إِسْـحَبْ وثيقتَكَ

أهلا وسهلا بآلأخ ( أ ) آلمؤمن

أرسل آلأخ نصًّا لفيديو، طالبًا رأيي عنه. ألحديث هو لِلمدعو” مار ماري عمانوئيل”، يدينُ فيها قداسة آلبابا فرنسيس ويدعوه إلى سحب وثيقته وعدم آلأعتراف بآلمثلية. بآلرغم من أنَّه يعترف بأن زوبعة آلتهَّجم على قداسته وإدانته في آلصحف و وسائل آلتواصل آلأجتماعي قد خفَّت، بل قد إختفت، إِلّا إِنَّه يبدو وكانَّه يريد إعادة آلحملة لتشويه سمعة آلبابا، وزرع آلبلبلة وآلشقاق بين آلمؤمنين بآلمسيح، وآلنيل بآلتالي من قوَّة آلكنيسة في مقاومة آلشر، بأيِّ شكلٍ كان ومن أيَّةِ جهةٍ جاءَ. 

مار ماري عمانوئيل ؟

من هو ؟ أنا شخصيًّا لا أعرفه. ولا أعرف إلى أيَّة كنيسة ينتمي. شاهدته في بعضِ فيديواته . يتظاهر كأُسقف، مطران، لكنه مجهول. يتكلَّم آللغة آلآثورية، ويلبس كأسقف أرثذوكسي، ويتحَدَّث كأنَّه إنجيلي، وفي كل خطاباته ينتقد دون أن يُظهر آلحق آلبديل الذي يستند إليه. هذا لا يمنع أنَّ بعضَ ما يدَّعيه من وقائع أرضية هي صحيحة. يبدو وكأنَّه رسولٌ لنشر كلِّ غسيلٍ يشتَّم منه روائح تُشَّجعُ على خبط آلماء آلصافي. هذا ما أحُسُّ به كلَّما رايتُه بآلصدفة يتحَدَّث على شاشة آلفيس بوك. قد يفعلُ ذلك بصفاء آلنية وبراءة آلقلب، ولكن كلامه يؤَّدي إلى إِضعاف آلأيمان وليس إلى وقايته من آلأخطاء وآلعثرات. كان آلله مع آلصابرين.

إِسحَب وثيقتَك !  

هذا زبدة حديثِه. وهو يُؤَّكد أنَّه ليس آلأولَ ولن يكون آلأخير ليتحَدَّثَ عن آلموضوع رغم صمت آلصحافة آلحالي. وكأَنه يقول:” لمْ ينتِه آلجهادُ بعدُ. بل سيستمِرُّ”، ما دام هذا آلبابا يُقارعُ آلشَّر، وما دامت آلكنيسة لا تخضع لقادة آلعالم، بل تستَمِرُّ في أمانتها لِإعلان إنجيل آلمسيح الذي يرفضُه آلعالم، ولا يتراجعُ حتى عن سلاح آلجريمة لفرض سيطرته.  أَ ما حاولوا علَنًا سنة 1981م إغتيالَ آلبابا ألقديس يوحنا بولس آلثاني في ساحة مار بطرس.  ليتَ آلصحافةَ، ومار ماري، حاولوا فهم آلوثيقة قبل طلب سحبها وآتِّهام آلبابا بأَّنه يُباركُ زواجَ آلمثليين. ألغريبُ في آلأمر، ولإسكات صوت آلكنيسة، أنَّ بعضّ آلجهاتِ آلعدّوة حرَّفت محتوى آلوثيقة، فاتحةً بذلك آلباب أمام لا فقط ألإعتراضات ولكن حتى آلإدِّعاء بآنحراف آلبابا عن آلأيمان وأنَّه عميلٌ ماسوني يريد دمار آلكنيسة. وجرت آلصحف آلمناوئة للكنيسة بآلتنكيل وآلتشكيك، وسار على خُطاها بعضُ آلغيورين من آلجهلاء بتعليم آلبابا نفسه عن رفض زواج آلمثليين.

