الأيمانُ من العقل والقلب !

أهلا وسهلا بـ ” الصديق الـوفـي “!.

سألَ باختصار : ” الأيمان ينبعُ من القلبِ والعقل ، لماذا ؟

الأيمان يشملُ الإنسان كُـلَّه !

الأيمان عقـيدةٌ وقـناعةٌ ، وهو أيضا إحساسٌ ورغـبة وتَّصرُف. تُعزى العقيدة والقناعة الى الذهن والفكر. بالعقلِ تُناقشُ الأمور ويُدرَكُ كُنهُها وتُكتشفُ هويتُها. وبالقلبِ تُقبلُ الأشياء أو تُرفَض. لأنها إما يُحبُّها المرءُ ويرتاحُ اليها ، أو يكرَهُها ويأنفُها. يقولُ مار بولس بأنَّ ” البّرَ الآتي من الأيمان ..هو كلامٌ بالقربِ منك .. في لسانِكَ وفي جَنانِكَ. فإذا شهدتَ بلسانِك أنَّ يسوعَ رَّبٌ ، وآمنتَ بجَنانِك أنَّ اللهَ أقامَه من بين الأموات ، نلتَ الخلاص. فإنَّ الأيمانَ يالجَنانِ يهدي الى البر. والشهادةُ باللسان تَهدي الى الخلاص ” (رم11: 8-10).

فالفكرُ يكتشفُ الحقيقةَ ويُعلنُها. وإعلانُه شهادةٌ للحَّـق. لأنَّ العقلَ نورٌ يُضيءُ خفايا الحياةِ و الكون. في العقل تتكوَّنُ القناعة وتثبتُ العقيدة. لكنَّ الإنسان ليس فقط عقيدةً وقناعة. بل هو أيضا شهوةٌ ورغبة. والشهوة والرغبة تقودان حركة الإنسان إلى التفاعل مع ما ثَّبتَه العقل حقيقة وحَّقـا. ولا حياة بدون هذه الحركة. فموضوع الأيمان إذن يجبُ أن نقتنع به فكريا ، و أن نتعَّلقَ به وِدّيًا. فلو آمنتُ بشخص المسيح ورفضتُ أن أعيش مبادِئه السلوكية يكون إيماني ناقصا. وإذا أحببتُ سلوكَ المسيح لكني رفضتُه كإلهٍ ومخَّلص يكون إيماني أيضا ناقصًا. بينما إذا اقتنعت من أنه إله وشهدتُ على ذلك بكلامي ، وأحببتُ المسيح و تعَّلقتُ بنمط سلوكِه واقتديت به في سلوكي يكون إيماني كاملا لأنه يحتوي حياتي كلها.

الأيمان حياةٌ تُعاش !

إنَّ حياةَ الإنسان وحدةٌ واحدة متكاملا نُمَّيزُ فيها العقلَ والقلب ولكن لا نستطيعُ أن نفصلَ بينهما. وكلُ فصل بينما يقودُ الى الموت. ولهذا نقـولُ أنَّ الأيمان ينبعُ من العقلِ والقلبِ معًا ولا يمكنُ الفصلُ بينهما لأنَّ على كليهما تتوقَّفُ حياةُ كلِ إنسان : على الأيمان والأعمال. وإذا اقتصرت حياتُنا على واحد منهما فقط ، ايهما كان ، يكون إيماننا مُشَّوهًا ولن يُخَّلصنا. فالأيمان الذي لا يقودُ أفعالنا هو ناقص ، لأنه يُصبحُ ” صُنجًا يرُّن أو نُحاسًا يطُّن ” (1كور 13: 1). والأفعالُ التي لا تستند الى الأيمان تكونُ باطلة أيضا ، لأنَّ ” الوعدَ الذي وُعِد لإبراهيم ..لا يعودُ الى الشريعة (الأعمال) ، بل إلى بر الإيمان ، لأنَّ ابراهيمَ ” آمن راجيا ضد كلِ رجاء ” (رم4: 13، 18). لهذا قال الرب ” ليس كلُ من يقول لي : يا رب ، يا رب يخلص. بل من يعمل أعمال ابي الذي في السماوات “(متى 7: 21). وعصر الرسولُ زبدةَ تعليم المسيحية في ” أنَّ القيمة َ للأيمان الفاعل بالمحَّبة “(غل5: 6)، أى النابع ِ من العقل والمُنصَّبِ أو المُكتمل ِ في القلب.

القس بـول ربــان