مسيحي يجحد ايمانه ثم يرجع نادمًا

أهلا وسهلا بالأخ عماد سعدالله.

كتب الأخ عماد، أبو ستيفن، يقول :” شخصٌ مسيحي تزوَّجَ مسلمة. ثم إستسلمَ ومارس الطقوس الأسلامية بالكامل. بعد كم سنة من الزواج إنفصلَ من زوجته المسلمة، و قرَّرَ الرجوع مرَّةً ثانية الى ديانته المسيحية نادِمًا. هل تغفرُ له الكنيسةُ ذلك ؟. وما مصيرُ

أولاده ؟ “.

لمْ آتِ لأدينَ العالم بل لأُخَّلِصَه ! ( يو3: 17؛ 12: 47)

إنَّ ردَّ فعل الأنسان الأول تجاه تصرف الآخر عاطفِيٌّ يميلُ الى القسوة فالدينونة أكثر مما الى اللطف ومحاولة فهمه وحتى مساعدته. وفي موقف إيماني مثل المذكور نستصعبُ وقد نرفُضُ عودة الأمور الى مجراها الأول. إننا نحكم وندين، وهذه غريزة كل إنسان، بينما قال الرب يسوع بأنَّه ” لا يحكمُ على أحد” (يو8: 15) وطلب منا ألا ندين أحد (متى7: 1). وعلَّمنا أيضًا أن نرى الأمور على ضوء فكر الله وأن نقيسها بمقياسِه. وعليه رسالة المسيح ليست لدينونة الناس بل لخلاصِهم. وقد مات على الصليب لأجل خلاص كل البشر. فغفر حتى لصالبيه مع أنهم تنَّكروا له ورفضوه وظلموه وآستهزَأُوا به فقتلوه. إذن رغبةُ الله وقياسُه غفران الخاطئين، ورسالة المسيح فالكنيسة هي الغفران.

من قال سوءًا على إبن الأنسان يُغفر له ! (متى12: 32)

هذا ما حصل فعلا على الصليب. لكن المسيح قال من نكره عند الناس ينكره هو ايضًا أمام الآب السماوي (متى10: 33). هذا إذا لم يتب ويعُدْ إليه. ألأبُ السماوي غفر للأبن الضال النادم والراجع من شَرِّه (لو15: 20). يسوع غفر لصالبيه. يسوع يغفر والكنيسة تفعل مثله. سأل الرسل يسوع :” كم مَّرةً يخطأُ إلَيَّ أخي وأغفرُ له ؟. أَ سبع مرات ؟”. وقال لوقا :” في اليوم الواحد” (لو17: 4). أجاب يسوع : ” لا سبع مرات بل سبعين مرَّةً سبع مرات” (متى 18: 22). فالعبرة ليست في جسامة الخطأ. بل في صِدق التوبة وإقرارها والمحاولة الفعلية في إصلاح الخطأ. بطرس رئيس الرسل أيضًا نكر المسيح، ثم تاب وبكى بُكاءًا مُرًّا (متى 26: 75)، وسامحه المسيح.

هل تغفر له الكنيسة؟.  وأولادُه ؟.

على ضوء ما تقَّدم، نعم، تغفر له الكنيسة إذا تأكدت من أنَّ ندامته حقيقية وتوبته صادقة. أما أولاده فتتمنى الكنيسة أن يرافقَوه لتُعَّمدَهم ويدخلوا رعية المسيح. إنمَّا يتوقفُ الأمرُ على ” ماذا يختار الأولاد “؟. هل يتبعون أباهم أم أُمَّهم؟. وما هي قوانين الدولة؟. الأب مسؤول عن أولاده. وإن كانوا أطفالاً وإلى عمر مُعَّين يحتاجون، في الظروف الطبيعية، إلى رعاية الأم أكثر من الأب. المُهم إذا إختاروا الأب أو متى ما تبعوه فالكنيسة تُعَّمدُهم. الكنيسة لا تفرضُ شيئًا، ولا تمنعُ خيرَا، بل تدعو وتساعد وتخدم.