إثنين القيامة

تتلى علينا اليوم القراءات :  اش60: 9-22؛أع3: 14-36 أف6: 10-24؛لو24: 13-35

القـراءة : إِشَعيا 60 : 9 – 22 :– يقُّصُ خبرَ عودةِ المسبيين. ويشيرُ إلى مجيء المسيح الذي يكون نورًا لأورشليم وخلاصًا للشعوب.

القـراءة البديلة : أعمال 3 : 14 – 36 :– يخطبُ بطرس بين اليهود عن صلبِهم للمسيح وقيامتِه، وأنَّ الرسُلَ شهودٌ على ذلك. فيسوعُ هو المسيحُ الرَّب.

الرسالة : أفسس 6 : 10 – 24 :– يدعو الرسولُ إلى الجهاد الروحي لمقاومةِ الشِّرير ومطاردةِ الأرواح الخبيثة.

الأنجـيل : لوقا 24 : 13 – 35 :– يُرْوَى خبرُ ترائي يسوع لتلميذين على طريقِ عمّاوُس. لمْ يتَعَرَّفا عليه إِلّا بعد إعطائِهم علامةَ حضورِه بكسرِ الخُبز.

لِنَقْرَأْ كلامَ الله بإيمان ٍ وآنتباه

القراءة الطقسية

” لمْ تأْتِ ساعتي بعدُ” (يو2: 4). هكذا ردَّ يسوع على أُمِّه في قانا الجليل. ولمَّا أراد بعضُ الغرباء اليونانيين، ” وثنيون قريبون من العالم اليهودي” أن يلتقوا به قُبَيلَ آلامِه قال يسوع:  ” أتت الساعةٌ التي فيها يتمَّجدُ ابنُ الأنسان” مشيرًا بذلك الى موتِه (يو12: 20-24). وقالت صلاةُ اليوم ” الرَبُّ مَلكَ ولبسَ الجاهَ، الربُّ آرتدى العِزَّةَ وآتَّزر بها” (مز93: 1). وأتبعَتْها بـ” رتِّلوا للرب بالكنارة وصوتِ المزمار. وبصوت النفير مجِّدوا أمام الربِّ الملك” (مز98 : 5-6). وترنيمة الرمش أكَّدت أنَّ تلك الساعة دقَّت لمَّا رفعوا الصليب، عرش مجد المسيح ، فتزعزع الكون وآنهارَ نظامُ الموت ليَحُّلَ محَّلَه نظامُ الحياة. وآنقلبَ مشهدُ آدم عندما سقط في الفردوس فتعَّرى من مجده (تك3: 7). وسادَ عوضَه، كما قالت إحدى الردّات، مشهدُ اللص الذي مع توبيخه رفيقَه السَّييء ” إستفاقَ الراقدُ في الأثم كَمِن النوم ورأى أنَّه عريانٌ من الصلاح كَمِن ثوب ” فآستغفرَ سَيِّئاتِه وتوَّشح بالمجد مثل الأبن الضال (لو15: 22-24) عائدًا الى الفردوس (23: 43). فساعةُ الصليب ، تعلنُها القيامة وتُثَّبتُها ، هي ساعةُ مجدِ المسيح ومجدِ المؤمنين به.      

الترانيم

1+ ترنيمة الرمش : ” ساعةَ غَرْسِ خشبةِ الصليب زعْزَعْتَ يا رب أُسُسَ الموت. والذين     

     بلَعَتْهُم الجحيم بذنوبهم، وترَكَتْهم في رجفة، أحياهُم أمرُكَ يا رب. ولهذا نحن أيضًا

     نُسَّبحُكَ أيُّها الملكُ المسيح. إرحمنا “*.

2+ ترنيمة السهرة : ” يا رب! النساءُ اللواتي أتين الى القبر إمتلأْنَ فرحًا عوضَ الحُزن. و

     أسرعنَ الى الرسُل ليُبَّشِرْنَ بالكلام الذي سمعن من الملاك الذي قال لهن: أمَّا أنتُنَّ فلا

     تخَفْنَ. لماذا تبكينَ؟. أَ تطلُبنَ يسوع؟. لقد قامَ وغلبَ الموتَ بموتِه. ونحن يا رب نصرَخُ

     بإيمان ونقول : المجدُ لك “*.

3+ ترنيمة الفجر : ” قبلَ صلبِكَ، يا رَبَّنا يسوع، تحَكَّمَ ضلالٌ كثير. وكان يستعبدُ الخليقة

     كلَّها في الباطل. ولمَّا ملَكَ صليبك تبَدَّدَ الضلال كلُّه وأشرق النورُ للخلائق، ونحن كلُّنا      

     نُمَّجِدُك “*.

