الأحد الثالث للصيف

تتلى علينا اليوم القراءات :  اش5: 1-7   ؛ تث5: 1-16 ؛ 2كور7: 1-7  يو9: 1-10 

القـراءة : إشَعيا 5 : 1 – 7 :– يُشَّبهُ النبِيُّ الشعبَ بكَرْم غير مثمر رغم رعايةِ الله له. لقد إختارَ طريقَ الشر والظلم، ستدوسُه الأمم إنتقامًا منه.

القـراءة البديلة : تثنية 5 : 1 – 16 :– يُذَّكرُ موسى الشعبَ بالعهد وبعناصره الأساسية من الفرائضِ والأحكام مع الدعوة الى الألتزام بحفظ وصايا الله.

الرسالة : 2 كورنثية 7 : 1 – 7 :– يدعو الرسول الى قداسةِ السيرة، ثم يتطَرَّقُ الى خلافاتِه مع أهل كورنثية التي آنتهت بآعتذارهم له.

الأنجـيل : يوحنا 9 : 1 – 10 :– شفاءُ الأعمى من مولده. يرَّكزُ على رفضِ الفرّيسيين الأعترافَ بيسوع أنَّه المسيح، وعلى ضعفِ إيمان الشعب.

 لِنَقْرَأ كلام الله بشوق ٍ وآنتباه

الصلاة الطقسية

تُذَّكِرُ الصلاةُ النفسَ المؤمنة أن نهايةَ حياتها قريبةٌ لا محالة بينما هي متعودة ان تتعايش مع خطاياها وتتناسى المحاسبة التي تنتظرها بسبب بعدها عن الله وعن الحياة الآلهية. تذكرها بأنَّ الموت قد يُفاجئُها وهي غافلةٌ عن الأستعداد لمواجهة الله. وقد تتواجه مع ذنوبها عوضًا عنه. وتحُسُّ النفسُ الخاطئة أنَّه عندما ترغب في أن تتوب، وعندما تستثقلُ الأثم” يشُّنُ عليَّ عدُّوي حربًا قاسية للشهوات بلا هوادة. وإذا هزَّمْتُه اليومَ في واحدةٍ يعودُ في اليوم الثاني و يغلبني بغيرها. ولا يُبْطلُ أبدًا محاربَتَه ضدّي.. يوقعني كلَّ يوم بشهوات ضّارة. وإذا رأى ذهني نقّيًا من الرذائل أقلقَ نفسي خفيةً وأطاشَ عيوني بمنظر مُفسد”. في هذه الحالة يلجَأُ الخاطيء الى” الذي وحده يقدر أن يُنقذه” ويسأله بشوق :” أيُّها المسيح جَدِّدْ فيَّ برحمتك نفسًا منسحقة بالندم وروحًا حاملةً التواضع”.

وفي تسبحةٍ ثانية خاصّة بآحاد حْرايى حرَّضت على التوبة فقالت :” قومي وآنفضي نومَكِ* أسرعي في التوبة وتضَرَّعي لعَّلَ العادلَ يرتضي دموعَكِ* إكشِفي قناعَ رذائلك عن ضميركِ وآنظري بإحكام* أُسكبي كلَّ حين دموعَ الألم أمام الحاكم على حماقتِك*…. البابُ مفتوحٌ للتوبة فأقرعي بندم وأنت تصرخين* يا من يُسَّرُ بحياة الناس إرحم النفسَ التي سباها الشِّرير* إقبَل طلبتي وآرحم حياتي، إليك أصرُخ يا مُحِّبَ البشر”. تُشَّددُ الصلاة على جسامة الخطيئة وقساوة نتائجها ولاسيما على إهمال المؤمن الجانب الروحي من حياته ، ما يضعه في خطر الهلاك، لكنها لا تدفعه الى اليأس بل تعطيه دوما رجاء الحياة بيسوع المسيح و تشجعه وتساعده على اللجوء إليه. فكتبت له ترتيلة لرمش الثلاثاء، تقول :” يا مُخَّلِصَنا إنقِذنا أنتَ من الشرير وقواته. فهو يحاربني ويُعيقُني بشِراك شباكِه. أَغِثْني يا رب بقوَّتُك وآقطع روابطه عني وأعِدني الى حظيرتك “.      

الترانيم

1+ ترنيمة الرمش :” يا نفسي الشقية أنت قائمة على باب نهاية حياتِك. لكِ هنا مجالٌ لطلب

     المغفرة. أمَّا هناك فلا تنفعُ الدموع، ولا تغيثُ التوبة. لأنَّه لما يدخلُ الختنُ ومدعووه و

     جميعُ مرافقيه يُغلَقُ البابُ وتُجَّرُ الستارة. فلا رجاءَ لي غيرَك أنت يا رب. اللهُّمَ يا

     مُحِّبَ البشر تحَنَّن عليَّ “*.

