ميزان الشر والفساد بين المؤمنين يرتفع ليُهَّددهم بالهلاك. وهذا يستمر على مدى الأجيال التالية. والحل هو في العودة الى نقاوةِ تعليم المسيح. ولا يمكن ذلك إلا بتوبةٍ نصوحة صادقة. فكَرَّست الكنيسة في عبادتها سابوعًا كاملاً للتنبيه والتوبة، إستعدادًا منها للأنتصار القادم، الذي سيرمز إليه السابوعُ الذي يعقبُه.

هذا السابوع إذًا رمزٌ ودعوةٌ وتشجيعٌ للسلوك المثالي بإصلاح ذاتٍ متواصل وتَجَّدُدٍ مستمر في روح المسيح، حتى نكون مستعدين للقائه بوجه أبيض عندما نموت. وتُذَّكرُ الكنيسة بأنَّ مجيء المسيح بالنسبة للأفراد لن يتأخر. فالموتُ فرديٌ ولا يتوقف. وعنده يتواجه المؤمن مع المسيح. والى هذا سترمز صلاة السابوع القادم. فنحن الآن مدعوون الى الأستعداد في السهر والصلاة تقودُها توبةٌ حقيقة وتحسينٌ في السلوك. فتدعو الصلاة المؤمن الى التوبة مقَدِّمةً له نماذجَ من الكتاب المقدس، مستعينة بنصوصِه. تُكثرُ منها لتلائم كل أنواع الخطأَة. وتُخَّطط لنجاح توبتهم بأن تعرضَ عليهم أسلوبًا هو : الأغتسال أولاً والتنقية من الخطيئة ، يتبعها الأرتقاء في سُلَّمِ القداسة.

الأحدُ فاتح السابوع هو عيد. لذا يبدأ التعليم وسلوكُ طريق التوبة بعدَه من الثلاثاء. ويُستَهَّلُ النداء الى التوبة بترنيمة قالت :” إنَّه الزمن لنتوبَ عن إثمنا وأن نندم عن كثرة شرورنا. خطايانا هاجت علينا لتُفسِدنا، والعدلُ يلتمع كالسيف يُهددنا بإبادتنا من الأرض … لنعدْ إذًا كلُّنا الى التوبة..”. وكملتها الترنيمة التالية :” إنَّ عمري قصير وذنوبي كبيرة .. تقودني الى باب دينونتك. فهبني يا رب مجالا للتوبة.”. إشتهر السابوع بترتيلة ” إِغسلني” ، لصلاة الجمعة ، و التي تتكرر مع مكملاتها خلال السابوع. إنَّها صلاة، لكنها نموذجٌ للتوبة ، تقول :” يا رب ، إغسِلني بدموعِ توبتي. وهبني بنعمتِكَ ورحمتِك غفران الذنوب. ويا مُخَّلِصي الكثيرَ الرحمة أُمْحُ ، بتوبتي ، سَيِّئاتي. يا رب إرحمنا “.