الأحد السادس للدنح

تتلى علينا اليوم القـراءات :   اش63: 7-16؛ تث24: 9-22 عب8: 1-9: 10؛ يو3: 22-4: 3

القـراءة : إِشَعيا 63 : 7 – 16 :– اللهُ رحومٌ ورؤوفُ نحو الإنسان. فدى شعبَه بِحُبِّهِ و حنانِه على يد موسى. وكُلَّما أهملَ الشعبُ اللهَ نالَه الضيق. سيُنقِذُ اللهُ الأنسان كُلّيًا ويفديه نهائيًا على يد المسيح.

القـراءة البديلة : تثنية 24 : 9 – 22 :– يُعَّلمُ الكتاب السلوك الجيّد الذي يُرضي الله. ويُذَّكرُ الشعبَ بأنَّه كان عبدًا فلا يُؤذي غيرَه بل يُعينُه.

الرسالة : عبرانيين 8 : 1 – 9 : 10 :– يدورُ الكلامُ على تفَوُّقِ كهنوتِ المسيح و خِدمتِه و وِساطتِه. إنَّه وسيطُ عهدٍ أفضل ، عهدِ القلبِ والضمير.

الأنجـيل : يوحنا 3 : 22 – 4 : 3 :– يُباشرُ يسوع رسالتَه. ينشبُ جدالٌ حولَ  معموديتِه ومعمودية يوحنا. يفُضُّ يوحنا الأمرَ بالتأكيدِ على أنَّ يسوع هو المسيحُ، ويقومُ الحَّقُ على قبول معموديتِه وتصديقِ تعليمِه.

لِنَقْرَأْ كلامَ الله بشوقٍ وآهتمام                                                      

الصـلاة الطقسية

شجرةُ العماد وافرةُ الأغصان  واسعةُ الأطراف ومتعَدِّدةُ الثمار. ولكلِّ أجزائِها وتشَّعُباتِها فوائدُ لا تُحصى. وصلاةُ كلِّ أحدٍ تغرفُ من أحدِ كنوزه فتعرضُ علينا معرفةً جديدة عما آحتواه عمادُ يسوع وما نفعه لنا. فلمَّا أزالت مياهُ الطوفان شرور الأشرار لأنقاذ الأبرار تَدَّنستْ بالأثمة الذين جرفتهم، إِذ أفسدَتْها آثامُهم وعفونتُهم. ولمَّا دخل المسيح مياه الأردن قدَّسَها لأنَّه كان قُدّوسًا مُنَّزَهًا عن الخطيئة. وإذ كانت مياه الأردن جاريةً حملت معها قداستَها الى الينابيع. وفي مياه تلك الينابيع سيعتمدُ بنو جنسِه فيَغسلون فيه وسخَهم. هكذا شاء الله أن يُعطينا الحياة الجديدة بالعماد بآسم المسيح. أصبحت مياه العماد مياه التوبة و العودة الى الله، وليست مياه النقمة كالطوفان.

الترانيم 

1+ ترنيمة الرمش : ” تسَّبحُك فوقُ في العُلى ومعك أباكَ كلُّ طغماتِ الملائكة. ويركعُ

     أمامك ويسجُدُ على الأرض أيضًا جنسُ المائتين كلُّه. لأنَّك وأنتَ في الأردن وفي مياهِه

     قدَّست جميعَ الينابيع. لأنَّك إعتمدت فيه وأنت مُنَزَّهٌ عن الخطيئة، وأريتنا بحنانك طريق

     نجاة الحياة. لأنَّك هكذا شِئْتَ أن تُحَّرِرَ جنسَ المائتين كلَّه. يا رَبَّنا المجدُ لك “*.

2+ ترنيمة السهرة : ” لمَّا إعتمدتَ في الأردن قدَّستَ الينابيع. ولمَّا إرتفعتَ عنه أقمتَ

     سقطتنا. حتى إمتلأَ المُوفَدُ فرحًا. فالملائكةُ نزلوا عندكَ بسرعة ليرفعوا المجدَ. ومن كلِّ

     جهات الأرض يصيحون كلُّهم: قدّوسٌ قدّوسٌ قدّوسٌ الملكُ الذي أتى وخَلَّصنا بعماده، و

     وَعَدَنا بالملكوت ، له المجد “*.

3+ ترنيمة الفـجـر : ” يا وارثَ الآب وسَيِّدَ كلَّ كائنٍ. فَرِّحُ كنيستَكَ بظهورك المُقَدَّس “*.

