الأحد الثاني لموسى

تتلى علينا اليوم القراءات :  اش40: 18-28  ؛تث11: 13-12: 1  ؛غل5: 1-6 لو8 : 41-48

القـراءة : إشَعيا 40 : 18 – 28 :– لا شيبهَ لله، ولا هو مِثْلَ الأنسان. هو الخالقُ الذي يسودُ على كلِّ الخلائق ، لايَخفَى عنه شيءٌ ولا يُقاوِمُه أحد.

القـراءة البديلة : تثنية 11 : 13 – 12 : 1:– يَعِدُ اللهُ شعبَه وطنًا واسِعًا، أرضًا خَصِبة ومناخًا جَيِّدًا فلا يحتاجُون الى جيرانِهم. ذلك مقابلَ أن يسمعوا كلامَه.

الرسالة : غلاطية 5 : 1 – 6 :– يقومُ جدالٌ حولَ الختانة. يحسُمُه بولسُ بقولِه أنَّ ختانَ الشريعةِ قد بطُلَ، لأنَّ الأنتماء الى شعب الله والخلاص يتِّمان بالأيمان بالمسيح ، وإيمانٍ يعملُ بالمحبة.

الأنجـيل : لوقا 8 : 41 – 48 :– لا يحتاجُ الأيمان الى الدعاية بل إلى أفعالٍ تُعَّبرُ عنه مثل المرأةِ المنزوفةِ الدم : آمنت بالمسيح ولمست ثوبَه فشُفِيَت.

 لِنَقْرَأْ كلامَ الله بشوقٍ وآنتباه

الصلاة الطقسية

على الصليب رفعَ يسوعُ خطيئةَ الأنسان مع ثمرتها الموت الأبدي، ذلك بكسر شوكةِ شهوةِ  الكبرياء بطاعته لله، وبسفكِ دمِه فِديةً عن الخطيئة. ولمَّا رفعها عن الأنسان سَمَّرَها على الصليب وغسلها بدمه المسفوك. وسمَّت الترنيمة يسوع الطبيب الصادق، الحاذق الذي ، إذ عرفَ الداءَ، عالجه بالدواء الشافي. فشفى الأنسان من مرضِه. ولا يزالُ هو الشافي الوحيد برحمته وغفرانه. لذا إليه يلتجيء كلُّ الخطأة ومنه يطلبون الدواء الناجع لكل واحد. فتتقابلُ دموع توبة الخاطيء، مع دموع خاطئة الجليل (لو7: 38)، وتوسلات لص اليمين المجرم التائب (لو23: 41-42) وآستغاثة قلب الوثنية المحترق والصارخُ اليه (متى15: 22-23)     مع رحمة يسوع على الصليب ” يا أبتاه إغفِرْ لهم “.

لقد عدَّدَتْ ترتيلةُ المجلس ثمارَ محَّبةِ يسوع الغزيرة ورحمتِهِ الفائقة التي يبديها نحو البشر عن طريق” صليبه ” الذي به إستَحَّقَها للأنسانية. كلُّ أسرار ايماننا تتم بإشارة الصليب، من العماد والتثبيت والتوبة والقربان ومسحة المرضى والزواج والكهنوت. وحتى صلواتنا و أنواع عباداتنا مثل الصلاة الكهنوتية والوردية ودرب الصليب والدفنة، ونشاطاتنا الدينية والتعليمية والأجتماعية، كلُّها تبدأ وتُختم بإشارة الصليب. حتى جهادنا ضد الشر والأشرار نبنيه على اسم الصليب. وتعلو شارة الصليب صدورنا وبيوتنا. خُتمَت حياة المسيح بالصلب ونال بالصليب ماركةً مُسَجَّلةً للمحبة والرحمة والغفران. سَجَّل نصرَه بالصليب وبِه يُنصرنا أيضًا إذا حملنا صليبَنا وسلكنا دربَ الجهاد من أجل الحَّقِ والبر.      

الترانيم

1+ ترنيمة الرمش :” يا رب. أيُّها الطبيبُ الصادق، أدعوكَ فآشفِ أوجاعَ خطاياي التي

     تسحَقُني. فإنْ لم تسنُدني نعمتُك أنمحي حالاً بسبب كثرةِ الشرور. إِغْسِل زلّاتي بالدموع

     الحزينة وآغفِر رذائلي بمراحم نعمتك. ايُّها المسيح مُحيي الكل تحَنَّن علَيَّ وآرحمني و

     أعِدني بحنانك إليك. يا رَّبُ، يا مُحِّبَ عبيدِه إرحمني “*.