نعم رفض آلبابا، رفضًا قاطعًا، جملةً وتفصيلاً، مباركة زواجهم لأنَّه، كما قال آلبابا نفسُه، ضِّدَ مشيئة آلله. وأنْ لا يُبارَكَ زواجٌ حقيقيٌ ومقبولٌ إِلاّ فقط بين رجل وآمرأة، ذكرٍ وأُنثى. وأعطى آلشواهد من آلكتاب آلمقدس، من ألعهدين ألقديم وآلجديد. أمَّا ما إِختَصَّت به آلوثيقةُ  فهو أن قداستَه يدعو إلى آلتمييز بين آلمبدأ وبين آلناس. مبدأ زواج آلمثليين خاطيء و مرفوض. أما آلمثليون آلأشخاص فهم رغم خطَئِهم ، خِلقةُ آلله، ويريدُ آلله لهم آلخلاص. قال يسوع :” ما جئتُ لأدين آلعالم، بل لأُخَلِّصَ آلعالم ” (يو12: 47), وقال أيضًا :” أريدُ رحمةً لا ذبيحة. ما جئتُ لأدعوَ آلصالحين بل آلخاطئين “(متى9: 13؛ 12: 7). هكذا جاء أيضًا في آلعهد آلقديم. قال آلرب :” لا يكون سروري بموت آلشرير،…بل بتوبته عن شرِّه فيحيا ” (حز18 : 23). ويدعو آلبابا آلمؤمنين بآلله بألا يُعاملوا آلمثليين بآلعنف وآلتهميش وآلنبذ، بل بمحَّبة آلله ومحبة آلقريب وبآلعمل على مساعدتهم على تغيير سلوكهم. إذا كان آلمثليون خطأة، فليسوا وحدهم كذلك. بل من يُؤَّيدُهم ويُشَجِّعُهم وينشرُ سلوكَهم أكثر منهم فسادًا وأثقلَ  خطيئةً. نعم هناك من هم أخطأ منهم. هناك من يقتلون آلناس بآسم آلله وهم مجرمون. ولا تُعارضهم آلصحافة ولا يدينُهم قادة آلعالم آلسياسيون.

الله رحومٌ. وآلمسيح مات على آلصليب طالبًا رحمةَ آلله وغفرانه للخاطئين:” يا أبتاه إغفر لهم لأنهم لا يدرون ما يفعلون ” (لو23: 34). وتمَّيزت حبرية آلبابا فرنسيس بآلدعوة إلى الرحمة وآلغفران. حتى أقام سنة 2016 يوبيلا للرحمة آلألهية. ويريدُ ويتمنى أن يسلكَ آلناس طريق آلرحمة. عن ألخطأة ، ومنهم آلمثليين، بأَّلا ييأسوا عن رحمة آلله بل يستغفروه ويُغَّيروا سلوكَهم. وعن كافة آلمؤمنين بأَّلا يدينوا آلخطأة آلعلنيين بل يطلبوا لهم غفران آلله، بركَتُه، ليتوبوا، ويُساعدوهم قدر إمكانهم لتغيير سلوكهم. يطلب آلمرضى بركة آلكاهن ليُشفوا. فما آلمانع أن يطلب آلمثليُّ أيضًا بركة آلكاهن ليُساعده آلله على آلشفاء من آلخطيئة. ولماذا يحرم آلكاهنُ مريضًا وحتى مثليًا من صلاةٍ عليه ليشفيه آلله. دعت آلوثيقة آلفاتيكانية هذه آلصلاة ” بركةً ” ، وألَّحت أنها ليست لتأييد آلزواج ومباركته، بل دعاءًا إلى آلله و تصَرُّفًا رعائيًا أي مثل راع ٍ يبحث عن غنمه آلضال ليُنقذه، مثل يسوع على آلصليب، كي يغفر له آلله ويُعيدَه إلى رعِيَّةِ آلمُخَلَّصين. ليست كلُّ بركةٍ حصرًا للزواج. الحياة نفسُها أولى وأعظم آلبركات، تليها بركة حمايتها. ركَّزت آلوثيقة على أَّلا يتمَّ غِشٌّ، لا من قِبَل آلمثليين ولا من قبل آلكاهن ، فيضمروا بأن يعتبروا تلك آلصلاة آلبركة إعترافًا بآلزواج آلمثلي. و إذا ضمروا أخطأُوا، ولمَّا أخطأوا يُحاسبُهم آلله لا آلبشر.

لمَّا بارك آلله إبراهيم (تك12: 2-3)، لم يبارك زواجه من أخته سارة ولم يدنه أيضًا لذلك. بل أنقذه مرتين من ورطته (تك12: 10-20؛ 20: 1-13). ألبركة ليست تأييدًا لشرٍّ فعَلَهُ ، ربمَّا قادته إليه ظروفٌ شاذّة، أو خللٌ في تكوينه وتربيته. بل هي عونٌ إلهي للسالكين طريق آلشر بأن يتوبوا إليه ويخلصوا. لو لم يمت يسوع آلمسيح على آلصليب لما غُفرت خطيئة آلإنسان وخطايا جميع آلناس إذا تابوا. كانت دومًا رحمةُ آلله فوق عدالته. وآلكنيسة ، بإرادة مؤسسها وبتوجيه قادتها، مدعوَّةٌ دوما إلى : أولًا عدم آلدينونة ؛ وثانيًا سلوك طريق آلمحبة وآلغفران. ويا ليت آلأخ مار ماري عمانوئيل، وآلذين إقتدى بهم في آلدينونة قبل آلتحقيق وتثبيت ما يجري في آلدعاية ، لأجل أهدافٍ علنية أو خفية، ليْتَهم قرأوا آلوثيقة وتمعَّنوا في كافة ما جاء فيها، وتأكدوا مما يريده آلله أو ما لا يتقَبَّله.