وجود الجحيم ومحبة الله

أهلا وسهلا بالأخ بهنام

كتب الأخ بهنام يسأل :” هل حَقًّا الجحيم موجودة؟. وإن كانت موجودة، هل حَقًّا فيها ناس؟. وإن كان فيها ناس فلماذا إذن نقول أنَّ ” اللهُ محبة “؟. أين محَبَّتُه إذن ؟. ألا يقولُ بولس الرسول : على الصليب صُلِبَتْ الخطيئةُ معه، أي دُمِّرَت وزالت؟. أي يجعلنا نتوقعُ أن تُلغى الجحيم!. هناكَ بعضُ آباءِ الكنيسة يتوَقَّعون إلغاءَ الجهنم أو الجحيم، وسينتهي كلُّ شيء بمُصالحة. هذا ما كان يُنادي به أوريجينس وأيَّده غريغوريوس النيّصي، وكثيرٌ من الآباء. ألا يحُقُّ لنا الأستنتاج من أنَّ العقيدة هذه تبدو منسجمة مع” ما يحُقّ لنا ” أن ننتظرَه مِمَّن هو ” المَحَّبة “؟.

الجواب من الكتاب !

ومن قال بأنَّه يحُقُّ لنا أن نعترضَ على الله ؟. ” هل تقولُ الجبلةُ لجابلها : لماذا صنعتني هكذا”؟ (رم9: 20). وهل المخلوقُ يُعَّلمُ خالقَه ما هي المحبة وكيف تُعاش؟.  يمكن للقارئ اللبيب أن يستغنيَ أحيانًا عن أسئلة كثيرة ويُعَوِّض عنها بمطالعةِ الكتاب المقدس، مصدر إيماننا، حيث يجد جوابًا لكل سؤال. والبحثُ في الكتاب المقدس سهلٌ لاسيما وهو متوَّفرٌ في كل بيت، وتسهلُ مطالعتُه لأنه متوفر بأية لغةٍ يختارُها القارئ الكريم. ولهذا إستغربتُ ، لقول الحَّق، من طرح بعض الأسئلة وكأنَّ القارئَ لم يفتح الكتاب، مثل السؤال الأول الذي يشُكُّ في وجود الجحيم!. مع أنَّ الكتابَ يُشيرُ من أولِه، من سفر التكوين، ويرمزُ إلى وجود الجحيم بكلمة ” الموت” أي الحرمان من مشاركة حياة الله في الراحة والسعادة (تك3: 17). كما ويستمِرُّ في التأكيد عليه حتى أواخر السفر الأخير، الرؤيا، حيث يُؤَّكد على هلاك أبدي لقسم من البشر، الرافضين لله (رؤ20: 12-15؛ 21: 8؛ 22: 12-15)، وسَمَّاه ” الموت الثاني” مثلما سماه سفر التكوين ” موتًا تموت”.

ما هو الجحيم ؟

قبل سوق الحجَّة في وجوده نتحَدَّث قليلا عمَّا نعني به أو نفهمه عن ماهية ” الجحيم”. يبدو الجحيم مثل حالة ضيق وعذاب وندم، يرفضُه الطبع البشري، ولكن يُحكمُ به على البعض عقابًا لأفعالهم ونوع من سلوك لا فقط لا يرتاحُ عنه الله، بل وقد أخبر ونبَّه عن معارضته لطبيعة الأنسان، صورة الله، وللقداسة المدعو أن يعيش فيها. حَذَّر الله من مخالفة إرادته من جهة ومن أُخرى دعا الناس الى القداسة. يبدو الجحيم، كما يتهَيَّأُ للبعض، وكأنه قصاص يصدر من الله مباشرةً، وعقوبة تكفيرية. وبما أنَّ الله خالقٌ وأبٌ ومحِبٌّ ورحوم يرى البعض أنه لا يليق بمحبتِه أن يأمر بعذابٍ لا نهاية له. أوأقَّله مفروضٌ، إنطلاقًا من محَبَّتِه، أن يضع حَدًّا لهذا العذاب ويُنهيه ويزيل الجحيم عن الفكر ويمحو العذاب من الحياة. وحتى السائل الكريم تساءل: ” أَ ليس حَقًّا شرعيًا أن نأملَ وننتظر إلغاء الجحيم تجاوبًا مع ” عظمة محبَّةِ ” الله التي لا تُقاس”؟.