2+ ترنيمة السهرة :” يا رب لقد غرقتُ في كثرة الذنوبِ والخطايا. فقد أصبحتُ آنيةً هالكة

     .ليس لي فخرٌ ولا بياضُ وجهٍ لأنِّي قضيتُ أيّامي في السَيِّئات ، وفي التعاسات إنتهت

     حياتي. إنَّ الزمان مضطربٌ والموتَ مُسرعٌ وتجَّليك أذهلني. أسكبُ أمامك دموعي و

     أتوَّسلُ الى نعمتك أن ترضى توبتي وأُشفَى بمراحمك وأحيا بنعمتك “*.

3+ ترنيمة الفجـر :” ها أنت في الأرض وها أنت في السماء يا رب. وتسودُ على كلِّ

     الفئات ، فأحينا بآسمِكَ “*.

4+ ترنيمة القداس :” عظيمُ أحبار إيمانِنا ومُقَدِّسُنا المسيحُ الذي صار من أجلنا ذبيحةً

     مرضيةً بلا عيب. نسألُكَ مغفرةَ الذنوبِ. عندما يُعَّدُ عرشُ دينونتك. أنت عارفٌ بآلام

     طبيعتنا. بها تألمتَ وآختَبَرْتَها من أجل خلاصِنا “*.

     ܫܲܒܲܚ. يا إلَهًا رحومًا حُن على شعبِك. ولا تُعطِ ميراثَك لومًا وهُزءًا للشعوب. تطَّلعْ

     من عليائِكَ وآنظر الظلم الذي نتحَمَّله من الأعداء. ولتُشرقْ لنا سريعًا نعمتُك فلا يقولُ

     الشعوبُ : أينَ إِلَهُهم ؟”*.  

التعليم

إعترفَ الخاطيءُ بذنبهِ وتذَلَّلَ أمام الله بسبب ضعفه والسقوط بآستمرار في الخطيئة، لكنه لم يفقد فخرَه بالأنتماء إلى الرب يسوع فآنتخى نخوةً جريئة كما ذكرت الترنيمة الأخيرة فطلبَ من الرب أنْ يحميَ ميراثَه من لوم الغرباء وآحتقارهم. وكأنَّ الخاطيء لا يهتم بنفسِه بقدر ما يهتم بسمعة الرب!. وهذا يُذَّكر بموقف موسى الذي توَّسلَ الى الله من أجل خطيئة الشعب قائلاً :” لا يشتَّد غضبُك على شعبِك الذين أخرجْتَهم من مصر بقوَّةٍ عظيمة ويدٍ قديرة!. أفلا يقول المصريون إنَّ إلَهَهُم أخرَجَهم من هنا بسوء نيَّةٍ ليقتلَهم في الجبال ويُفنيَهم عن وجه الأرض؟.. وآذكر وعودَك لأبراهيم ..” (خر32: 11-14). وقد تمادى خاطِئُنا أيضًا في رجائِه والتذكير بحقوقِه حتى ذكرَّ الرَبَّ بالظلم الذي ينالُهُ المؤمنون بسببه :” أُنظر الظلم الذي نتحَمَّلُه من الأعداء”.

وقد ذكرت ترتيلة أُخرى ما يشبه ما ذكرنا، فقالت :” دعَوْتُك الآن لا لأنّي أشُّكُ في عونِكَ : بل لكي أُخبرَ أنّي بقُوَّتِكَ إنتصرتُ (سجَّل لنفسِه نقطةً إيجابية!)* من أجل هذا بنى الرَّبُ لنفسِه بيتًا على الأرض : حتى من يريدُ أن يرَ الرَّب يأتي الى بيته”. صلاة مثل هذه تشَّجعُ المؤمن ألا فقط يرى في الرب دَيّانًا يُحاسب فقط بل أنَّ الرَّب يسوع صديقٌ للمؤمن به يُدَّللهُ أحيًانًا بحيثُ يذكرُ له حسناتٍ كاد الخاطيءُ أن ينساها. لقد قال الرب :” من سقى إخوتي الصغار، ولو كأسَ ماءٍ بارد، لأنَّه تلميذي، فأجرُه لن يضيع ” (متى10: 42؛ رم12: 20؛ أم25: 22). لا ينسى الرب برَّ الواحد ولا يُهملُه مهما صغُرَ !.