موضوعٌ حَّساسٌ وشــائك !

أهلا وسهلا بالأخ ماجد حنـا.

طرحَ الأخ ماجد موضوعًا فعلا شــائكا. قال :” ظهرت على شاشة الـ ” يوتوب ” واعظةٌ تقيمُ طفلة من الموت. ناهيك عن مئات الأفلام والبرامج في شفاء الأمراض المستعصية ، تظهر بشكل مباشر على قنواتٍ يديرونها “. ثم يُبدي رأيَه بأنه لا يشك أبدا في قدرة المسيح على صنع العجائب على يد ” أبسط الناس”.

أما ما يُشَّككُه فهي ” الطريقة و السذاجة ” المقَّززة الظاهرة في شفاء المرضى بالمفرد كان أو بالجملة. ويتابع كلامه :” يقيمون المحافل الكبيرة والوعظ المقنع. ولكي تكمُلَ الحسبة يجب أن تُجَّسَـدَ بأعجوبة. تأتي الأمور حسب الحاجة !. إنهم من كبار الأغنياء والمستثمرين. إنهم يبعدون كلَ البعد عن القـداســة “. ثم يطرحُ سؤاله :” ألا تتفقُ معي بأنه لا تقُّـلُ أعمالُهم عن الهرطقات والبـدع الماسونيين و شهود يهـوه ولو ضمنـيًا “؟. الجــواب : بلى أتَّفقُ معكَ أنها أعمالٌ لا تمُّتُ الى يسوع المسيح بصِـلــة ؛ ” من ثمارهم تعرفونهم “(متى7: 16) !.

يسوع يرفُضُ ” الدعـاية ” الرخيصة !

عنـدما أجرى يسوع معجزات لم يتـوَّخَ الدعاية لنفسِه. بل أبدى رحمته ورأفته تجاه المتألمين والمرضى وشفاهم لأجل إيمانهم. وحتى لا يُستغَّلَ عمله من قبل المنتفعين أوصى مراتٍ عديدة الذين شفاهم بألا يُخبروا أحـدا بذلك. فهذا الأصم (مر7: 36) ، والأبرص (متى8: 3 ؛ لو5: 14)، والأعميان الذين نهاهم يسوع قائلا :” إياك أن تخبر أحدًا بشيء (مر1: 44)، و ” إياكما أن يعلمَ أحد ” (متى9: 30). وحتى عند تجَّليه حذَّرَ الرسل من أن يُخبروا أحدًا بما رأوا (مر9:9 ؛متى17: 9). وكذلك فعلَ الرسل. فهذا بطرس يرفُضُ أن يُعزى اليه شفاءُ مقعَد الهيكل (أع3: 12).

جلساتُ شفاءأت منظمــة !

كل المعجزات التي جرت في التأريخ وأثبتها الأيمان والعلم لم تقع تحت عدسة المُصَّورين. لم يُعلن الله متى يُجري المعجزة ، ولا عرفَ المريضُ متى سيُشفى حتى يستعّدَ لتوثيق الأمر بالأفلام. من الممكن أن تحدثَ معجزة بينما آلةُ التصوير تسجّلُ حدثا ما إنما بدون علم سابق بوقوع المعجزة أو الاستعداد لها. أما هنا فكلُ شيءٍ يبدو وكأنهُ مُرَّتبٌ مسَّبقا ومُهَّيَـأٌ لهُ حتى اتخذت كلُ إجراءاتٍ فنية وتقـنية للسيطرة على اللقطة ، ليبدوَ الأمرُ معجزةً.

ومن الممكن أيضا أن يكون لإبليس يدٌ في ذلك. لقد حَّذرَ يسوع منه ومن أتباعِه ” الأنبياء والمسحاء الدَّجالين ” من أنهم ” يأتون بآياتٍ عظيمة وأعاجيب لو استطاعت لأضَّلت حتى المختارين “(متى24:24).

لتغلقْ المستشفياتُ أبوابَها ؟

لو كان ما يتمُ فعلا معجزاتٍ يجريها المسيح حسب تخطيط أولئك ” الأغنياءِ المستثمرين ” ، خاصة والأمراض المشفي منها مستعصية ، لماذا يُجهدُ العلماء أنفسهم ، أو تصرفُ الدولُ أموالا طائلة ، للبحث عن دواءٍ يعالجونها به ؟. لتغلق الدول مؤسساتِها ولتُحَّولْ كل المصابين بأمراض مستعصية الى تلك المجاميع والمنظمات ، ما دام تضمنُ كذا شفاءات !.

يقولُ المثل : ” ليس على الكلام ضريبةٌ “. وتقنية اليوم تحصل بدبلجاتها على ” عجيب أمور ! غريب قضية ” ، كما كان يطيب للمرحوم كامل الدباغ أن يقول وهو يبتسم ، في برنامج {العلمُ للجميع }!. ولا يعصى على تقنية العصر أن تنشرَ ( حيوانات برؤوس بشر ، وبشرًا برأس حيوان )!. بينما إظهار أشفيه إعجازية فما أسهله !!.

القس بـول ربــان