هنا نتساءَل: هل كلُّ ما يُفكر به الأنسان ويتمنَّاه صحيحٌ ومقبول؟. لو إفترضنا أنَّ الجحيم أُلغيَ، فهل ينتهي الشر من العالم؟. وإذا ظلَّ أشرارٌ يُسيئون وأبرارٌ يُظلمون ما هو الحَّل؟. أين تصبح العدالة؟. أين يكون الحق؟. الله القداسة والعدالة يرفض الشر ويبغض الفساد فهل تُرَى لنا حلٌّ نقترحه على الله فيتعلم كيف يتعامل مع الحالة الجديدة؟. وتُرى هل هو الله الذي يُعَذِّب الخطأة أم هم يرفضون الله فيخطأون إذ يعزلون أنفسَهم عنه؟. من شنق يهوذا الخائن والقاتل، هل يسوع أم هو نفسه إنتحر؟. الله لا يريد هلاك أيِّ إنسان. ولم يخلقه حتى يُعَّذبه. ليس الله ساديًا يتهَـنَّأُ بعذاب الآخرين. تلك شيمة بعض الناس. من يدين الناس؟.

أولاً : الله لا يدينُ أحدًا (يو8: 11، 15). سبب الهلاك هو الخطيئة (1يو5: 16-17). الله أرسل إبنه الى العالم ليُخَّلِصه لا ليدينه ويُهلكه (يو12: 47). الله لا يريد موتَ الخاطيء وهلاكه بل يريد أن يتوب ويحيا أمامه (حز18: 23؛ متى 4: 17؛ 2بط3: 9). وحَذَّر من عُتُّو الشهوات الحسية فنبَّه بأن الذين لا يتوبون مصيرهم الهلاك (لو13: 3-5). وما تاسيسُ سِرِّالتوبة إلا تسهيلا وتفعيلا لمشيئة الله في خلاص الجميع. فعل الله ذلك لأنه” محبَّة عظيمة “(يو3: 16-18).أعطى الله فرصة العودة اليه والتمتع معه بالمجد والراحة.

إنَّما لا تكفي الدعوة ووصف العلاج من طرف واحد. بل على الأنسان أن يتقَيَّدَ به ويستعمله .ما على الطبيب إلا تشخيص المرض ووصفُ العلاج. أما إذا رفض المريض العلاج فعليه تقع عندئذٍ مسؤولية النتائج الوخيمة التي ينتهي إليها المريض، ولن يقدرالطبيب أن يمنع عنه الموت (يو15: 22-24). وإذا مات لا يقدر الطبيب أن يُحييَه. بعد خراب البصرة ؟!

ثانيًا : أما الكتاب فصريحٌ و واضحٌ بأن من يحكم على الخاطيء بالهلاك هو الخاطيءُ نفسُه . لأنه يبتعد عن الله بحرّيتِه ويسلك دربًا يحرمه من الفردوس. لمَّا أخطأَ آدم لم ينتظر أن يُحاسبَه الله على عدم طاعته. بل سبق اللهَ وآعتزل عنه :” سمع آدم .. الرب الأله يتمشى في الجنة.. فآختبَأ من وجه الرب الأله بين شجر الجنة.. وقال لله: خفتُ ..وآختبأتُ ” (تك3: 8-10). وآقتدى بآدم حفيدٌ له خاطيء، رغم تنبيه الرب يسوع له وتحذيره من مغَّبة إِتّباع الشهوة والفكر الخاص وعدم الأنصياع لكلام الله. كان ذاك يهوذا الخائن الذي صَمَّ آذانه عن تحذير الرب:” الويل لمن على يده يُسَّلم إبنُ الأنسان. كان خيرًا له لو لم يُولد” (متى26: 24)؛ ندم على فعلته لكنه لم يتب، لم يعتذر بل إنتحر(متى27: 3-5؛ أع1: 18). وهكذا إذ ضاعفَ جريمته فصل نفسَه عن الله وأبنائه وآختار طريق الهلاك ليُصبح سُخرية الناس و فريسة محتومة للهلاك الأبدي (يو17: 12). جعل نفسَه جنديًا لأبليس (يو13: 2، 26-30) و مشاركًا مصيرَه (رؤ21: 8).

