الأحد الأول للصيف

يُدعى نوسَرْ دْ إيْل ، ويُفَسَّر عيد الله

وهو أيضًا تذكار الرسل الإثني عشر

تتلى علينا اليوم القراءات : أع 5: 12-16 ؛ 1مل18: 30-39   ؛ 1كور4: 9-16 لو14: 1-6

القـراءة : أعمال : 5 : 12 – 16 :– تُحَدِّثُنا القراءة عن المؤمنين الأوائل الذين يتمَيَّزون في محبَّتِهم لبعضِهم، وعن الإضطهاد الذي يتفاقم ضِدَّهم.

القـراءة البديلة : 1 ملوك 18 : 30 – 39 :– بعد جفاف ثلاثة سنين ونصف يعودُ إيليا ، يتحَدَّى كهنة البعل ويغلبهم بإيمانه بقبول الله قربانه ويقضي عليهم، فيتوب الشعب و يأتي المطر.

الرسالة : 1 كور 4 : 9 – 16 :– يُخبر بولس عن أوضاع الرسل القاسية ، فهم  يُهانون ويُعَذَّبون ويُهَدَّدون بالقتل ويُذَّلون.

الأنجـيل : لوقا 14 : 1 – 6 :– يشفي يسوع مريضًا يومَ السبت ويخفي عنه الكتبة و الفرّيسيون إعتراضَهم. يعلن لهم يسوع أنَّ الشريعة لا تمنع أبدًا فعل الخير.

 لِـنَـقْـرَأْ كلام الله بآنتباهٍ وآحترام

الصلاة الطقسية

عنونت الصلاة هذا الأحد بـ” خاتمة سابوع الرسل وفاتحة سابوع الصيف” وأضافت فنعتته بـ” نوسَرْ دْ إىْل” وفسَّرتْهُ بـ” عيد الله” مضيفةً أنَّه تذكار” الرسل الأثني عشر”. ولم تتطرق ترنيمة ما الى موضوع ” عيد الله “. وهل يُعَّيدُ الله؟. هل يحتاجُ الى إقامةِ عيدٍ له؟. وايَّ عيدٍ يُقامُ له وأيّامُه كلُّها عيد، وهو لم يتوقَّف لحظة من متابعة عجائِبه لتجديد خليقته ورعايتها لتبلغ غايتها وكمالها؟. قال عنه يسوع:” أبي يعملُ في كلِّ حين، وأنا أعملُ مثله”(يو5: 17) . وهو بالأضافة الى ذلك يُمَّجِدُهُ يوميًا بلا آنقطاع الملائكةُ والقديسون في السماء :” النصرُ لآلهنا الجالس على العرش وللحمل… آمين لآلهنا الحمدُ والمجدُ والحكمة والشكر والأكرامُ والقُوَّةُ والقدرةُ الى أبد الدهور” (رؤ7: 9-12).

مع ذلك اللهُ يُعَّيد. لا لنفسِه بل لأبنائِه: للخطأة الذين يتوبون عن سيِّئاتهم ويعودون إليه بوعي وثقة. فقد فرح للأبن الضال وعانقه وقبَّله عند توبته وأقام عيدًا له ولأهل البيت :” ألبسوه ثوبَ العيد .. إذبحوا العجل المُسَّمن .. لنأكل ونفرح .. فأخذوا يفرحون” (لو15: 20-24). إنَّ مسَّرة الله في توبة الخطأة وخلاصهم الأبدي (حز18: 23). يكون ذلك عيدًا في السماء (لو 15: 6-10). يُعَّيدُ المسيح بنوع خاص للذين آمنوا به وتبعوه وتابعوا رسالته بأمانةٍ وثقة ويشركهم في مجد سلطانه الكوني لدينونة الشعوب (متى19: 28-29). فها هم الرسل الذين  سلكوا طريق المسيح لتجديد البشرية يُعَّيد لهم في كنيسته. إنه عيدُ الله لأبنائه الأمينين. الله يُمَّجِدُهم أمام إخوتهم ليقتدوا بهم فيشركهم بدورهم في مجده.

