رسامة آلمرأة شماسة

أهلا وسهلا بآلأخت الشَّماسة برناديت هما

كتبت آلأُخت برناديت تقول :” سألتُ راعي آلأبرشية: لماذا لا ترسمون << الشمّاسات الرسائليات >>؟. قال لي :”لا يجوز”. وسمعنا أنَّ البطريرك في بغداد رسم فأَعطى هذه الرتبة لبعض آلنساء.  @ سؤالي : لماذا لا تُرسَمُ آلمرأةُ بهذه الرتبة الشماسية ؟ ، مع آلعلم هناك كثيرات لهن إمكانية وقابلية، و” لسنَ أقَلَّ من آلرجال”؟. وَقَعَّتْ: الشماسة برناديت!!

أنتِ شماسة !!!

1*. تعتبرين نفسَك شماسة، وأنت لمْ تنالِ رسميًا الرتبة آلكنسية من يد آلمطران. ذلك لأنَّكِ تخدمين في آلمذبخ : تشتركين في الصلوات آلطقسية، وفي خدمة القداس بترتيل أو قراءة. ولا فرقَ بينك وبين المرسوم رسميا سوى وضع آلهُرّار حول الرقبة. وهل آلهرار هو الذي يُصَّلي أو يقرأ أو يرتل؟. وهل إذا رتلتِ أو قرأتِ أو صليت بدون هرار لا تُقبل صلاتُكِ؟. إنَّه مظهرٌ فقط وبطاقة ألخدمة في آلمذبح. وأنت تخدمين بهويَّةِ إِبنةِ آلمذبح . الشماس أخذ أجره من الناس، كما قال الرب، وأنت أجرُك عند آلله. والرب يقول عن آلأفعال الروحية، مثل حالِكِ، :” الربُّ يجازي في آلخفية ” من لم يطلب آلمظاهر.

2*. سألتِ راعي آلأبرشية وكان ردُّه ” لا يجوز رسامة شماسات”. وهل أو لِمَ لمْ تسأليه:” وماذا يمنع رسامة آلأُنثى “؟. لابُدَّ وكان له جوابٌ في ذلك يُنَّور معرفتك. خاصّةً وتقولين أنَّك قد سمعت بأن” البطريرك رسم وأعطى هذه الرتبة لبعض آلنساء”. وما يُحَّقُ للبطريرك 

يحَقُّ للمطران أيضًا، لأن كليهما يتمتعان بنفس ألدرجة آلكهنوتية. وإذا لا تجوز رسامةُ النساء فلا تجوز لكليهما أيضًا. ثمَّ من رسمهن آلبطريرك أو غيره من آلأساقفة لم يُعطَ لهن حقُّ لبس آلهرار. أُعطي لهن فقط ” شِبه هرّار” مثل القارئين ـ قارويى، شريط مثل أخويات قلب يسوع أو مريم آلعذراء، مِداليتُه صليبٌ خشبي أكبر.

3*. إعترفتِ أنك شماسة لأنك تخدمين. ما يعني أنَّك تعترفين بأن ما تقومين به هو”خدمة ” وبآلنتيجة أنتِ خادمة للرب في طقوس العبادة. هذا ما تعنيه بالضبط كلمة” شماس ـ شماشا” ، الآتية من آلكلدانية ” ܫܲܡܸܫ خَدَمَ و ܫܲܡܵܫܵܐ خادم”. لكن خدمتكم ليست كهنوتية، بل خدمة آلعبادة فقط. الكهنوت يشترك في آلسلطان آلإلهي على مثال يسوع وليس على مثال موسى. أما آلعبادة فهي في خدمة من يُؤدي الخدمة آلكهنوتية في آلوساطة بين آلله والناس. أمَّا آلخادم ألأصلي في آلكهنوت فهو” الشماسُ آلأنجيلي”، وهو وحده ” ܡܫܲܡܫܵܢܵܐ الشماس”، إِذ يخدم بين يدي آلكاهن أو آلأسقف ويُعينهما في توزيع آلأسرار. إنَّ الشماسية آلأنجيلية هي الدرجة آلأولى للكهنوت، تفوقُها الثانية أي درجة آلكهنة ، وتفوقُ كليهما الثالثة أي درجة آلأساقفة. ولا توجد درجة أعلى من هذه. الدرجات آلأُخرى هي إدارية. حتى البابا هو أسقف او مطران ، لكنَّه آلأول ـ الرئيس ويقود آلكهنوت وآلكنيسة إداريًا وإيمانيًا.