قالت إيفانكا رائية مريم العذراء في مديوغورييى أنَّها أخبرتها بأنَّ الله لا يدينُ ولا يُرسل الخطأة الى جهنَّم. عند موتهم يرون حياتهم في نور الله ويسيرون في الطريق الذي سلكوه طوال حياتهم. وإذ لم يُحِّبوا الله ورفضوه يُرفضُون بدورهم في الأبدية. يقول سفر الحكمة: ” الله لم يصنع الموت.. بل خلق كلَّ شيء للبقاء.. وخلق الأنسان لحياةٍ أبدية… فالأشرار جلبوا على أنفسهم الموت بأعمالهم وأقوالهم (حك1: 12-16؛ 2: 23).

ثالثًا : قد يتساءَلُ أحدٌ : أما يليقُ بمحبة الله ألاّ يتعاملَ مع الأنسان بحسب أعماله وتصَرُّفاتِه هو بل حسب عظمة المحبة والرحمة؟. وهذا يقودُ إلى سؤال آخر مهِّم جدًّا : أين عدالة الله وأين حَقُّ أبنائِه الصالحين؟.

1.   عدالة الله. الله عادلٌ، لا يخافُ ولا يُحابي أحدًا. إنَّه يعطي كلَّ واحدٍ حقَّه. الرب

يسوع نفسه قال: ” يجازي الله كلَّ آمريءٍ على قدرأعماله” (متى16: 21؛ رؤ20: 13؛ مز 61: 13؛ رم2: 6). ينال الأشرار جزاءَهم كما ينال الشهداءُ من أجل المسيح جزاءَهم في الراحة (رؤ7: 13-17)، ويُطالبون” بالإقتصاص لدمائهم من أهل الدنيا ” (رؤ6: 10). و هل يتساوى المُضطَهَدون من أجل الحق مع من ” إستحَبَّ الظلام وعمل السيّئات” (يو3: 19-20)، وقتلَ، غير مُعترفٍ بسلطان الله ووصيته” لا تقتل”؟ هل يساوي الله بين من أحَّبه وسفك دمه من أجله ومن أبغضَه وعاداه طوال حياته، ولم يعتذر؟. وإذا رفضَه فهل عدلٌ أن يُرغمه الله ليحيا معه في الفردوس؟.

2.   الله حَقَّاني.  أعطى الله الحرية للأنسان وإذا إختار الأنسان الجحيم بعِدائه لله يحترم

الله حريته وآختياره. لا يخالف الله نفسه, ولا يساوي بين النور والظلام. لا يُجبر الله أحدًا على أن يُحِبَّه، كما لم يُجبِرْ أحدًا على الدجل والنفاق والسوء والفساد. بما أنه منح الأنسان حرية الأختيار لا ينقضُ نفسه ولا يسترد موهبته. ليس الله إنسانًا جاهلا فيفشل ويكذب، و”لا كبني البشرفيندم” لأنَّه تصَّرف بشكل خاطيء حتى يُصَحِّحَ خطأَه (عدد23: 19).

3.   هل يخطأُ الله في قراراته حتى يندم عليها ثم يُغَّيرها؟. الله ” لا يتغَيَّر ولا يتبَدَّل” (يع

1: 17) ولا يتراجع عن قراراته (رم 11: 29). لأنَّ الله كاملٌ (متى5: 48). فإِمَّا الجحيمُ موجودٌ وللأبد مقابل الفردوس أو السماء، وإِمَّا لا وجود له ولا للسماء!.

