شهادة الزور

أهلا وسهلا بآلأخت جوليت فرنسيس

كتبت آلأخت جوليت وهي تطلبُ :” التوضيحَ عن شهادة آلزور ورايُ آلكنيسة عن هذه آلوصية آلعظيمة ، لكثرتها في هذه آلأيّام بدون خوفٍ و وجل من آلله “.

ما هي شهادة آلزور ؟

الزورُ والبُهتان يعني الكذب والباطل. زَوَّرَ يعني “زَيَّنَ آلكذب”. هذا ما فعله ابليس مع حوّاء لمَّا كذب عليها إِذ كسا الخطأَ وآلضعفَ وغطَّاهما بثوب آلجمال وآلعظمة فغَّشَها و أدرجها الى مخالفة أمر آلله. كذبَ فزوَّرَ. ولهذا سمَّاه الرب يسوع ” الكذّابَ وأبو آلكذب”. وهذا كان بمثابة ” قتل آلأنسان”. وهذا ضد آلحَّق. فنعت الربُ ابليسَ وكلَّ من يُزَّورُ مثلَه   ” قاتلا “، إِبنًا لأبليس” الذي كان من آلبدء قاتلاً. لم يثبُت في آلحَق، لأن لا حقَّ فيه، وهو يكذب. وآلكذبُ في طبعِه ..” (يو8: 44). الحَّق هو آلنور، وآلكذب وآلزور هو الظلام (يو 12: 44-46). فشهادة آلزور هي تشويهُ آلحقائق وتزيينُ آلكذب. بينما على آلشهادة أن تكون صورة ثانية للواقع. لقد ساد ألكذب على أخلاق آلناس دهورًا إلى أن جاء آلمسيح ” ليحيا آلحَّقَ ويشهد له ” أمام ألقادة المدنيين مثل بيلاطس (يو18: 37)، وآلدينيين (متى26: 57-66؛ يو3: 3-21). وقال آلحَّق لتلاميذه ولجميع آلناس (متى5: 21-48). وشَدَّد على قول آلحق ورفض آلدجل وآلكذب :” ليكن كلامكم نعم أو لا “(5: 37 ) أي إنقلوا آلأمور كما هي ولا تُغَّيروا فيها، ” لا تُزَّوروا “. إفعلوا ما تفعلُه الكامرا للمشهد!                                                                                           

رأيُ آلكنيسة !

شهادة آلزور خطيئة ثقيلة مثل كل آلمخالفات لوصايا آلله. بتشويه آلحقيقة نُشَّوهُ صورة آلله فينا، إِذ لا نحترم صورته فينا. خاصَّة ألمعمدون بآسم آلمسيح” قد لبسوا آلمسيح” (غل3: 27). لكن يسوع ألغى شريعة معاقبة آلخاطيء، مُثَّبتًا مشيئته في إعطائِه فرصةَ آلتوبة. هكذا قال حزقيال آلنبي (حز18: 23 )، وهكذا تصَّرفَ يسوع إزاء الزانية التي حكمت الشريعة برجمها (يو8: 11). وحتى على آلصليب طلب السماح لصالبيه رغم آلتجديف عليه وإهانته آلمتعَّمدة وآلمباشرة، دون أن يُرغمَهم أحدٌ عليها بآلغصب.

ثم لا يبدو فرقٌ بين وصِيَّةٍ وأخرى. كلُّها عظيمة ورهيبة لأنَّ كلَّ واحدةٍ منها هي آلحق لأنها مشيئة آلله. بحيثُ لو خالفَ أحدٌ وصيةً واحدة يكون قد خالف آلوصايا كلَّها مجتمعةً. كما قال مار يعقوب الرسول: ” من يعمل بآلشريعةِ كلِّها وقَصَّرَ في وصِيَّةٍ واحدة منها أخطأَ بها كلَّها. لأنَّ الذي قال ” لا تزنِ ” قال أيضًا ” لا تقتل” (يع2: 10-11). وقال أيصًا ” لا تشهد بآلزور” (خر20: 16؛ تث5: 17-20). ليست آلخطيئة في نوع آلمخالفة، ولا حتى في حرفية آلمخالفة بل في تدنيس آلفكر وآلقلب اللذين منهما يخرج الشَّر. من يخالف يكون فكره قد إظلَمَّ وقلبُه قد فسد (متى15: 19-20). ولا أحد هو أعلى من آلشريعة حتى يكون له إمتيازٌ بخرقها. وكل مخالفةٍ لوصايا آلله تقع تحت طائلة آلخطيئة لأنها رفضٌ لله. وإذا لم يتبْ عنها، آلخاطيءٌ بها، يرفضُه آلله ويحرمه مجدَ ملكوته وسعادته.