لماذا لا تُرسم آلمرأة شماسة ؟ 

الآن يُمكن أن نعرفَ لماذا لا تُرسم آلمرأة شماسة. لاهوتيًا وإداريًا لا يبدو وجودُ مانع أمام رسامة نساء قارئات أو رسائليات، ما دُمن لا يشتركن في كهنوت المسيح. بل واقعيًا تؤَّدي نساءٌ كثيرات خدمة آلتعليم المسيحي وقراءة الكتاب آلمقدس في آلكنيسة أثناء آلقداس، و يرتلن في آلجوقات، جماعي أو فردي، أثناء طقوس آلعبادة. بقت فقط على آلعلامة آلدّالة على آلخدمة، ” الهرار”، مع صلاةٍ خاصة ليبارك آلرب خدمتهن. المانع آلوحيد هو أن آلكنيسة كانت في غِنىً عنهن بسبب وجود رجالٍ يخدمون. وصيغَ حول ذلك ألفُ سببٍ وسبب. وفي رسامة الشمامسة يذكر بولس شروط قبولهم ، ويحشرُ بين فقرتين للشمامسة فقرة خاصة بآلنساء، ويقول :” وعلى آلنساء أيضًا أن يكُنَّ من أهل آلوقار، غير نمّامات، يقظات أمينات في كلِّ شيء “(1طيم3: 11). كما يذكر مرافقةَ إمرأةٍ أو أخت تساعد الرسول في التبشير و في خدمته (1كو9: 5)، كما كانت بعض آلنسوة يرافقن يسوع وآلرسل في جولاتهم لخدمتهم (لو8: 2-3).

رسامة ٌ شماسية أم كهنوتية ؟

آلآن وقد شَحَّ الشمامسة الذكور تتأَرْجح آلرئاسة آلكنسية بين آلقبول آلرسمي وبين آلتطبيق آلفعلي بدون رسامة، بآسم ” مُكَرَّسات “، إنما في آلواقع يؤدين دور الشمامسة نفسَه. ربما تحَّسُبًا أو رفضًا لفتح آلباب نحو آلمطالبة مُستَقْبلاً بالرسامة آلكهنوتية وآلأسقفية على غرار آلبروتستانت وآلأنجليكان، بناءًا على مبدأ آلمساواة بين الرجل وآلمرأة في كل شيء، لاسيَّما ولنساءٍ كثيرات، كما قلتِ، إمكانية مثل آلرجال. نسي العالم أن الذكر وآلأنثى لا يتساويان لا في آلتكوين ولا في الخدمة. بل يختلفان في آلتكوين ويتساويان في أداء خدمتهما ليتكاملا في طبيعتهما. لأن آلعالم لا يؤمن بآلله، نسي أن الذكر وآلأنثى أجزاءٌ للناسوت ويشكلان إنسانًا واحدًا فقط بآلزواج (متى19: 4-6). 

وآلكنيسة آلكاثوليكيةُ قد سَدَّت آلباب حتى في مناقشة موضوع كهنوت آلمرأة. لا فقط لأنَّ يسوع لم يختر إمرأةً رسولا، ولا فعلَ آلرسلُ ذلك، ولا آلكنيسةُ عبر ألفي سنة، بل ولآنَّ ألكهنوتَ ليس من طبيعة آلأنسان حتى يُطالبَ به، كلُّ واحد كَـبِحَّقِه. الكهنوت مهمة وخدمة روحية من طبيعة آلله وسُلطانه، يدعو آلله إليها البعضَ ويُشركُهم في سُلطانه لأجل خلاص آلأنسانية. يسوع هو” ألرب وآلمعلم وخدم ” وطلب من آلرسل أن يخدموا مثله (يو13: 13-17). و بعد آلقدوة قلَّدهم سُلطانه (متى 16: 19؛ 18: 18 ؛ 28: 18-20). ولم يُشرك آلمرأة لا في خدمته ولا في سلطانه. وأعتقِدُ بأن آلله يعرف ما يفعل، وهو لا يفعل إلاَّ ما هو حقٌّ وصالحٌ و بنّاء. هو الذي لم يأت إلا ليشهدَ للحق (يو18: 37). وإِذا كان الله قد ظلم آلمرأة بحرمانها من آلكهنوت الذي يُولد مواطنين للسماء، فيكون قد ظلم قبلها زوجها الذي حرمه من آلأنجاب الذي يُولدُ مواطنين للأرض. بينما نظَّم آللهُ كلَّ شيء من أجل آلكمال. أذا لم يولد مواطنون على آلأرض فلا حاجة أصلا إلى آلكهنوت. وأيضًا إذا إمتلآت آلأرضُ بشرًا ولم يخلصوا فماذا ينفع آلأنجاب؟. ولكن إذا أدَّى كلُّ واحد منهما دوره برضًى وقناعةٍ وآجتهاد، يبقى الطوبى للرجل وآلمرأة معًا، لأنَّهما حقَّقا صورة الله وأدَّيا مهمتهما بآلتعاون آلمتبادَل بينهما، وعمَّرا ملكوتَ آلأرض وآلسماء.