إجتهاد لاهوتيين !

أمَّا أن الجحيم موجود ولا يُلغى، أو بالعكس، فذلك لن يَثبُتَ لأنَّ بعض اللاهوتيين فكروا أو تمنوا حتى لو كانوا بوزن أوريجينُس أو غريغوريوس. تعليم المسيحية يثبت أو يسقط حسبما أعلنه رسل الكنيسة وأيَّدهم رئيس الكنيسة وأعلنه تعليمًا رسميًا. يوحنا الرسول كاتب الأنجيل مشهورٌ ومعروفٌ أنَّه ” اللاهوتي الأول” في الكنيسة. وكذلك بولس باعه طويلٌ في اللاهوت، إنَّما تثبيتُ تعليمهما متوقفٌ على بطرس (لو22: 32؛ غل1: 12؛ 2: 2). ويتم هذا التثبيت إما بشكل فردي (بطرس وحده ، متى16: 19)، أو بشكل جماعي (بطرس والرسل معا ، متى18: 18). والكنيسة تعلن بدون تردد أو تمويه أنَّ الجحيم موجود وأنَّه أبديٌ ( التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، رقم 1035). وتؤَّكد أنه حالةُ إقصاءِ الذات عن الشركة مع الله والقديسين (رقم 1033)، نتيجة رفض الله رفضًا نهائيًا، مع كره الله (رقم 1034 و 1037)، وأنَّ سبب الهلاك أي الموت الأبدي في جهنم هو الخطيئة (رقم 1861).   

و في ظهورات مريم العذراء للرعاة الثلاثة في فاتيما سنة 1917 أرتهم منظرًا من الجهنم لبضع ثوانٍ.             

3مناقشة بعض آراء السائل !

1* أين محبة الله؟. أين محبة الله بوجود جهنم، محبة الله للأنسان؟. أ بحاجة الى براهين و نحن نختبرها كلَّ يوم ؟. أ ما يكفي أنه أوجد الأنسان، و أسكنه في جنَّتِه، ولم يُعاقبه عندما تمَرَّدَ عليه وفشل في مسعاه، بل خَلَّصه بموته الفدائي على الصليب؟ بل :” هكذا أحَبَّ الله العالم حتى جاد بآبنه الوحيد لكي لا يهلك من يؤمن به، بل ينال الحياة الأبدية ” (يو3: 16). نعم” أحَبَّ يسوع أصحابه الذين في العالم ، وبلغ به الحُبُّ لهم إلى أقصى حدوده” (يو13: 1) حتى غفر لهم ذنبهم من فوق صليبه (لو23: 34)، وأسَسَّ سر القربان فيه يبقَ حاضرًا بين الناس غفرانًا وقوتًا يسند جهادهم (متى26: 26-28)، وشارك الأنسان في سُلطته الألهية والكهنوتية لمرافقة المؤمنين وحمايتهم من السقوط في حبائل ابليس (متى28: 19-20)، وأفاض على البشر روحه : الروح القدس، لينير دربهم ويحميهم من ضلال العالم (أع 2: 2-4)؟. أ ليست هذه كلها ثمرة حب الله للأنسان؟. وهل يكون حُبُّه كاملا فقط إذا تنازل للأشرار ووافق على إنحرافهم، وختم كبرياءَهم برفضهم له؟. وإذا فعل ذلك هل يكون فعلا إلَهًا كاملا وكان كلُّ ” ما صنعه حَسَنًا جِدًّا” ؟(تك1: 31). أ يكتمل حُبُّ الله إذا أرغم الأنسانَ على قبوله، وألغى الجهنم ؟. أ يكون حبه حقيقيًا أن يغفر لمن يرفضون أن يعتذروا ويرفضون أن يقيموا مع الله”؟. وإذا فعل فأين يكون حُبُّه، وكيف يكون، لمن شهدوا له بدمائهم إذ يُساويهم بمن أنكروه ورفضوه وصلبوا المسيح كلَّ يوم بأعمالهم المُنكرة ؟.

