الأحد الرابع للصيف

تتلى علينا اليوم القراءات:  اش9: 7-16  ؛  تث5: 16-6: 3  ؛   2كور10: 1-8 مر7: 1-8

القـراءة : إشَعيا 9 : 7 – 16 :– يستمِرُّ الشعبُ في كبريائِه وجحودِه. يُنذِرُه اللهُ بحربٍ من الخارج وفِتنةٍ من الداخل. ولن يُنقِذَهُ اللهُ إذا لم يتُبْ.

القـراءة البديلة : تثنية 5 : 16 – 6 : 3 :– يُذَّكرُ موسى الشعبَ بالوصايا وبكونِه الوسيطَ بينهم وبين الله، ويُحَرِّضُهم على حفظِ الوصايا.

الرسالة : 2 كورنثية 10 : 1 – 8 :– يرُدُّ بولس على تُهَم الكورنثيين ويُدافعُ عن نفسِهِ ويُؤَّكدُ أنَّ تعليمَه يستندُ إلى فكر المسيح وليس الى المنطق البشري.

الأنجـيل : مرقس 7 : 1 – 8 :– يدورُ جدالٌ حول الأطعمة الطاهرة والنجسة. يُبَّينُ يسوع أنَّهم مُتوَّهمون، فقد تركوا سُنَّةَ الله وأقاموا لأنفسهم سُنَّةً خاصّة.

لِنَقْرَأْ كلامَ الله بعنايةٍ وآهتمام

الصلاة الطقسية

هنَّأَتْ إحدى الترانيم كلَّ مَن ” إستنارَ بالمسيح وعرفه “. نعم لقد أكَّدَ الربُ نفسُه بأنَّ الحياة الحَّقة للأنسان هي أن يعرف الله (يو17: 3). حتى شعب الله لم يعرف إِلَهَه ولم يفهَم كلامَه (اش1: 3). وآستمَّر في جهله ورفض معرفته، حتى تألم المسيح لذلك وأقرَّه بمرارة بوجه قادة الشعب (يو8: 27، 55). إذا عرفَ الأنسانُ اللهَ خالقَه كما هو وما هي مشيئتُه سيعرفُ عندئذ ذاته ايضًا أنَّه صورتُه ويفهَمُ كيف يسلكُ. لكنه لأنه لم يعرف الله أخطأ منذ البدء، ولم يقبل بالصورة التي كشفَ فيها الله ذاته على يد موسى والأنبياء. أرادوا دومًا إلَهًا يتماشى مع رغائبهم، إلَهًا على مزاجهم ومطاليبهم (مز81: 12-13). لقد عركتهم مفاهيم الرغبات وعجنتهم الشهوات فباتوا يرفضون السمو بالروح الى مستوى الله. بقوا يزحفون على التراب الذي أتوا منه. و لمَّا جاء المسيح ليُخَّلِصَهم رفضوا أن يُغَّيروا صورتهم، رفضوا معرفته، رفضوا الأيمان به ، ورفضوا بذلك الحياة الحَّقة.

نعم لم يفهموا أن يسوعَ هو المسيحُ النورُ الألهي الآتي لينيرَ دربَ الخلاص. فالدينونةُ ” أنَّ النورَ جاءَ الى العالم، وأحبَّ الناس الظلامَ بدلاً من النور لأنهم يعملون الشَّر”. لم يعرفوا أنَّ الله” أرسلَ إبنَه الأوحد كي لا يهلكَ كلُّ من يُؤمن به، بل تكون له الحياةُ الأبدية ” (يو3: 16 -19). لم يفهم الأنسانُ أنَّ تجسُّدَ الله جاءَ لأنقاذه من الدينونة، جاء ليوفرَ له الحياة (يو10: 10). لم يفهموا رسالة الحياة. بل إعتبروا سلوكَ المسيح تحَّديًا لهم وتجريدَهم من حقوقهم و سلطانهم فرفضوه و” أخذوا حجارة ليرجموه” (يو8: 59)، ثم ” عزموا على قتله “(يو11: 53) ومَحْوِ ذكْرهِ بقتل حتى لعازر الذي أقامه من الموت (يو12: 10-11). ومن لا يعرف الله ومسيحَه فالويلُ له كما قال اشعيا :” ويلٌ للأمَّة الخاطئة، للشعبِ المُثَّقل بالأثم… تركوا الرَّبَ وآستهانوا بالله قدوسَ إسرائيل، وإليه أداروا ظهورهم “(اش1: 4) فنبذهم المسيح (متى21: 43)، مُعطيًا الطوبى لمن يؤمن به (يو3: 18).      