4+ ترنيمة القداس : ” يا رب إليك يأتي كلُّ بشر لأنَّك تمنحُ الكل غفرانَ الذنوب. تتنَقّى

     بزوفى من عندك الأجسادُ التي جرحتها الخطيئة. تعالوا يا مائتين حاملي الأحمال

     أريحوا ثقل ذنوبكم، وتناولوا من المذبح الجمرة التي طهَّرت النبي، وتتطَّهَروا “*.

التعليم

قالت إحدى ترانيم المجلس: “عظيمةٌ عطيتُك للمائتين أيُّها الرَّبُ الرحيم. بالماءِ ألبستنا روحَك. بالخبز أطعمتنا جسَدَك وبدمك المُحيي قدَّسْتنا وأشركتنا مع الروحانيين، ورفعتنا من الأرض الى السماء “*. بخطيئة آدم سقط الأنسان الى الحضيض فاقِدًا حَقَّه كونه صورة الخالق ومعها كلُّ آمتيازاتِها. عاشَ ترابيًا عبدًا للجسد وشهواته. لم يعرفْ أن يعترفَ بخطَإِه ولا سمحت له كبرياؤُه أن يتوبَ فيعتذر الى الله. عالجَ جُرحَه بإلقاءِ اللوم على غيره مُبَّرِرًّا ساحته. ظَنَّ أنه يقدرُ أن يغُشَّ الله بتنَّصُلِه عن واجبه في تفعيل عقلِه وتقدير موقع الله. أمَّا المسيح فبعماده قَلَّبَ الموازين وأظهر بطاعته لله أنَّه واعٍ على جرح الأنسان ومسؤوليتِه في ذلك، وأن العلاج ليس بنكرانه بل بالأعتراف به والندم عليه بالتوبة. فدخلَ ماء معمودية التوبة ليتتطر. ومع أنه قدوس وبارٌ قَـِبلَ على نفسِه عارَ إخوته، وبآسمهم إعترفَ بالخطأ و  آعتذر لله عن العصيان الأول. فهذه القداسة وهذا التواضع إستحَّقا لعماده أعظم النعم ، أيْ ” غفران الذنب”. فقد إرتفع الأنسان من جديد مع المسيح فعاد الى صداقة الله.

وبعد التطهير والتقديس غذّى المسيح إخوته باكل جسده وشرب دمه لتجري الحياة الآلهية في عروق كل مُعَّمَد. كلُّ ذلك يُجريه الروحُ القدس في إعداده للأنسان للمشاركة في خيرات الله. وعن عمل الروح قالت ترنيمة المدراش :” تحرَّك الروحُ من العُلى. في معمودية يوحنا ترك الجميع وحلَّ على واحد. وفي معمودية يسوع ينزلُ فيَحِّلُ على كلِّ مولودٍ من الماء. الآن يستقِرُّ الروح على كثيرين. وكلُّ من إعتمدَ، أولًّا بأوَّل، إحتضنه الروح وحلَّ فيه “. و العزلة الأولى بين الملائكة والناس، الروحانيين والأرضيين، قد زالت وعماد المسيح وفَّق بينهم حتى صاروا متّحدين في تمجيد الله وتسبيحه من العُلى ومن الأرض كما أشارت ترنيمة الرمش، بل ويصرخون معًا حسب ترنيمة السهرة :” قدّوسٌ قدّوسٌ قدّوس ..”.

الصلاة

قالت ترنيمة القداس بأَّن جميع البشر يأتون الى الله تجذبهم إليه عطية غفرانه وضمانُ راحةِ الفكر والقلب التي يمُنُّ بها عليهم إِذ يُرَّيحُهم عن أحمال الخطيئة الثقيلة ويُطَّهرهم بجمرة قداسته ومحَّبتِه. ورفعت ترنيمة أخرى الشكر” في كلِّ حين لإلَهِنا الصالح ، الوجود الأزلي، لأنه أرسل إبنه الحبيب فخَلَّصنا من الظلمة، وجدَّدنا … وأقامنا ورثاءَ خيراته الأبدية”. هكذا قال بولس الرسول:” الروح يشهد مع أرواحنا أننا أبناءُ الله. وما دُمنا أبناء الله فنحن الورثة. .. نشاركه في آلامِه لنشاركَه أيضًا في مجدِه” (رم8: 16-17 ؛ غل4: 7). ونرفع الشكرمع الصلاة : ” نشكر ونسجد للآبنِ الصالح، الآبن المسيح، وارثِ الآب، الذي صار لنا، بحُبِّهِ ، عَرَّابًا وبَرَّرَ جنسنا المُذنب “.