عيد بطرس وبولس

للعلم : يُحتَفَل بتذكار بطرس وبولس في < الجمعة الثانية بعد عيد الدنح >. كان هذا الطقسُ قديمًا. ثم توافُقًا مع العيد اللاتيني حُوِّلَ، قبل أكثر من أربعة قرون، الى 29 حزيران بدرجة عيد. وقبل نصف قرنٍ أُلغيَ رسميًا، بقرار سينودس1967، وعاد الأحتفال بالتذكار في موقعه الأصلي، الجمعة الثانية للدنح. لكن صلاة الفرض بقيت في حزيران، حتى بعد إعادة طبع كتاب الصلاة الطقسية ،< الحوذرا “. ومنذ حوالي عقد صار التقويم البطريركي يذكر التذكار والعيد إنما بدون ذكر قراءاته، أو الإشارة إليه بحرف أحمر، كما يفعل مع بقية الأعياد.

تتلى علينا اليوم  القراءات :  خر3: 1-14    ؛  أع9: 1-9  ؛1طيم2: 1-8  متى16: 13-20

القـراءة : خروج 3 : 1 – 14 :– يتراءى الله لموسى في عليقة نار على جبل سيناء ويُرسلُه لإنقاذ شعبِه من ظلم الفراعنة، ويُخبرُ عن إسمه ” هو الذي هو”.

القـراءة البديلة : أعمال 9 : 1 – 9:– بولس يضطهد الكنيسة، ويقتل المسيحيين ، فيتراءى له يسوع على طريق دمشق ويرسله الى حننيا ليُثَّقفَه عنه.

الرسالة : 1 طيمثاوس 2 : 1 – 8 :– يطلب بولس الصلاة من أجل كلِّ فئات البشر لأن يسوع يريد خلاصَ جميعهم. ويُعلن أن دعوته هي خدمة الأمم الوثنية.

الأنجـيل : متى 16 : 13 – 20 :– يُعلن بطرس ردًّا على سؤال يسوع أنَّه هو” المسيح إبن الله الحَّي”، وبالمقابل يُعلن يسوع أنه يؤَّسس كنيسته على صخرة ايمانه.

 لِنَقْرَاْ كلام الله بإمعانٍ ورجاء

الصلاة الطقسية

قالت ترنيمة الفجرأن بطرس وبولس” صارا في الخليقة بشيرين للروح وعمودين للنور”. و تابعت بقية الترانيم أنَّهما أسَّسا الكنيسة ونصبا فيها صليب المسيح الحَّي. لبس كلاهما سلاحَ الروح ونظَّفا دغل الخطيئة، وعَلَّما العقيدة الكاملة والحق، وآستأْصَلا الضلال من المعمورة وبنيا فأسسا كنائس في المسكونة. وعلَّمونا أن نعترفَ بالمسيح أنَّه ” كلمةُ الآب  الوحيد”. و أنَّ الآبَ كلَّلهم والأبنَ نصَّرهم والروحَ نوَّرَهم فأَضاؤوا الخليقة بنور تعليمهم. وتُوَّحِدُهم الصلاة في دُعائِها ليحفظوا الكنيسة وأبناءَها، ويُثَّبتوا كهنتها في الحُّبِ والإتّفاق، وتُمَّجدُ الله الذي عظَّمهم وأكرمنا بنعمة خدمتهم وقدوتهم لنا.

وحدَّتْهما في النعمة والخدمة والمصير حتى قال عنهما المدراش ما يلي :” مَن لا يبكي وهو يُعاين تلك الساعة الرهيبة عندما تبادلا السلام بينهما. بطرس يقودونه ليُصلَبَ على خشبة، و بولس يجُرُّونه ليُذبَح مثل حَمَل؟. وتجري دموعُهما وتبتهجُ سريرَتُهما؟. وحيثُ عَطَّرَ دمُ الثنائي القديس نبتت أشجارٌ جديدة وجميلة، ثمارُها طيِّبة وأوراقُها شافية “؟!. فهنَّأَت الصلاة روما الشهيرة بهما :” طوباكِ يا مدينة الملوك أمَةَ الختن السماوي. وُضِعَ فيك كما في ميناء بشيران صادقان: بطرس الذي على إيمانه بنى فادينا كنيسته الأمينة. وبولس المختار و الرسول مهندس كنائس المسيح. إلى صلاتهما نلجَاُ لننال رحمةً ورأفة”.

الترانيم

1+ ترنيمة المزمور السابق :” ملافنة الحَّق وعواميد النور هم بطرس وبولس. مارَسَا

     ِفلاحةَ العدالة ببشارة الملك المسيح. سَاعِدانِنا بصلواتكما لننجوَ من العذاب وننعم معكما

     في الملكوت “*.