الترانيم

1+ ترنيمة المزمور السابق :” أيُّها الرسل المُختارون والقدّيسون نلتم بالأيمان، بقوَّةٍ

     سماوية وحكمةٍ لا تُدرَك، نعمةً من العُلى، فوقفتم أمام الحُكّام وتجَرّأتم على الملوك

     الطغاة بآلام عذاباتكم. وحتى الموتَ إحتقرتم بمقتلكم بقوة الصليب. تضَرَّعوا من أجلنا

     عند ربكم وآسألوا أن يرحمنا ويُخَّلصَ نفوسَنا “*.

2+ ترنيمة الرمش :” عَلَّم الرسل القديسون عقيدةً واحدة كاملة. فآستأْصلوا وأَبطلوا من

     الأرض الأشواك والزؤان التي زرعها الشّريرُ في العالم، زارعين عوضها زرعَ

     تعليمهم. وأزالوا بنور أقوالهم وبدَّدوا ظلام الضلال الذي ساد في العالم. وأعلنوا في

     المسكونة كلِّها الأيمان المستقيم. بآلأسم المسجود للآب والأبن والروح القدس ، طبيعة

     لا تُدرَك “*.

3+ ترنيمة للمجلس :” أيُّها الرسل القديسون الذين تاَلموا الصلبَ بسبب حُبِّهم للملك المسيح،

     و صلبوا العالم وشهواته في أعضائِهم. و تحَّملوا وزرَ النهار وحَرَّه بشجاعة. و بذلوا

     نفسَهم بمحبة لأجل سَيِّدِهم كي تكتمل عندهم وعودُه الموقوفة. فيا ورثة الخيرات ويا

     أهل الملكوت توَّسلوا من أجلنا لننجوَ من القضاء “*.

4+ ترنيمة السهرة :” يا رسلَ الملك المسيح، يا مسالمي من وقعوا في الحروب ومُهَدّيءَ

     من يسلكون في الصراعات كونوا ملجأ ًا كبيرًا للمتضايقين. إمتلأَ الملائكةُ والناس هذا

     اليوم فرحًا بذكراكم أيُّها الطوباويون. توَّسلوا من أجلنا كلِّنا لننال بصلاتكم المغفرة “*.

5+ ردات شوباحا :” مجَّانًا أخذوا تلك الموهبة المملوءة خيرات : و مجّانًا نشروها أمام

     المائتين كما أُمِروا * مرعًى روحيا أطعموا الأغنام الناطقة : وعلى نبع سقيٍ روحي

     أجلسوهم “*.

6+ ترنيمة المذبح :” خرج الرسلُ القديسون وأعلنوا الحقيقة في الجهات الأربع. وآستمالوا

     الشعوبَ لمعرفة حقيقة إيمانهم. فقبلوا التعليم ليكونوا شهودًا صادقين على قيامةِ المسيح

     مُخَّلِصّنا “*.

التعليم

ركَزَّت الصلاة فعلا على عيد الرسل وقالت عنه ” إمتلأَ الملائكةُ والناسُ هذا اليوم فرحًا بذكراكم”. وقد عددت عنهم صفات الرسل الصادقين. إنَّهم قبل كل شيء مختارون من الله و لم يختاروا المهمة لأنفسهم. كما قال المعمدان ” لا يأخذ أحدٌ شيئًا إلا إذا أعطتْه إيّاهُ السماء ” (يو3: 27؛ متى8: 19-22). وهم من تجَدَّدوا في حياتهم وسلكوا طريق القداسة، فلم ينكروا الأمانة ولا تراجعوا أمام الصعوبات، الذين بذلوا جهدهم وحياتهم لأداء الشهادة عن المسيح بشفافية وصدقٍ. تسلحوا بحكمة السماء وبسيف المعرفة وألسنة الحق فعملوا عمل الله. كانت المحبة والخدمة والغفران شعارهم حتى أصبح كلُّ واحد منهم مسيحًا آخر يكشف الله للناس ويزرع لهم خيرات السماء. نالوا من الله مجّانًا ومجانا أوصلوا ما نالوا الى العالم. أشاعوا في العالم أنوار الروح مبددين بذلك ظلمة الضلال والفساد، جاهدين في نشر ملكوت الله ، مملكةِ الحَّقِ والبر، على الأرض.