إقامة آلحفلات في آلصوم

أهلا وسهلا بآلأخت شـذى أوراها

لقد إعترضَ آلبعضُ على إقامة حفلة، تكريمًا للمرأة، في آلأيام آلقادمة ، بحجَّة أنَّ هذا مخالفٌ للأيمان. كتبت آلأخت :” عن إقامة الحفلات في أيَّام آلصوم لعيد القيامة. ناسٌ تقول ” ما يجوز”، ومع آلعلم ما مكتوب في آلكتاب آلمقدس. فآلسؤال : ما هو الصحيح “؟.

ما مكتوب في آلكتاب !

ليس الكتاب المقدس ” كشكولاً ” ليحدد للمؤمن بالتفصيل حتى عن أكله وشربه. إكتفى آلكتاب بإِعطاء آلمباديء والتي عليها تبني آلسلطة الكنسية تعليماتها وتوجيهاتها للسلوك آلعام. فقال آلرب بأن ليس الطعام، بذاته أو بطريقة تناوله، ما يُنَّجسُ آلأنسان ، بل بآلنية آلملتوية وآلشهوة آلمنحرفة (متى15: 18-20). لا نبحث في آلكتاب عن تفاصيل” حرفية ” لنبرر ما نعتقده، بل نتقيد بتوجيه آلكنيسة التي تُعَّلمنا كيف نعيشُ مباديء إيماننا. فآلرب كلَّف السلطة آلكنسية بآلتعليم (متى28: 19)، وطلب من آلمؤمنين سماع توجيهاتهم (لو10: 16). آلمؤمنون بآلملايين، بل ألمليارات، ولكل واحد رأي مختلف عن آلآخر. أما ألكنيسة فواحدة وتُفَّسر كلام آلمسيح للميليارت الذين يؤمنون، ليكونوا واحدًا في آلمسيح.

في آلصوم ولعيد آلقيامة !

في هذه آلفترة لم تمنع آلكنيسةُ أبدّا آلأحتفال، عائليًا أو جماعيًا كنسيًا، بمناسباتٍ خاصة كآلعماد أو عيد ميلاد أو غيرهما. إنها مناسبات فرحٍ وراحة تعبيرًا عن أن آلأيمان ليس فقط صلاةً وصومًا، بل هو أيضًا فرحٌ وراحة. يقول مار بولس :” إفرحوا في آلربِّ كلَّ حين وأقول لكم أيضًا إفرحوا ” (في4: 4). لهذا إذا رعت آلكنيسة إحتفالاً فلكي لا يخرج عن حدود الآداب آلمرعية، بل يؤولَ الى فرح باطني روحي يُخَفِّفُ عن مآسي هذا آلدهر. وإذا كان اليوم عيد آلمرأة آلعالمي ، فآلأولى أن تحتفلَ آلكنيسة به لأنَّ آلمسيح هو الذي حرَّرَ آلمرأة من ظلم آلمجتمع آلذكوري. يريدُ آلمسيح مجتمعًا يقوم على آلمساواة بين الرجل و آلمرأة وتسود بينهما ألمحبة وآلإِتّفاق لبناء مملكة آلحق وآلعدالة والراحةِ وآلهناء.

وهل هناك ما لا يجوز؟

سبقت آلكنيسة ومنعت آلإحتفال بآلزواج خلال فترة آلصوم كله. أولا لأسبابٍ إجتماعية زمنية، أي لقلة آلأتكال على آلزفر آللحمي ولتوَّفر آلغذاء آلنباتي. وحفلة آلزواج لا يُمكن أن تقوم بدون أكل ألزفر ولآسيما آلشرب الذي يقودُ كثيرًا إلى إثارة آلشهوات ودفعها إلى آلتطرف. وهذا يُسيءُ ويُعارضُ روحية ألصوم.

وهذا ثانيًا هو السببُ آلديني آلروحي الذي برَّرَ موقف آلكنيسة، لأنَّها تعرُضُ آلصوم على آلمؤمنين كفترة خاصَّة بآلتعَمُّق بآلروحانيات، وآلتوبة، لمقاومة آلخطيئة في داخل كل مؤمن حتى يسهلَ آلجهادُ ضدَّ آلشر في مجتمعاتنا آلمادّية وآلآنفلات آلخلقي. لكن آلتطور آلحاصل في آلفكر ووتيرة آلعمل صعبَّ آلصيام آلشديد وآلمفروض خاصّةً من فوق. وتشجيعًا لصوم إرادي ومختار شخصيًا ولآجل علاج آلأخطاء آلفردية ألخاصة قللت آلكنيسةُ فرض آلصوم وأكثرت من آلدعوة إلى ألصوم آلخاص ليأتي بثمار أفضل. فـفكَّت قيود آلإحتفال بآلزواج وبأكل ألزفر وفرضته فقط في آلأعياد آلفصحية :- خميص آلفصح ، جمعة آلآلام ، سبت آلنور وآلقيامة، للآحتفاظ بقدسيتها وبدورها آلأساسي في بناء آلحياة آلمسيحية.

آلكنيسةُ ربطت ثمَّ آلكنيسة حلَّت، وحسبَ صلاحيتها (متى 16: 19 ؛ 18: 18). ليتَ آلمؤمن أن يتثقف من إيمانه، قبل أن ينتقد، وأن يسألَ قبل أن يدين، وأن يسمع للكنيسة ولا يتمَرَّدَ عليها. قال آلكتابُ :” الطاعةُ خيرٌ من آلذبيحة ” (1صم 15: 22؛ هو6: 6).

تهنئة خاصَّة آليوم بعيد آلمرأة  عامَّةً : ألأم وآلأخت وألبنت ، يصونها آلرب من كل سوء وشر، ويقدِّس مهمتها آلأجتماعية ويبارك أعمالها وخطواتها للحفاظ على توازن آلعلاقات السليمة وبناء مجتمعٍ تسود فيه نعمة آلله وبركاته.