الأحد الثالث لموسى

ليست أحادُ موسى سابوعًا مستقِلًّا بآحاد محددة. بل هي إحتياطية لسَّدِ فراغ ؛ حتى يستمر التقويم بشكل صحيح ويُصَلَّى السابوع الأخير من السنة الطقسية ويقع الأحدُ الأول من السنة الطقسية الجديدة في موقعه الصحيح أيضًا بين 27/ 11  و 3/ 12. وقد صلينا منها هذه السنة حاجتنا.  أُنظر الملاحظة للأحد الأول لموسى. مع ذلك حضَّرت لكم تأملات لبقية آلآحاد ألمستعملة لتستفيدوا منها وتكتمل الخدمة ، حتى وإن لن تتلى هذا آلسنة ، بل بآلتأكيد سيُحتاجُ إليها في سنين أُخرى.

 تتلى علينا اليوم القراءات : اش41: 8-20  ؛  تث13: 12-18  ؛ غل6: 1-18 متى8: 23-9: 9

القـراءة : إشَعيا 41 : 8 – 20 :– يُشَّدِدُ النبي عزيمةَ الشعب ويُثَّبتُ ثقَتَه بوعدِ الله أن يُنصِرَه على أعدائِهِ، ويُباركَه ويُنعمَ عليه بكلِّ الخيرات.

القـراءة البديلة : تثنية 13 : 12 – 18 :– حَكمتْ الشريعةُ بالرجمِ على كلِّ مؤمنٍ أو مدينةٍ تركت اللهَ وعبدَتْ الأصنام. فيكونُ هذا التأديبُ درسًا للبقية.

الرسالة : غلاطية 6 : 1 – 18 :– يدعو الرسولُ الى إصلاحِ الخاطئين بوداعةٍ، و الحَذَرِ من السقوط. فالمرءُ يحصُدُ ما قد زرع، خيرًا كان أم شَّرًا.

الأنجـيل : متى 8 : 23 – 9 : 9 :– يُسَّكنُ يسوعُ العاصفةَ ويلوم عدمَ إيمان الرسل، ثمَّ يُخرجُ الشياطين من مجنونين ويشفي مُقعَدًا. الخطيئة مرَضٌ وآلغُفرانُ شِفاءٌ.

لِنَقْرَأْ كلامَ الله بمحَّبةٍ وآحترام

الصلاةُ الطقسية

:” كيومٍ من أيّام الشتاءِ قلَّت فضائلُنا : ومثل طول لياليه زادت سَيِّئاتُنا “، قالت ترنيمة قلتا. إستمَرَّت الصلاة تُرَّكز، إستعدادًا لآستقبال المسيح، عند مجيئه، على القطبين: الخطيئة و تتبعُها التوبة، والصليب الظافر الذي فيه رجاءُ المؤمن ليتغَّلب على الشر ، ويتهَيَّأَ لدخول الملكوت. وقد صورَّت ترنيمةُ الرمش جهادَ المؤمن ليلاً ونهارًا ضدَّ هجمات الشيطان العنيفةِ وشباكِه. كذلك ترنيمة السهرة. فالمؤمن بحاجة إلى عونٍ روحاني وإلهي. بحاجة الى أن يكون مُتَّحِدًا  بيسوع (يو15: 4) قاهر الخطيئة والتجربة كي ينتصرَ على الشّرير ويُذِّله.

مرضُ الجسد يُشير إلى مرض الروح، الى الخطيئة. وإذا لم يتواصلُ العلاج ولم يصمدْ المؤمنُ في الجهادِ ضِدَّ الشر تضعفُ مقاومتُه ولن يأملَ بالتخَّلُص من الشرير. وقد يمَّلُ الجهاد :” لم أتُبْ هنا عن ذنوبي. وهناك لا مجال للتوبة. وَيْلي خسرتُ العالمين”. لكنَّه لن ييأسَ حتى في تخاذله، بل له رجاءٌ عظيم برحمة الله فيطلب منه الرحمة ” إرحمني رَّبي و إلهي”. يطلبُ أن يعينه الآن، لا بعد الموت، على الجهاد كي يتقدَّس قبل موته فيوقظَ فيه رغبة التوبة ويُشفَى من عاهتِه ويدخل الملكوت بوجهٍ مُشرق. يُكَّلفُه ذلك ألمًا. لا غرابة في ذلك. فالمسيح أيضًا غلب الموتَ والشَّر بألم الصليب. هذا سبيلُ الأيمان :” كان يجب على المسيح أن يُعانيَ هذه الآلام فيدخل في مجده “(لو24: 26). وحسب التلميذ أن يُشبهَ معَّلمَه. و” من أيّام يوحنا المعمدان الى اليوم يبذلُ الناسُ جهدَهم لدخول ملكوت السماوات ، و المجاهدون يدخلونه ” (متى11: 12).