قال الله بفم إشعيا :” أُحكموا أنتم بين كرمي وبيني: أيُّ شيءٍ يُعمَلُ للكرم وما عملتُه أنا لكرمي؟. فلماذا أَثمرَ حِصرِمًا بَرّيًا حين انتظرتُ أن يُثمرَ عنبًا” (اش5: 3-4). جاء يوحنا المعمدان يصوم ويُنَدِّدُ بالخطأةِ رفضوه، وجاء المسيح يأكلُ ويُخالطُ الخطأة ويدعوهم إلى البر رفضوه أيضًا. فـ” تبَرَّأت الحكمة من بنيها ” (لو7: 35). يبقى حُبُّ الله أنه أعاد البشر إلى حَقِّهم في ميراثه وتبنَّاهم في المسيح، يرعاهم ويحترم كرامتهم في حرّيتهم تاركًا لهم الخيار بين حُبِّه الألهي وبين كبريائهم ونزواتهم، ويضمن لهم الغفران إذا تابوا وتركوا درب الشر والفساد. وهل يوجد حب أعظم وأكمل من هذا ؟.

2* على الصليب صلب الرب الخطيئة معه، أي دُمِرَت وأُزيلت. هذا مفهوم القاريء وليس رأيَ الكتاب وتعليمَ الكنيسة. المسيح حَرِّرَ، بصلبِه، الأنسان من قيد الخطيئة الأصلية، إذ دفع عنها ثمنها :” فقد أُشتُريتم وأُدِّيَ عنكم الثمن” (1كور6: 20؛ 7: 23). وقد كسر شوكة الخطيئة كي لا تتغلب عليه وتُقَّيده من جديد. وأقام سر التوبة به يُقاومون نوازع الشهوات و يتحررون من سطوة الخطيئة ليستمروا في حب الله. لكن الرب لم يُبِدْ ابليسَ ولا منعه من إغواء البشر. بل أكَّدّ ان ابليس سيحاولُ إغواءَ حتى المختارين (متى24: 23-24). الشر يتواجد مع الخير، كالزؤان مع الحنطة (متى13: 29-30). ولولا تواجد الشر وإمكانية الأنسان أن يختار بينه وبين الحق لما ظَلَّ الأنسان إنسانًا، ولا كان له فضلٌ أو عمل صالح يُبَيِّضُ به وجهه ويُبَينُ حُبَّه الله. وما كان عندئذٍ يكون فرق بينه وبين الحيوان؟. رفضَ الله التقليل من قدر الأنسان ، صورته.

3*   إلغاء جهَنَّم.  

إذا كان الشرُّ موجودًا والأنسانُ حُرًّا فمجال الخطيئة أيضًا موجود. وإن بقيت أمكانية الخطأ فلا بد وأنَّ الخاطيء يُكَّفر عن خطيئته، يتحَمَّلُ وزرَها. هل يكفر عنها في السماء؟. لا يمكن إلا إذا، بعد نهاية العالم، تاب الشيطان وجيشه وعملاؤُه وآعترفوا بسيادة الله وخضعوا له. أمَّا عن هذا فالعلم عند الله فقط !.     