2+ ترنيمة للمجلس :” أصبحَ لنا صليبُ المسيح نبعًا يُجري لنا أنواع الإعانات. الأبالسةُ به

     يُغْلَبون والشيطانُ يسقُطُ وقوَّةُ الضلالِ تبطلُ، والخطيئةُ تُستَأصَلُ و الإنحرافاتُ تزولُ،

     ويفنى فخرُ الموت الذي خذلَ طبيعَتنا. وبه نقبلُ الولادة الروحية. وبه نُحِّلُ فينا الحياة

     الأبدية، ونرثُ بحُّبِه ملكوت السماء ونأخذُ ذخيرة بنينِ مجدِه. لأنَّ الملك المسيح نالَ ،

     بصليبِه، النصر وصالح العُلى والأسفل. فله مع أبيه والروح القدس يُنشِدُ المجدَ الناسُ و

     الملائكة “*.

3+ ترنيمة السهرة :” أيُّها الملكُ المسيح، نسألُك: وَفِّقْ بصليبك كنيستك المؤمنة، التي قد

     إمتلأَتْ خصوماتٍ وآنقساماتٍ وآختلافات، وقد أحْدَثَها فيها الشّرير ، وأثارَها في كلِّ

     الجهات. وهوذا ينصُبُ كلَّ حين فِخاخًا ولا يتوقَّف ويريدُ أن يسلُبَها. أَنقِذْها من يديه

     أيُّها الربُّ الرحوم فقد إشتريتَها بدمك. لا تدَعْهُ يتعالى. كُن لها سورًا منيعًا. وتَرَّحم

     عليها “*.

4+ ترنيمة القداس:” تعالَوا نُهَّيِيْ كلُّنا نفوسَنا مع أجسادنا. للموهبة الرهيبة للأسرارالمُحِييَّة.

     لأنَّها هي تُخَّلِصُنا من الموت والفساد. وتُعطي للمائتين حياةً في مسكن السماء “*.

التعليم

صَلَّى المدراش :” بالصليب تقوم كلُّ الخلائق، بما فيها. فأيُّها الصليب الذي هو برجٌ ينحني ويرفعُ الناسَ الى فوق، إنحَنِ لي أيضًا برحمتك لأصلَ بك الى قمَّتِك. ليرتفعَ فكري وأرى الأبن عن يمين سَيِّد المُرتفعات. حتى أُنشِدَ هناكَ أيضًا المجدَ للذي نبذ الصالبَة وخطب المختارة “. إشتهى المُصَّلي أن يرتقي الصليب. ونِعِّمَ ما فعل. فالصليبُ المشرقي الأصيل، فوق المذابح، لا يحمل مصلوبًا. نزل عنه يسوع وتركه شاغِرًا للمؤمنين ليرتقوهُ ويغتسلوا بتوبتهم بدماء المسيح، وليُقَّدس الربُّ جهادَهم بآلامِهم وتضحياتهم، ليغسل دموعهم ويسَّلي قلوبَهم (رؤ7: 17)، ويباركَ أعمالهم وعبادتهم. ينتظرنا هناك ليفيضَ علينا نعمَه.

صلَّت ترنيمة السهرة من أجل الكنيسة المنقسمة على ذاتِها والتي زرع فيها الشّريرُ الفتنَ و الأختلاف. وآلتجَأَت الى صليب المسيح الذي، كما أكدت ترنيمة المجلس، به يُغلبُ ابليسُ و تُفضحُ مكايدُه وتُزالُ كلُّ آلإنحرافات. ينوي الشيطان إستعباد الكنيسة من جديد. يريدُ سلبها من يسوع الذي إفتداها بثمن غالٍ، بدمه الكريم (1كور6: 20؛ 7: 23). فطلبت الصلاة ألّا يسمح المسيح بذلك فلا يتعالى ويُبيدُ رعيتَّه. الخيرُ كلُّه من الصليب فلم تتردَّد الكنيسة أن تلجَأَ الى شفاعته وقوَّته الفائقة.

فرفعت الكنيسة طلبَتَها بثقة في ترنيمة شوباحا :” ليكن البِرُّ كلُّه لك، كما هو: وتَصَّرفْ معنا كما تصرَّفتَ مدى الأزمنة * حنانُك العظيم بحرٌ عظيمٌ وأعظمُ من بحر: فالعُلى والأسفلُ حقيرين جِدًّا إزاءَ عظمته “. والمسيح أظهر حنانه ورحمته في الصليب وبواسطته. و ثَبَّـتت الكنيسة إيمانها بالصليب ورفعت دعاءَها قائلةً :” لصليبِك تسجُدُ الملائكة وجميعُ القدّيسين. ويصرخون كلُّهم معًا : تبارَكَ الذي خلَّصنا بصليبِه * لصليبك نسجُدُ يا رب. وبعظمته نعترفُ.وقد وعدْتَ أنْ يُخَّلِصَنا من الشّرير. ويرفعَنا معك الى العُـلى “.