الترانيم

1+ ترنيمة الرمش :” يا رب ، أتَوَّسلُ إليكَ إرأفْ بي كما بالعَشَّار، وآرحمني. فأنتَ تُجيبُ

     أسئلة من يسألونك ، وتفتح بابكَ لمن يقرعُونه. إفتَحْ لي يا رب بابَ حنانِك وأعطِني

     غفرانَ ذنوبي ، لأنَّ ذكرَها يُخيفُني. إنّي أعْرفُ رذائلي وأتذَّكرُها. ولا أستطيعُ أن

     أتَطَّهرَ منها بدون رحمتِك. فأعطِني أنتَ بنعمتِكَ أن أُطَهَّرَ من دنس الذنوب التي لوَّثتني  

     . أَيُّها المُخَّلِصُ الرحوم سيِّدُ الكل، المجدُ لك “*.

2+ ترنيمة السهرة :” رَّبي وإلهي ، شِئتُ أن أُطَهِّرَ دنسَ ذنوبي بالدموع والصلوات و

     التوَّسُل، وأن أحسُنَ أمامكَ بقيَّةَ أيَّامي أيضًا وسِنِّي حياتي بالتوبة التي أقَّربُها لك. لكّنَ

     عدوّي لا يترُكُني لأنَّه يُحاربُ نفسي كلَّ حين. فأطلبُ ألا أهلكَ للأبد، فآرحمني و

     خَلِّصني “*.

3+ ترنيمة الفجـر :” هنيئًا يا رب للذي إستنار بك وعرفَك، أنَّك أتيتَ للأرض بالجسد كي

     لا يُدان “*.

4+ ترنيمة الأنجيل : ” بينما يليقُ بنا أن نتوَقَّفَ عن جميع أفعال الخطيئة التي تولَدُ مِنّا ،

     يجبُ بالأحرى أن نحترسَ من كلام اللسان، لأنَّ الموت والحياة بيده. به يُعطي الجوابَ

     كلُّ واحدٍ منا على ما فعله، في عمرغربتنا، للدَّيان العادل الذي كلُّ شيءٍ أمامه جَلّيٌ و

     عار. تعالوا نتوَّسلُ إليه مع النبي بحزن بأنْ ” أَقِمْ يا رَّبُ حارسًا لشفاهِنا، عونَ نعمتك،

     وآرحمنا “*.

5+ ترنيمة القداس :” أنا الخبزُ الذي نزلتُ من السماء ، قال مخَّلِصُنا بالسر لتلاميذه. فكلُّ

     مَن بالحُّب يقتربُ ويتناولُني يحيا بي للأبد ويرثُ الملكوت “*.     

التعليم

طلب المُزَّمرُ من الله أن يُقيمَ ” حارسًا لفمِه ورقيبًا على شفتيه “(مز140: 3) ، ونَبَّهت الصلاة الى الأحتراس  من” شَّر اللسان” الذي” بيده الموتُ والحياة “. فقد قال عنه يعقوب الرسول:” اللسانُ نارٌ… إنَّه شَّرٌ لا ضابط له. ممتليءٌ بالسَّم المميت. به نباركُ ربَّنا وأبانا و به نلعنُ الناسَ المخلوقين على صورةِ الله. فمن فمٍ واحد تخرجُ البركة واللعنة. وهذا يجبُ ألاّ يكون ، يا إخوتي” (يع3: 6-10). لقد إختبر الرسول أهمية الكلام الذي يخرج من الفم. قد يبني وقد يهدم. وقد أعطى المسيح تلاميذه ” لسانًا خاصًّا “. لقد أعطاهم ألسنةً نارية  أذابت فيهم معرفة الله وطَّهرَتهم من كلِّ جهلٍ وشَّر وأنارت معرفة الله في الآخرين. إنها ألسِنَةُ الروح القدس (أع2: 3-4). هذه ألسنة الروح تضبط وتلجم ألسنة الجسد التي تحاولُ تدنيس الأنسان. وهذه هي التوبة. عندما حل الروح على الناس وسألوا بطرس ماذا يفعلون؟ . قال لهم :” توبوا وآعتمدوا … فتغفر خطاياكم وينعم عليكم بالروح القدس” (أع2: 38). و تلاميذ المسيح كلُّهم مُعَّمدون ونالوا الروح القدس وعرفوا الله ، ونحن من ضمنهم ، فعليهم أن يحرسوا ” لسانهم وشفاهَهم “، ويستعملوها للبركة والحياة.