4+ ترنيمة القداس : ” إلى ميناء الحياة وصلنا بالقيامةَ المجيدة للمسيح مخَّلِصِنا. الذي هو

     مدَّبرُ الخلائق ومحامي المتضايقين. وهو أهَّلنا بنعمتِه إلى أن نشاهد الليلَ العجيب :

     كواكبٌ تتلألأُ بالنور روحيًا داخلَ الماء “*.

التعليم

ذكرت الترانيمُ النورَ والتبشير. فالقيامةُ أشرقت نورَ الحقيقة والبر. والنور ينتشر. ونور الحقيقة لا يقع تحت الحواس، ولا ترصُدُه دومًا عيون الناس. إنَّه ينتقل من واحد الى آخر. النسوة اللواتي تلقين فرح القيامة ورأينَ المسيح حَّيًّا لم يعدن الى البيت للآحتفال به بتناول المرَّطبات. بل أسرعن الى رفاقهن في حزن المأساة، وبشَّرن بقية التلاميذ أنَّهن رأين الرب. وأُمورٌ قديمة كثيرة تزعزعت وفقدت مصداقيتها. وأفكارٌ قديمة ومباديء كثيرة إضطربت. صار التلاميذ يقيسون الأمور بمقاييس جديدة هي مقاييس الألم الشافي والحب الصادق و الغفران المُريح والثقة التي لا تتزعزع بالله أنَّه الحكيم القدير والراعي الأصلح. كان ظلامُ الضلالِ يُشَّوه ويُغَّوشُ ، وكان حرفُ الأيمان يُعَّقدُ ويُرهبُ. ولمَّا أشرق نور القيامة إرتاحَ الناسُ وآنتعشت النفوسُ فقد هبَّت رياحُ جديدة تُبَّشرُ بالحياة الآمنة والهانئة و تدحرُ جنودَ الموت وتُعَطِّلُ وسائله.

نقلت النسوة البشارة الى الرسل. وسينقلها هؤلاء الى العالم أجمع، معلنين أنهم شهودٌ لما حصل وما يترَتَّبُ عليه ،:” أيُّها اليهود أُصغوا الى كلامي… يا بني اسرائيلَ ، كان يسوعُ الناصري رجُلاً أيَّدَه الله … صلبتموه وقتلتموه بأيدي الكافرين، لكنَّ اللهَ أقامَهُ وحَطَّم قيودَ الموت … فليعلم بنو إسرائيلَ كلُّهم عِلمَ اليقين أنَّ الله ثَبَّتَ يسوعَ، هذا الذي صلبتموه أنتم ،  ” رَبًّا ومسيحًا ” .. ماذا يجب علينا أن نعملَ أيُّها الأخوة؟.. توبوا وليعتمدْ كلُّ واحدٍ منكم” (أع2: 14-39)، و” نحن شهود على ذلك ” (أع3: 15).

شهادة القبر الفارغ و رؤية المسيح الأولى نقلتها النساء للرسل ونقل الرسل شهادتهن بعد أن أيَّدها بطرس (يو20: 2-10). وهذا ما تغَّنت به صلاة اليوم، فقالت :” سمع الرسل صوت النساء يُبَّشرن أنَّ الرب قد قام (لو24: 9-12) ، وأنَّ أكفانَ دفنِه تشهدُ على قيامتِه * قبل يوم صلبكَ كانت الخلائقُ تُغضِبُكَ. ولمَّا ملكَ صليبُك عرفتْ جميعُها عظمتَك * قبل صلبكَ المجيد ملكَ الظلامُ في المسكونة. وبصليبك يا مُخَّلِصَنا بطل الموت ومَجَّدت كلُّ الشعوب *.

ماء جنب المسيح أفاضَت الحياة على المهتدين الى الحَّق في نبع المعمودية. فتلألأت في سماءِ الكنيسة ” كواكب نَيِّرة ” جديدة. مع تقدم الأيام وآنتشار أخبار المسيح السّارة تكاثرَ عددُ المؤمنين. وسيتضاعف جيلاً بعد جيل عدد المسبحين قائلين ” تبارَكَ الملكُ الذي نزل الى الجحيم ورفعنا، وبقيامته جدَّد جنسَنا. وهتفت له الخلائقُ المجد”.    

ونحنُ كلنُا نُنشِدُ معهم قائلين :” هنيئًا لكِ أيَّتُها الكنيسة لأنَّ ربَّك قام، وجلب معه الحياة لأبنائِكِ “. و مع الكنيسةُ :” نرفعُ المجدَ والشكرَ للأبن الذي خلَّصنا بصليبِه “.