4*  يحُقُّ لنا أن ننتظر من الله الذي هو محبّة إلغاءَ الجهنم. هذا رأيُ السائل أوالقاريء. أمَّا المسيح فلم يُعطِ لنا هذا الحَق. ولا قاله الكتاب. ولا تقوله الكنيسة. أَستغرب كيف نعطي لأنفسنا حقوقًا ونطالبُ الله بتلبيتها، كأننا قد خرجنا في تظاهرة نلوم الله على تقصيره تجاه البشرية فنطالبُ بإنصافِنا!. وهل نهتم، بقدر هذا الأهتمام، بأن تطابق حياتنا إرادة الله؟. هل تأملنا وتأكدنا من أن الله راضٍ عنا، عن أفكارنا وسلوكنا؟. أ لم نترك شريعة الله وتعليمه و أقمنا لأنفسنا شريعتنا وتعليمنا؟ (مز7: 7-13). نريد أن نلغي الجحيم حتى يُتركَ لنا الحبل على الغارب ولا نُحاسب على عِدائنا لله. أو أن نُرغمَ الله، مثل قايين، أن يقبل الأشرار رغم نجاستهم وكُرههم لله ؟(تك4: 5-7). يبدو لي ذلك تجربةً جديدة وحيلة من ألاعيب ابليس ليُشغل الأنسان عن العمل لخلاصِه ” برعدةٍ وخوف” (في2: 12).

إذا فكرنا هكذا نكون كمن يقول لله: أنت لا تعرف الحق. محبتك ليست صادقة. فلست عادلاً . نحن نقترح عليك ما هو أفضل ” لا حاجة الى المحبة والشريعة. تكفي رحمتك”. إنَّ هذه لَتَجْربةٌ رهيبة أن نُخضع طبيعة الخلاص الى فقط منطقنا البشري، ونسَلِّطُ أحاسيسنا ونُقيمها قياسًا وميزانًا للأمورالروحية. مار بولس صريحٌ لدينونة مثل هذا الموقف:” لم آتِـكُم لأُبَلِّغَكم شهادة الله بسحر البيان أو الحكمة .. ولم يعتمِد كلامي وبشارتي على أسلوب الإقناع بالحكمة. بل على ظهور الروح والقُوَّة، كيلا يستند إيمانُكم إلى حكمة الناس بل إلى قدرةِ الله ” (1كور1: 1-5). ويضيفُ أيضًا : من الذي عرف فكرَ الرب ليُرشِدَه؟. وأما نحن فلنا فكر المسيح ” (1كور2: 16).         

4.   نصوص الكتاب المقدس.

متى 5: 29-30 :– إذا شككتك عينك اليُمنى فآقلعها وألقِها عنك. خيرٌ لك أن تفقدَ عُضوًا من أعضائك من أن يُلقى جسدُك كلُّه في جهنم”. حيث لا يموت دودهم ولا تُطفأ النار (متى 18: 8-9 ؛ مر9: 48).

متى 5: 22 :– من قال ” يا جاهل ” يستوجبُ نار جهنَّم.

متى22: 12 :– كيف دخلت وليس عليك بزَّة العرس؟ شُدُّوا يديه وألقوه في الظلمة البَرّانية

متى 25 : 46 :– يذهب الأشرار الى العذاب الأبدي، والصالحون الى الحياة الأبدية.

متى 10: 28 :– خافوا من الذي يقدر أن يُهلك النفس والجسد جميعًا في جهنم.

متى 23: 33 :– أنّى لكم أن تهربوا من عقاب جهنم ، الغضب الآتي.

متى 25: 41 :– إليكم عني يا ملاعين الى النار الأبدية المُعدَّة لأبليس وملائكته.

يوحنا 5: 29 :– أما الذين يعملون السيِّئات فيقومون للهلاك.

يوحنا 17: 12 :– لم يهلك من الرسل إلا إبن الهلاك.

لوقا 13: 27 :– لا أعرفكم أُبعدوا عني يا فاعلي الأثم.

غلاطية 5: 21 :– من يقوم بالأعمال السيِّئة والفاسدة لا يرثُ ملكوت الله.

1 يوحنا3: 14-15 :– من لا يحب يثبت في الموت. كل من يبغض أخاه فهو قاتل. و تعلمون أن كلَّ قاتل ليست له الحياة الأبدية ثابتة فيه.

2كور6: 14-16 :– أيَّة علاقة للنور بالظلمة؟. وأيُّ أُلفةٍ بين المسيح والشيطان؟.