الترانيم

1+ ترنيمة الرمش :” بينما أسجُدُ لك وأعترفُ بك أنَّك رَّبي وإلهي يُحاربُني العَدُّوُ وبحروبِه

     أَضطربُ. ولمَّا أطرُدُه بقوة الصليب يُثيرُ عليَّ أفكاري ويُقلِقُني بها. وإذا آستمالَ فكري

     وجَرَّه من عندكَ نصبَ لي فِخاخًا وصادني وقَيَّدني بها. وإذا أسرعتُ يا رب وآحتميتُ

     أيضًا بك أسرعَ هو وعاقني في الطريق المعاكس ويُزعجني بحِيَله. ولهذا لا يقدرُ ،

     بدونك، أن يغلبَ الترابيُّ الروح. يا رب أتوَّسلُ إليك كي أَغلِبَه أنا وهو يُذَّلُ منك. لا

     يدعوك إنسانٌ ويُحرَمُ من عون نعمتِك. يا ربَّ الكل ، المجدُ لك “*.

2+ ترنيمة للمجلس :” يا مُخَّلِصَنا يسوع. تُزَّيحُ الكنيسةُ المقدسة صليبَكَ الغالي وهي تسجُدُ

     له بمحَّبة. وتقيمُ عيدًا لذكرى إكتشافِه بعدَه. وتهتفُ له بجموع أبنائِها بألحان التسابيح

     في أعيادِها. المجدُ لعلامة إنتصارِكَ يا آبنَ الملك الذي إنتصر في كلِّ الأصقاع. يا رب

     يحُّقُ السجودُ لعظمة قُوَّةِ صليبك “*.

3+ ترنيمة السهرة :” ما أصنعُه في النهار يقودني الى الأثمِ والعثرة. وفي الليل عندما

     تهدأُ أفكاري يوقعني الشّرير في الخطيئة بتخَّيُلاتٍ باطلة. وأُغْضِبُك كلَّ أيّام حياتي

     بالزّلات. ولهذا السبب أتوَّسلُ إليكَ أَيقِظْ نومي للتوبة وأرجعني إليك وآرحمني”*.

4+ ترنيمة الأنجيل :” يا مُخَّلِصي أنا مريضٌ من زمان، وعسُرَ مرضي على الشفاء. لأنّ

     ذنوبي كثرَت ولم أتُبْ. الكلمةُ التي أمرَتْ المُخَّلعَ أن يأخذَ سريرَه ويمشي شَفَتَ

     الركبتين المرتجفتين وتعافى المريض. ومثله أصرُخُ وأقول: إِغفِرْ يا رب الآثام و

     الذنوب التي فعلتُها. وآرحمني “*.

التعليم

:” الصليبُ المُقَدَّس سِلاحٌ مصوغٌ من الروح. به تنتصرُ الكنائس على الظالم وقوَّاتِه. قام فرحٌ في السماء في يوم إكتشافِه العظيم، لأنَّ به إنتصر جنسُنا الذي سقط في الخطيئة “. و

إنْ كانت الخطيئةُ مرضًا و أَخطرَ وباءٍ إلّا إنها ليست أقوى من الصليب. فهو نبعُ كلِّ خير وسلاح العلاج والغلبة. لذا ” تفتخرالكنيسة بالصليب وتتشَّجع لأنَّه حرَّرنا من الموت القاتل” وتُكَّرمُه وتُقيم له كلَّ سنةٍ ذكرًى خاصَّة، لأنَّه يُذَّكرُنا بآلام يسوع الفدائية. فالصليبُ ” أعَّدَ لنا بحُبِّه، عند آكتشافِه، عيدًا مُبهجًا”، يُسعدُنا بمعرفة أنَّه أحيانا، وأنَّه أشركنا برجائِه العظيم. و في عيد الصليب” تُرعِدُ الكنيسة بين جموع أبنائِها وترفعُ المجد”، مُحَّرضَةً على التشَّبُث به وتقول:” تعالوا نلجَأُ الى الصليب بإيمان صادق وفكر ثابت ونحن نسأله أن يحميَ نفوسَنا ” ويكون سورًا للجموع التي زَّيحت الصليب.

وفي ترتيلة للموسم جاء ما يلي :” تكتسبُ الكنيسة، بقوَّة عظمة الصليب، رِفْعَةً على الموت وعلى الشيطان، وتفرح بالخلاص وتُزَّيحُه بمجد قدام أعداء الحَّق. لأنَّه رفع ضُعفَها بالآيات التي أجراها فيها. ففي يوم إكتشافه يرَّنم أبناؤُها بألحان الأمجاد. عظيمةٌ القوة التي نَصَّرت معاركَها. إِحفظ لها وعدَك فخرًا لأبنائِها ومجدًا لتجَّليك “. وتختم الصلاة بـ ” يا صليبًا أقام سقطتنا. صليبًا عظَّم ترابَنا. نَّجِ شعبَك المُشترَى بعهدك وآرعَ رعِيَّتَك ودَبِّرْها للأبد “.