قسم الله بنجاة آلمؤمنين به

أهلا وسهلا بآلأخت سامية بولس

كتبت آلأخت سامية ما سمعته، الأحد آلماضي، في إنجيل ولادة يوحنا المعمدان وهو :” إنَّ آلرَبَّ أقسمَ لأبينا إبراهيم بأن ينعم علينا أن ننجوَ من أيدي أعـدائِنا “. ثم سألتْ : ” من هو آلقائل لهذه آلآية “؟. هل هو إبراهيم نفسُه أو يعقوب أو داود ؟.

قائل آلآية !

ألآية ، كما سمعتها آلسائلة آلكريمة، قالها {{ هكذا }} زكريا آلكاهن. وتشيرُ إلى مجيْ آلمخَّلصِ آلموعود منذ خطيئة آدم (تك3: 15) لآنقاذ آلبشرية من تبعات آلخطيئة التي زرعت آلعداء بينهم. كان هذا إيمانُ آلشعبِ مسنودًا بآلنبوءَات. وأولها سفر آلمزامير الذي سبق كتابته على كتابة سفر آلتكوين الذي يحملُ بذرة هذا آلأيمان ويُثَّبتُ جذورَه ويبُّثُ هذا آلرجاء. لقد جاء في حديث آلله مع أبراهيم، تثمينًا لآيمانه وتشجيعًا لنسلهِ :” ويَرثُ نسلُكَ مُدُنَ أعدائِه ” (تك22: 17). وسيتمنّاهُ لابانُ حفيد ناحور، أخ إبراهيم، لأخته رفقة التي خُطبت لآسحاق ابن إبراهيم (تك24: 60).

أمَّا آلآية كما نقلها آلأنجيل على فم زكريا فهي من مزامير داود آلنبي ، والمزمور الذي يتنَّبَأُ بالذات عن ربوبية أي لاهوت آلمسيح. قال آلمزمور :” قال آلرَّبُ لسَيِّدي آلملك : إجلِسْ عن يميني حتى أجعَلَ أعداءَكَ موطئًا لقدميك ” (110: 1). وآلحديثُ عن هويَّةِ آلمسيح كما جاءَ على لسان يسوع نفسِه (متى22: 42-44 ؛ مر12: 35؛ لو20: 41-44). وقد ذكرها سفرُ آلأعمال، ورسائل مار بولس، والرسالة الى ألعبرانيين.

مضمون آلآية !

ليس في آلمسيحية عِـداءٌ خاص لأحد حتى يُحارِبَه آلمؤمن، ويُنصِرُه عليه آلله. قال آالرَبُّ :” أحبوا أعداَءَكم ..” أي حتى من يُعادي آلمسيحي فهذا لا يكرَهُه ولا يُعاديه، بل مثل آلله يُحِبٌّه ويُحِّبُ كلَّ إنسان، لأنه قريبهُ. ” آحبب قريبك كنفسِكَ” (تث6: 5؛ أح19: 18؛ متى22: 36 -39). لقد إرتبطَ آلإنسانُ بآلله، إِنَّه صورَتُه وآبنه آلمحبوب، حتى لو ضلَّ وتاه. إِنما يوجدُ عدُّوٌ لله، للمسيح، وزرع،َ بين آلبشر عوض آلمحَّبة، بذرة آلحقد وآلكراهية، بسبب آلحسد ، وزؤانَ آلعِـداءَ و آلعنفَ وآلقتل (متى13: 39). إنَّه ابليس. ولمَّا فشلَ فخسر آلمعركة مع آلمسيح، إتَّجهَ صوب أبناء آلمسيح، وعادى آلكنيسة، و” ذهبَ يُقاتلُ أبناءَها (نسلها) الذين يعملون بوصايا آلله وعندهم شهادة يسوع ” (رؤ13: 17). لم يقدر على آلله فعادى آلأنسان. وكما يتمَدَّدُ نسل آدم وحواء هكذا سمَّى آلرَبُّ عُملاءَ آلشيطان:” آلزؤان ( التعليم آلفاسد) هو أبناءُ آلشِّرير” (متى13: 38). وكلُّ من يصطَّفُ مع ابليس ويعمل أعماله الشريرة فهو عدُّوٌ للحق، وبالتالي لأبناء آلله. لكن أعوان الشرّير لا يصمدون أمام آلمؤمنين. فقد أكَّدَ آلكتاب: ” هَزَّموا بإيمانهم  جيوشَ آلأعداء “(عب11: 33). سمَّاهم آلرب” أهل آلعالم”. وقال يعقوب الرسول ” العالم عدُّوُ آلله ” (يع 4:4). وسينتهي آلكون عندما :” يُسَّلمُ آلمسيحُ آلمُلْكَ إلى آللهِ آلآب، بعدَ أن يُبيدَ كلَّ رئاسةٍ وكلَّ سلطةٍ وقُوَّةٍ. فلا بُدَّ له أن يملك حتى يَضَعَ جميعَ أعدائِه تحتَ قدميه. وآلموتُ آخرُ عدُّوٍ يُبيدُه ” (1كور15: 24-26).