الأحد 1 للصليب / 4 لأيليا

تتلى علينا اليوم القراءات :  اش33: 13-16  ؛   تث8: 11-20   ؛   في2: 5-11   متى 4: 18-24  

القـراءة : إشَعيا 33 : 13 – 16 :– كي ينالَ الشعبُ رضى الله عليه أن يسلكَ دربَ البِّر، ويبتعدَ عن الظلم والرشوة وكل أنواع الشرور.

القـراءة البديلة : تثنية 8 : 11 – 20 :– تُحَّذرُ القراءةُ من خطر الغنى والرخاء، إنهما يقودان الى البطر والكبرياء ونكران الجميل، لاسيّما الى نسيان الله.    

الرسالة: فيلبي 2 : 5 – 11 :– يدعو بولس الى الجهادِ من أجل الأيمان وقبولِ الألم و الأقتداءِ بالمسيح وحفظِ وحدة الكنيسة في المحَّبة.

الأنجـيل : متى 4 : 18 – 24 :– يبدأُ يسوع مهمته في الجليل : يدعو التلاميذ الأوائل ويُبَّشرُ، ويشفي أنواع الأمراض. ينتشرُ صيتُه وتتبعه الجموع من كلِّ صوب.

 لِنَقْرَأْ كلامَ الله بهدوءٍ وآهتمام

الصلاة الطقسية

تصفُ الصلاة وضع الكون قبل الصلب وبعدَه وتشهدُ لمَا حدث في الصلب : من العبودية لنير الموت بسبب ضلال الخطيئة، وآنحدارِ البشرية نحو الهلاك، إلى آلام المسيح وإهانته وصلبه، فثورة الخليقة إعتراضًا على الجريمة النكراء، وتقريعًا لوقاحة الأنسان الخاطيء وهيجانه ضدَّ البِّر، وسفاهة الصالبين وسخافتهم عوض إحترام خالقهم وتقديم الإكرام و السجود له. هبَّت الملائكة والسماويون للسجود للمسيح وهو على الصليب. ولولا ذراعا يسوع المصلوب مفتوحتين لآحتضان البشرية بالرحمة والغفران لَأَبادَت القواتُ السماوية جموع الخاطئين الذين تكالبوا على القدوس البار.

لكن الحكمة الألهية كانت أسلم لا فقط من أفكار الصالبين بل حتى السماويين. الصلبُ فدى البشرية وفتح للناس باب العودة الى الفردوس المفقود. لقد شَّقَ حجابَ بيت القُدس وآنهدمَ الهيكلُ فآنفتح الطريق الى قدس الأقداس (متى27: 51). لم يعُد بعدُ فصلٌ بين الله والأنسان (عب9: 8). لقد تمَّ خلاصُ الأنسان، وقام ابرارُ العهد القديم ليشتركوا بمجد المسيح (متى 27: 52-53؛ 1بط3: 19). آنذهل حتى الملائكة مما يحدُث لمَّا رأوا أن الأنسان الذليل قاد معركة قاسية لكنه إنتصر فيها وتمَجَّد وضمن المجد لجميع بني جنسِه. لم يبقَ ابليس بعدُ سّيِّدَ الموقف. لقد خسر فآندحر. لقد إنقلبت المقادير. فالذي كان قبل الصلب”  سّيِّدًا يجولُ كالأسد الزائر باحثًا عن فريسةٍ له” (1بط5: 8) ولَّى هاربًا يندبُ حظه التعيس.  

بعد الصلب والقيامة إختفى الصليب. ربما لينسى الناسُ المأساة ويُعَتِّمَ التأريخ على الحدث لينعم الصالبون براحة البال. قالت ترنيمة قلتا:” من يوم آختفاء الخشبةِ المسجودِ لها، سار الناسُ كما في ظلام الى أن ظهرت * والآن وقد ظهرَ نورُها المتلألئ في الكون، وأبهج

بسنائِه السماويين والأرضيين* تحِّيةً يا خشبة. بينما طمرك الأشرارُ، أظهركِ الله في العُلى فوق في بلد النور”. لقد بحث عنها قسطنطين الملك وآكتشفتها أُمُّه القديسة ورفعتها من بين

الأنقاض، وآرتفعَ الصليبُ في كنيسة القيامة أسبوعًا ليأتيَ المؤمنون ويسجدوا له. 

