الاحتفال بالزواج في الأزمنـة المُحَّـرمة !

أهلا وسهلا بالأخت فاتن يوسـف.

‘اينت الأخت فاتن الاحتفال بالزواج في فترة الصوم. استغربت ذلك لأنها تعلمت منذ تناولها الأول ، ولم تذكر في أية سنة كان !! ، بأن إحدى وصايا الكنيسة السبعة تُحَّرمُ التكليلَ في فترةِ الصوم. فاعترضت وسـألت ْ لماذا يوافقُ الكهـنةُ على التكليل في هذا الوقت ؟.

تعليمُ الكنيسـة !

إنَّ الهـدفَ من وصايا الكنيسة هو مساعدة المؤمنين فـتكفلَ لهم ” الحدَّ الأدنى الذي لا بد منهُ في روحِ الصلاة ، وفي الجهدِ الأخلاقي ، وفي نُـمُّوِ محَّـبةِ اللـهِ والقريب “(التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية ، 1997، رقم 2041).

ونتيجة لتطوّر الظروفِ الاجتماعية وتغيير العقلية الإنسانية صارت الكنيسةُ تفرُضُ أقلَ واجبات ممكنة ، بينما تدعو المؤمنين الى حرّيةِ اختيار أكبر لعدد من الأعمال أو استغلال أوقاتٍ أطول لتحقيق هـذا الهدف. وعليه منذ نهاية القرن الماضي قللَّت من وصاياها السبعة وحددت الخمسة الباقية كالآتي :

1- حضور القداس في الآحاد والأعياد المأمورِ بها والامتناع عن الأعمال النفعية +

2- الاعتراف بكل الخطايا على الأقل مرة في الســنة +

3- تناول القربان على الأقل في الفصـح +

4- الانقطاع عن اللحم ، والصيام في الأيام التي تفـرُضُها الكنيســة +

5- مساعدة الكنيسة في احتياجاتها ، كل واحد حسب إمكاناتِه +

( المصدر السابق ، الأرقام 2042 و 2043 ).

أما الوصية السادسة بالانقطاع عن أكل اللحم أيام الجمع فقد أُدمِجتْ مع الصيام ( رقم 4).

والوصية السابعة بالامتناع عن التكليل في الأزمنة المُحَّرمة لقد أُبطلت في التعليم العام للكنيسة الكاثوليكية. كان منعها بسبب الصيام والانقطاع عن أكل اللحم من جهة ومن أخرى بانفتاح الناس على قدسية بعض المناسبات الروحية. ولما فقد البشرُ هذا الانفتاح وصارت الوصية عبئًا على كثيرين ، أخضعت حتى تلك المناسبات لأيمان المسيحي ودعته أن يلتزم بذلك طوعا وليس إلزامًا.

إلا إنَّ الكنيسة الكلدانية ، بموجب صلاحيات كل كنيسة لها قانونها الخاص ، احتفظت بالوصية على نطاق خاص بأبنائها وحَّـددت الأزمنة المُحرمة التي لا يجوز فيها الاحتفال بالزواج كما يلي :” الأسبوع الأول والأخير من الصوم الكبير ، وأيام الباعوثة ، وعشية الميلاد ، وليلة العيد الكبير “( طبعا ومفهوم أن جمعة الآلام ايضا يشملها المنع ) (السينودس الكلداني ، أيار 1997 ، والمعلنة أعماله في أيار 1998 ، موضوع الطقوس والأسرار فقرة 40).

إيصالُ التعليم والالتزام به !

لمْ تذكر الأخت فاتن متى كان تناولها ، ولا ذكرت في أية أيام من الصوم عاينت الاحتفال بالتكليل. ربما كان تناولها قبل صدور هذه التعليمات الجديدة. فعليها وعلى كل من يعتقد مثلها أن يُصَّححَ معلوماتِه. ثم ربما أُحتفلَ بالزواج ضمن الأيام المسموح بها في الصوم. علينا دوما أن نكون دقيقين في ملاحظاتِنا لنتأكد بأننا لا نتوَّهم. أما إذا كانت هناك خروقٌ حتى للنظام الجديد فعلينا أن نُـنَّـبهَ إليه ، ونُـحَّـذرَ منه. وعلى معلَّمي التعليم المسيحي بنوع خاص أن ينتبهوا الى ذلك ويُبَّـلغوا تلاميذتهم التعليم الصحيح.

القس بـول ربــان