الأحد 2 للصليب / 5 لأيليا

تتلى علينا اليوم القراءات :  اش25: 1-9   ؛   تث9: 1-8   ؛   في3: 1-8 متى17: 14-21  

القـراءة : إشَعيا 25: 1 – 9 :– يعترفُ النبِيُّ بصِدقِ الله وقدرته وعدالته لأنَّه يُعاقبُ الكفرةَ والأشرار، بينما يعتني بالفقراء ويُنصِرُ المظلومين.

القـراءة البديلة : تثنية 9 : 1 – 8 :– سيحتَّلُ بنو اسرائيلَ فلسطين وينتصرون على الأعداءِ، الأقوياءِ لا بقواهم ولا بتقواهم، بل بقُوَّةِ اللهِ وبسبب شَّرِ تلك الأمم.

الرسالة : فيلبي 3 : 1 – 8 :– يدعو بولس الى الإبتعادِ عمَّن يعتمدون المظهرَ و المنطقَ البشري فقط، وإلى الإقتداءِ بيسوعَ في التمَّسُكِ بمَحَّبةِ الله.

الأنجـيل : متى 17 : 14 – 21 :– يَشفي يسوعُ مصروعًا لم يقوَ الرسُلُ على شفائِه لقِلَّةِ إيمانِهم، ويُخبرُ عن آلامِه وموته وقيامتِه، ويدفعُ جزيةَ الهيكل.

لِنَقْرَأْ كلامَ الله بمحَّبةٍ وآهتمام

الصلاة الطقسية

تغزلُ الصلاة على نتائج آكتشاف صليب يسوع الحَّي وتكشف للمؤمنين الأبعاد الروحية لصليب المسيح. و وصفت ترنيمة الرمش عدم قدرة المؤمن على وصف الخير العظيم الذي يمثله ذاك الصليب. لم يلجأ المسيح الى وسائل برّاقة مذهلة، غنًى وجاه وسلطة ، ولا الى سبُل مُرعبة ومُحَّطِمة، السلاح والرعب والتهديد، ليُخلِّص الأنسان، بل لجَأَ إلى ذُلِّ الأنسان نفسه ، الى خطيئته ، وإلى أذَّل وأحقر وسيلة، صليب الأهانة والعذاب، ليُجريَ أعظم خير فيغفرَ للبشرية خطيئتَها ويُفيضَ عليها حياة جديدة. فما ” حسبه الناس أقَّل كرامةً خصَّه اللهُ بمزيد من التكريم” (1كور12: 23). فآنية الهوان حملت أفضلَ النعم. فالصليبُ الذي كان عثرة لليهود وحقارة للوثنيين عليه أظهرَ المسيحُ عظمةَ حُبِّه وفائقَ حكمتِه إذ خلق الأنسان من جديد. أخطأَ الأنسانُ فسقط، أَذَّلَه فتمَجَّد. طهَّر الخليقة الأولى بدمه على الصليب، أمات الموت والخطيئة، ثم أحيا الأنسان المائت بالماء والدم اللذين جريا من جنبه على الصليب. وكما قالت الترنيمة :” بِذُّلِ الصليبِ وحقارتِه صيَّر الطبيعةَ جسمًا له “، هو القدوس والقدير على كل شيء. فالصليب فخرٌ للإنسانية وعِزَّة، نورٌ وضوءٌ أخضرٍ في درب الخلاص. إنَّها ” في بيت المقدس الحقيقة التي تحملُ ثمارَ شجرة الحياة في الفردوس”(قلتا) (تك 3: 22).    

الترانيم

1+ ترنيمة الرمش :” لا يقدر فمُ المصنوعين أن يصفَ عظمة أحكامكَ يا بحرًا واسعًا لا

     يُحّد. إنَّ ما في السماء والأرض لم تقدر بحِليها أن تُعَّلِمنا على عظمتك. وبواسطة

     طبيعتنا الضعيفة قرَّبتنا الى معرفتك. وبذُلِّ الصليب وحقارتِه صَيَّرتَ الطبيعة جسمًا لك

     حقيقيًا بدون أذًى. أنت الذي هو الرأس الذي يُجري الخيرات وحياةً جديدة في ملكوت

     السماء. لذا نصرُخُ كلُّنا ونقول : الشكرُ للرأفةِ التي حَنَّت على طبيعتِنا “*.

      ܫܲܒܲܚ. للصليب :” يا مُخَّلِصَنا، نسجُدُ لذكرى ألمِك الثمين. ولصليبِك أيضًا إذ أعَّدَ لنا

     بحُبِّهِ عيدًا مُفرِحًا. وبواسطته قبلنا كلُّنا مغفرةَ الذنوبِ والخطايا. وأشرقت لنا من الجحيم

     حياةٌ جديدة، توبيخًا لليهود، وفخرًا لكنيستِك المؤمنة، ومجدًا لقوَّتِكَ الظافرة التي لا تُحَّد”.   