الترانيم       

1+ ترنيمة الرمش :” يا مُخَّلِصَنا، قبلَ صلبِك كان ضلالُ الشيطان يُزعجُ الخليقةَ كلَّها، و 

     كان الجنسُ البشري بعدُ ينقادُ تحت نيرالموتِ قاتل جنسِنا. قتلت خشبةُ الصليب الموتَ 

     وأزالت الخطيئة فأحيت طبيعتنا من بين الأموات وآندهش العُلويون بجنسنا الذي تعاظم   

     وتعَّدى الآلامَ كلَّها. ولهذا نصرُخ بلا آنقطاع  ونقول: لك المجد لأنَّك عظَّمتَ طبيعَتنا”.  2+ ترنيمة السهرة :” لمَّا آرتقى مُخَّلصُنا الصليبَ ليُخَّلِصَنا هاجت الخلائقُ كلُّها وذُعِرَت إِذ

     رأتْ ذُلَّه. فالشمسُ المتلألِئة بأشِعَّتها أَظلمَ نورُها وآحتجبَ ضياؤُها إِذْ رأت سيِّدَها مُعَّلَقًا

     على الخشبة ويتعَذَّبُ من الوقحين. والقمر إستحال دمًا توبيخًا للشعب المكلوب الذي

     تجاسرَ وتجَرَّأَ فقتل سيِّدَه. فمَن يكون هذا الذي بقتله إنشَّقَ قدسُ الأقداس؟ والأمواتُ

     أيضًا يقومون لصوته؟، ويعدُ اللصَّ بالملكوت؟. إنَّه المسيحُ مُحيي ميتَـتِنا. هلُّموا إخوتي

     نركضُ للسجودِ له. فقد ذاق الموت عوض جنسنا كُلِّه، ونصرخُ له كلُّنا بلا آنقطاع : يا

     سَيِّدَ الكل المجدُ لك”.

3+ ترنيمة الفجر :” لصليبِك يسجد الملائكةُ وكلُّ جموع القدّيسين. ويصرخون كلُّهم سوِيَّةً    

     : تبارَكَ الذي خلَّصَنا بصليبِه “*.

4+ ترنيمة القداس :” المذبحُ رمزُ القبر الذي وًضعَ فيه جسدُ مخَّلصِنا. والخبزُ والخمر التي

     فوقه هي رمز سَيِّدِنا في القبر. والكاهنُ مثل شخص يسوع يُقاتلُ مع الشرير. ثم يُصَوِّرُ

     رمز القيامة “* 

التعليم

قالت ترنيمة للمجلس: ” تَحتفلُ الكنيسةُ المقدسة بمجد وَجَدانَ الصليب، الذي انتشرَتْ أَشِعَّتُه بسناء في الجهات الأربع وأذهلَ العالمَ بالأعاجيب التي صنعها في الخليقة “. تُمَّجدُ الكنيسةُ صليبَ المسيح الحَي لأنَّه حمل المسيح وآغتسل بدمه وأَجرى معجزاتٍ كثيرة. أوَّلُها وأهمُّها جرى عند رفعه من بين مئات أطنان النفايات التي تكَّدست عليه عبر ثلاثة قرون. وجدوه مع صليبي اللصين. وإذ لم يقدروا أن يُمَّيزوا بينها بالعين المجردة أخضعوها لفحصٍ ايماني ، وأتوا بمَيِّتٍ ومرروا جثمانه على الصلبان. والصليبُ الذي أحيا المائتَ كرَّموه وسجدوا له ، لأنَّه حملَ في ذاته قوَّة المسيح لا فقط الشافية بل حتى المُحيية. وهذا الأمرُ ليس غريبًا ولا مُعاديًا للأيمان. فإذا كان ظِّلُ بطرس (أع5: 15-17)، أو ما لمس جسد بولس من مناديلَ أو مآزر (أع19: 11-12) يشفي أنواع الأمراض، فلا عجب أن يُقيمَ ميِّتًا صليبٌ حمل جسدَ المسيح وخضَّبه دمُه أن يشترك في قوة المسيح الأعجازية. ولا غرابة في أن توَّقره الكنيسة وتُمَّجدَه وتلجَأُ اليه طالبةً عون السماء.

يبقى صليبُ المسيح رمزًا لجهادِ المؤمنين المُجَرَّبين في مخالفة الحق. فابليس لا يكِّلُ عن مقاومة الحق ومحاربة من يسلك طريَقَه. فيسأل المُجاهدُ العون من فارس الصليب. قالت ترنيمةٌ ليوم الخميس:” يكمن عدّوي ليخطفَ خِفيَةً نفسي من يديك. مثل أسدٍ يفسدُ في وكر غابِه. وإذا جاءَ فزرعَ الكسلَ فيَّ، يُشَّوشُ فكري ويقلقه ويُعَّذبني خفيةً أيضًا. أنت يا رب نَجِّني من شَرِّه وأَعِدْني إليك فأرى حنانك. أيُّها السيِّدُ الصالح إرحمني “.