كيف نستعـدُّ روحيا لعـيد آلميلاد ؟

مع بدء فترة البشارات تبدأ آلإستعدادات للميلاد، بإعدادِ مستلزمات آلفرح وآلهناء لذلك آليوم بنوع خاص. قد تتركَّز على آلمظاهر آلخارجية، لأنها عادةً تُعبر عن آلمشاعر آلباطنية. روحنا آلداخلية تحيا أحاسيسَها بما تلبسُه من جديد وتأكله من لذيذ وتعمله من مُريح. لاسيمَّا بمشاركتها آلمراسيم آلدينية، من آلإصغاء إلى آلله وإلى آلكنيسة وألتزوَّد بأسرارها من توبةٍ وتناول، وأيضًا لَمِّ آلأخوة آلمؤمنين أبناء عائلة آلله.

ليكون إستعدادُنا جيِّدًا، يجب أن يكون روحيًا أسمى من كل شيء، لأنَّ الذي ننتظره ونُحِبُّه روحيٌّ ، وظهورُه ومجيئه يُبرزُ آلقيم آلروحية التي تُغَلِّف آلأحداث آلتأريخية و بساطتها رغم أبُّهتها وجلالها. إنَّما هي التي توحي إلينا كيف سنفرحُ ونتمتع بآلعيد إزاء راحة صاحب آلعيد نفسه ورضاه عنا.

بشرى آلميلاد إحتوت رسالةٌ مُهِّمة للبشرية. ” قال آلملاك :” أبشركم بخير عظيم يفرح له جميعُ آلشعب”. فآلميلاد إذًا يبَّشر بتحقيق ما يرجوه آلمؤمنون. المخَّلصُ آلموعود آتٍ ليفضح آلشر وآلباطلَ ويُعيد آلأنسان إلى مجد كرامته التي فقدها بآلخطيئة. فقَدَ روحه و خسر صداقة آلله، ليبقى آلجسد سيِّد آلموقف. لم يتنازل آلله عن صورته. جاء ليُقوي آلأنسان ليتغلبَّ في معركةٍ جديدة على عدوه آلشرير ويتمَّتع بخيرات آلله آلروحية. لن يخلص آلناس بسيف آلعنف ودم آلإنتقام وتشريد آلودعاء وتجويع آلأبرياء. بل بآلحُبِّ وآلإخاء وآلغفران وآلفداء. بهذه تُضمن آلراحة وآلهناء. هذا هو آلخير وآلفرح الذي يضمنه مجيءُ آلمخَّلص. وهذا آلمخلص هو آلمسيحُ آلرب. فبدءُ آلأستعداد للعيد يكون آلإعترافُ به عن قناعة، ذهنًا وقلبًا، وآلإنتماء إليه روحًا وجسدًا.

الله يُؤَّدي دوره يأتي ليُخلِّص. وعلى آلإنسان أن يتفاعل معه : ” المجدُ لله في آلعلى”، أن يعترف بجميل آلله ويحمَدَه. أن يقبله في فقره وتواضعه وتضحيته، إِذ ” أخلى ذاته، مجده آلألهي، وآتّخذ صورة آلعبد ..أطاع وتألم” (في2: 7-8). ونتعَلَّم منه ونقتديَ به (يو13: 15 ). وإذا تجسَّد آلله فحتى يتأَلَّه آلأنسان بأخلاقه وسلوكه، وبآلنتيجة يفرح ويهنأ. فالمؤمن مدعو للتغيير في فترة آلأستعداد ، و يستمر بعد آلميلاد.

و” على آلأرض آلسلام”. هذا وعد آلمسيح. وإن عاش آلبشر حسب تعليمه وقيمه سيسودُ آلسلام في آلعالم. و” الرجاء آلصالح لبني آلبشر”. ليكن للناس ثقةٌ بآلله، بتعليمه وبسلوكه. ” الله لا يتغَيَّر ولا يكذب” (يع1: 17). جاء نموذجًا للحياة آلكريمة وآلهنيئة. فمن يطلب آلحياة  فليقتدِ به. يتدَرَّب منذ فترة آلأستعداد ويتمَرَّن على تطبيق تعليمه وتبّني حكمته في أسلوبه فيتخلَّى عن أفكار آلعالم وأساليبه، ليكون إناؤُه فارغًا حتى يملأه آلمسيح بآلحب وآلفرح و آلهناء. ويكون آلعيد سعيدا برضى آلرب. لنُصغ إلى آلاخرين. لنسمع كلام آلله. لنحب آلكل. لنتجرد عن أنفسنا ونعمِّق فينا روح آلله، كما تخلى هو عن ذاته وصار مثلنا.