2+ ترنيمة للمجلس :” إقتنت الكنيسةُ فخرًا بقوَّة الصليب العظيمة على الموت وعلى

     الشيطان، وتفرحُ بخلاصِه، وتحتفلُ به بمجد أمام أعين أعداءِ الحَّق، لأنَّه عظَّمَ ذلَّها

     بالآيات التي صنعها فيها. وفي يوم إكتشافِه يهتفُ أبناؤُها بألحان التسبيح. يا قائدًا نصَّر

     صراعاتها إحفظ لها وعدَك الذي يبقى فخرًا لأبنائها ومجدًا لتجَّليكَ “*.    

3+ ترنيمة السهرة :” هي ذه شهوةُ الغنى الزائل ومحَبَّةُ مجد العالم تعزلني عن الممارسةِ

     الجَيِّدة لوصاياك العادلة. وأخافُ ألا يُحكمُ عليَّ مثلَ تينةٍ غير مثمرة. ولهذا أتوَّسلُ إليكَ

     أن ترضى أنتَ فتثَّبِتَني في أغصان الصليب. فتنموَ فيَّ توبةُ النفس وتثمرَ بتواضع

     الفكر، في الرجاء والأيمان والمحبة الكاملة، وآرحمني “*.  

4+ ترنيمة الإنجيل :” أيُّها المسيحُ مخَّلِصُنا، أنت وحدكَ تريدُ الحياة لجميع البشر. لأنَّك  

     بحَثْتَ بحنانك عن الخروفَ الضال وآويتَه برحمتك في حظيرتك المجيدة. أنا هو ذاك

     الخروف الضال من غنمك. يا رب لا تُهملني بل لملمني لأدخل حظيرتك وأُحسَبَ من

     قطيعك. حنانيك يا يسوع، أصرُخُ : إرحمني ، كما هي عادة نعمتك “*.

5+ ترنيمة القداس :” هلُّموا كلكم يا مؤمنين لنشكرَه بفرح الروح وبدون آنقسام. إنَّنا نرى

     على المذبح المقدس حملَ الله الذي يُذبحُ يوميًا بطريقةٍ سِرِّية وهو حَيٌّ للأبد. ويوَّزَعُ 

     لكل الناس وهو لا يفضلُ ولا يَقُلُّ. ولهذا نصرخ كلُّنا بتقوى ورعدة : قدّوسٌ قدوسٌ

     قدّوسٌ أنت يا رب، السماءُ والأرضُ مملوءتان من أمجادك “*.

التعليم 

قام مجدُ المسيح الأنساني على صخرةِ رعايتِه لجميع الناس بنفس الحب ونفس الأهتمام. و كانت عنايتُه بالأحوج تسودُ تدبيرَه. فقد تركَ الـ 99 من قطيعه ليبحث عن الخروف الضال.  

كان إهتمامه بالخطأة والوثنيين يجلبُ الأنظار. شفى مرضى اليهود (متى4: 24) كما شفى مرضى الوثنيين (متى8: 13؛ 15: 28). لم يُمَّيز بين مريض ومريض بل كلُّ من آمن به وطلبَ منه نعمة نال مطلبَه، مرضى الأجساد والأرواح (مر2: 5؛ لو7: 48). إنهم مرضى يحتاجون الى علاج لا الى نبذٍ. إنَّه ” صديقٌ لجباةِ الضرائبِ والخاطئين” (لو7: 34). حتى إنتقده الفريسّيون” لماذا يأكلُ مع الجباةِ والخاطئين”(مر2: 16). كان رَدُّه القاطع :” ما جئتُ لأدعو أبرارًا بل خاطئين”(متى 9: 13)؛” إنَّهم أبناءُ إبراهيم” (لو19: 9)؛ ” ما جئت لأدين العالم بل لأُخَّلص العالم..فلا يهلكَ كلُّ من يؤمنُ به “(يو 12: 47)، لأني” أنا أريدُ رحمةً لا ذبيحة “(متى12: 7). إنَّما يطلبُ المسيح من تلاميذه الذين” أحَّبَهم للغاية ” إيمانًا مُثمرًا، فلا يكونون عقيمين مثل التينة التي لم تُثمر وتعَرَّضت للقطع والرمي بين النفايات. ولن يُثمرَ التلميذ إذا لم يكن ثابتًا في المسيح مثل الغصن في جذع الشجرة (يو15: 2-6). ولا يكفي التلميذ أنْ يعرفَ المعَّلمَ أو يَدَّعيَ محَبَّتَه لكنه يسكن بعيدًا عنه ويُغَّذي مباديءَ تضاددُ تعليمَه. للمسيح حظيرة واحدة، بمَسْلكٍ واحد، لا حظائر عديدة مختلفة. فمن يحيا خارج حظيرة المسيح، كنيستِه، ويسلكُ غير طريقه، المحبة والبذل، لن يعرفه المسيح (متى25: 11-12).