عيد مار توما الرسول

 شفيع البطريركية الكلدانية  

يتحَوَّلُ الأحتفال بالعيد الى الأحد الأول من تموز دون تلاوة الصلاة الخاصّة به ، التي من خلالها نقَّدمُ اليوم صورةً مار توما

تتلى علينا في قداسه القراءات : اش55: 4-13   ؛ أع4: 32 – 5: 11 1كور15: 1-19    ؛     يو20: 24-29

القـراءة : إِشَعيا 55 : 4 – 13 :– يقودُ اللهُ التأريخَ خِلافًا لرأي البشر. كلمتُه لا تبطلْ وأَمرُه لا يُقاوَم. بقوَّة الله سيرجعُ المَسْبيون وهو سيَتمَّجد.

القـراءة البديلة : أعمال 4 : 32 – 5 : 11 :– المؤمنون بالمسيح مُتَّحدون في المحَبَّةِ ومُشاركةِ الخيرات، يُؤَّدون الشهادةَ ليسوع، والروحُ القدس يُرشِدُهم.

الرسالة : 1 كورنثية 15 : 1 – 19 :– ترتكزُ البشارةُ على قيامة يسوع. وقيامتُهُ دليلٌ وضمانٌ لقيامتنا نحنُ أيضًا. ولو لم يقُم المسيح لكان إيمانُنا باطلاً.

الأنجـيل : يوحنا 20 : 24 – 29 :– يتراءى يسوعُ للرسل بعدَ قيامتِه في غياب توما ثمَّ بحضوره. لامَه على عدم تصديقه الخبر. توما إعترف أن يسوعَ رَبٌّ وإِلَه.

 لِنَقْرَأْ كلامَ الله بإيمانٍ وإجلال

الصلاة الطقسية

ختم القداسُ الصلاةَ بمدح مجد الرسول قائلاً: ” نِعِّمَا توما الرسول الطوباوي، جسَّتْ أناملُكَ

مكانَ جروحاتِ جسد المسيح بعد قيامتِه، وآعترفتَ وقلتَ أنَّه ” رَبُّ وإِلَه “. مجيدٌ يومُ عيدِكَ . وشهّيٌ يوم وفاتِكَ. رسولٌ يزرع الأمن وكاهنٌ يمحو الوثنية. ها عرشُ المجدِ ينتظرُ أن يُنصَبَ لك. فالآبُ في العُلى مع الإبنِ والروح يظفرون أكاليلَ النصر إِكرامًا لك. وجموعُ الكاروبيم تصرُخ معًا : المجدُ للذي إختارَكَ وسَلَّطكَ على كنزه وسَلمَّكَ عطِيَّتَه. ونصرُخ

نحن قائلين : هَلِّلــويا “. هذا حقُّه وجزاؤُه. لأنَّه، كما قالت عنه ترتيلة المزمور السابق، كان ” أمينًا لدعوته وحكيمًا في إدارته…تحمَّلَ قسطه من التعب والشدائد والآلام.. وسفك دمه محبَّة بيسوع الذي أحبه حاملاً بشارته، شاهدًا له”. وكان بولس أيضًا ينتظرإكليل مجدٍ شبيه به (2طيم 4: 7-8) لأنَّه جاهد وخاطر في سبيل سَيِّدِه متحَّديًا التعب والألم والضيق وأخطار الموت (2كور11: 23-28). هذه صورةُ سيرةِ الرسول الحقيقي للمسيح، أن يكون يسوعًا آخر يُعَّلم الحقَّ ويشهد له بسيرته ويجاهدُ ويخاطر في إعلانه الى أن يختم شهادته ببذل ذاته حتى الدم عند الحاجة. نموذجٌ لمن يحمل رسالة المسيح. إِذ على التلميذ أن يقتدي بمعلمه و الخادم بسيده ” (متى10: 24)، لأنَّ ” الرسولَ ليس أعظم من الذي أرسَله “(يو13: 16). و بآختصار أن يحيا فيه المسيح ويعمل من خلاله (غل2: 20).

الترانيم

1+ ترنيمة المزمور السابق :” رسولٌ أمينٌ وحكيمٌ ، فرَزَه سَيِّدُه ليكرزَ قُوَّتَه بين الشعوب.

     من يقدر أن يصفَ الأتعابَ المؤلمة لسيرتك. كنتَ تعلنُ بشارتَه في قيودٍ وآلام. وكنتَ

     كلَّ يوم تتألَّمُ بسببها بين الشعبِ والأمم. وسفكتَ دم رقبتك مثل خمرِ الذبيحة. وصِرتَ

     رسولاً لعظيم الأحبار. تبارَكَ سيِّدُك الذي ملأَكَ من روحه وجعلك حاملَ بشارته في كل

     الأقطار”*.