2+ ترنيمة المزمور اللاحق :” نال شمعون الصفا الراحةَ والرحمة من يسوع الراعي

     الصالح إِذ غفر له ذنوبَه وأعطاه أن يُدَّبرَ بنين وبناتٍ وآباءَهم بعصا العدالة. وألا يحتقر

     الوضيعين ولا يتمَلَّق الرفيعين بل يهتَمَّ بتواضع بكل الفئات “*.

     ܫܲܒܲܚ” تبارَكَ اللهُ الذي إختارَ بولسَ وأرسله بين الأمم ليُعيدَهم عن ضلالِهم والسجودِ

     للأصنام. وسَلَّحهُ بالروح ليُجريَ أنواعَ الآيات والأشفية لإغاثةِ الناس. وكلَلَه في نهايةِ

     جهاده الجميل  من أجل إسمِه. يا رب تَرَّحَمْ بصلاته على كنيستك “.

3+ ترنيمة الرمش :” صرخ المُبَّشرون الصادقون بطرس رئيس الرسل وبولس مُعَّلمُ الأمم

     : إننا لا  نخجل يا يسوع ببشارتك. وأنهوا شوطَ عملهم في روما المدينة العظيمة.

     بطرس بألم الصلب وبولس بإكليل السيف على يد نيرون الكافر. جرى دمُ القديسين و

     ظًفِرَ لهما إكليلٌ لا يفسد “*.

4+ ترنيمة السهرة :” على طريق روما جرى بطرس رئيس جوق الأثني عشر ليذهبَ

     فيهدمَ هيكلَ الأبالسة، المسكن الدنس، ويقلعَ الدغلَ الذي زرعه سيمون في حقل البشر*

     نجمٌ سطعتْ أشِّعتُه في المسكونة، وأشرقَ نورُه في ظلمةِ العالم * يا رسولاً عجيبًا باني

     الكنائس، توَّسَلْ وآسأل المسيح من أجل السلام “*.

    ܫܲܒܲܚ. دعا ربُّنا من السماء بولسَ المختار رسولاً للأُمم :” أُترُكْ طريقَكَ وآجْرِ في

     طريق مملوءةٍ بالحياة. صعبٌ عليك أن تقاومَ الأشواك النورانية. أُخرُجْ الى الأُمم

     المريضة بإِثمها ونَظِّفْ نفسَهم من زؤان الشّرير. يا فلاّحًا مُجتهِدًا وغارسًا للحَّق أُطلُبْ

     من سَيِّدِك خلاصًا لنفوسِنا “.

التعليم

إنَّ الصلاة عرفت أيًضًا أن تُمَّيز بين مهمة كل واحد منهما. فبطرس هو راعي الكنيسة و سَلَّمه المسيح مفاتيح السلطة الأدارية. إنَّه رئيس الرسل يحُّل ويربط. بينما بولس هو مُعَّلمُ الإيمان والحق، ورسول الأمم. سلمَّه الرب التعليم. إنَّه مختار الرسل، يعظُ بالروح ويُرشد الناس. قالت عنه الصلاة :” طوباك بولس بوقًا وبشيرًا للكنيسة المقدسة. خطفك للفردوس الذي إختارَك فكنت بتعليمك جيحون الذي يروي الأرضَ ماءًا حَيًّا. ببشارتك صُلِبتَ للعالم والعالم صُلِبَ لك. تكللتْ هامتُك بالظفر. والندى الذي رشَّه الله على بَآبينِكَ به تزَيَّنت رعيتك بالسَيِّد الذي إختارك لكرامته. له المجد”. بينما قالت ترنيمة أخرى عن بطرس:” طوباك سمعانُ بن يونا رئيسُ وبكرُ التلاميذ أعطاك سيِّدُك مفاتيحَ العُلى لتفتح الباب للتائبين* ثلاث مرّاتٍ دعاك سيِّدُك : إرعَ حملاني. إرعَ خرافي. إرعَ نعاجي الناطقة. لأني إشتريتُها بدمي. أجعلك أنتَ وكيلَ ملكوت العُلى. وَزِّعْ ودَبِّرْ مثل وكيل حكيم. وزِّعْ الكنز الروحي*على يدك أَفتحُ بابَ الغفران أمام الخطأة. إِفتقِد المرضى. إجبرالمكسورين، أُطلب من أضَّلهم الشيطان ،وآرعَ في مروج الكتب”. وكما يستمر تعليم بولس نورا للكنيسة يبقى سلطان بطرس ويمتد عبرالأجيال لتبقَ الرسالةُ بجناحيها، الأداري والتعليمي، حيَّةً ومُحيية للبشريةِ كلها.