2+ ترنيمة المزمور اللاحق ܫܲܒܲܚ. :” رسولٌ قِدّيسٌ طُعِنَ بالحربة من أجل حُبِّ الملك

     المسيح. و صَلبَ في أعضائِه العالمَ وشهواتِه. وحملَ ثقلَ النهار وحَرَّه بآجتهاد. وسَلَّم

     نفسَه محَبَّةً من أجل سيِّدِه حتى يُحَقِّقَ له وعودَه المُثَبَّتة. فيا وارثَ الخيرات وحاشيةَ

     الملكوت تضَرَّعْ و آساَل المسيح من أجل السلام “.

   ܥܵܠܲܡ . :” أُرسِلَ تلاميذُ المسيح كلُّ واحد بحُرِّيتِه ليُبَشِّروا في الخليقة. وتوما الرسول

     بعد أن بيعَ أُرسِلَ بِذُّل، ولكنْ لم توجَدْ عيوبٌ في خدمته. إِنَّه خادمٌ متواضعٌ لسَيِّدٍ

     متواضع “*.  

3+ ترنيمة الرمش :” أعطى المسيحُ بنعمته، لكنيسته الأمينة، ذخيرةَ الكنز السماوي الشهية

     على الملائكة وعلى الأنبياء والرسل، والثمينة على الشهداء، مار توما الرسول الذي

     من أجل نظام محَبَّةِ الله طُعِنَ بالحربة. فتعالوا أيُّها الشعوبُ كُلُّكم نُكَّرمُ بتقوًى ومحبَّةٍ، و

     بألحان الروح القدس يوم تذكاره، لأنَّه سورٌ لا يُقهَر لشعبنا “*.

4+ ترنيمة السهرة :” طوباك يا توما حبيب الأبن يسوع ملكنا. كم يُدهشُ خبر أمجادك. إِذ

     عندما شككتَ ثبَّتكَ سَيِّدُك بمدِّ يدك في جرح الحربة الذي في جنبه. وبدهشةٍ لا توصَف

     دعوتَه ربًّا وإِلَهًا. وأراكَ مجدَ عظمتِه بالحِصَّة التي نِلتَها من الروح، وتمَجَّدتَ في بلاد

     الهند بإِهداءِ الشعوبِ الضّالة. هوذا تذكارُك يعظمُ في الأرض وفوق في السماء. تبارَكَ

     الذي مجَدَّكَ “*.

5+ ردات الـ قانونا :” نِعِّمَا أيُّها الرسولُ الطوباوي إِذ طعنَك الوقحون بالحربة، لتختبرَ في

     ذاتكَ وتنال جروحات سيِّدِك وآلامَه فتكون معه شريكًا في النعيم الذي لا ينتهي* صرخَ

     توما رَّبي وإِلَهي لمَّا تحَقَّقَ بلمس جنبه، وبشَّكِه ثبَّتَنا الرسولُ المُختار نحن أيضًا “.

6+ ترنيمة الأنجيل :” ثبَّتَ بكرُنا المسيح مُخَّلصُ جنسنا، بقيامتِه، قيامةَ جسدنا الفاسد. ذاك

     الذي تراءى، لمَّا قام من بين الأموات، لرسله القدّيسين. جسَّ توما وعاين أيضًا مكان

     الحربة وجروحات المسامير التي فعلها الأثمةُ المُزمعون أن ينظروا الى الذي طعنوا

     عندما يأتي في مجدِه العظيم “*.

التعليم

توما مثالُ الرسول. ضعُفَ حينًا فشَّكَ لكنه ضمن بذلك معرفة الحقيقة بعمق فلم يخجلْ بعدَه بإيمانه بالقيامة، ولم يخف محاربيه ولا صَدَّتْه قوة دعاية معارضيه بل عمل لقلع ضلالهم و إضاءَتهم بنورالحق. واثقٌ من نفسِه ومن صِدق سيِّده وقدرته. فلح حقلَه ليل نهار بلا كلل او ملل. تمَّسَك بمحراثِه صليبِ آلامه وضيقاته ولم يلتفت الى الوراء (لو9: 62). غامر وجاهد والرب عضده بالآيات. عمل بقلب نقيٍّ صادقٍ ومحِّب مؤمنًا أن حُبَّه للمعلم يدفعه للموت  من أجل حبِّ المعلم له (يو11: 16). وقرن القولَ بالفعل فلم يخن عهده للمسيح. آمن ان المسيح يعمل من خلاله ” بفمه ويده و معاناته “. شكُّه نال له إيمانًا لا يهتَّز، فأصبح سورًا حصَّن به كنيسته ضد الشر. ومِثلَ المسيح أنهى حياته بطعنة الحربة. هذه هي الصورة التي رسمتها الصلاة عن توما. فعلى إيمان أمثاله وسيرتِهم يبني الربُ قصورًا للناس في السماء.