أعـــوذُ باللــه !

أهلا وسهلا بالأخـت جاندارك يــلدا.

سألت الأخت جاندارك : ماذا تعني كلمــة ” أعـوذُ بالله “؟ هل يجوز لنا نحن المسيحيين أن نسـتخدمَها ؟

معـنى الكلمــة !

” عـاذَ ، يعوذُ ” فعلٌ عربيٌ يعني |* إلتجَــأَ إلى ، لاذَ بِ *|. تُستعملُ الكلمة أثناءَ حديث يُصعبُ التفاهمَ ويُصعدُ حرارة الإحباط لدى فاهمٍ أو صالح إزاءَ شرير أوجاهل يحولُ أنْ يجُّرَه الى الجنوح نحو الخطأ أو المخافة. وإحدى أهم مظاهر كذا حوار هو الجنوح نحو الكذب والعناء. فيضيقُ الصدرُ بالطرف المسالم عندما يشعرُ ببلاهة المقابل أو شرانيتِه فيحُّسُ أنه أضعفُ من أن يشهدَ للحق فيُقنع محاوره. عندئذ يصيحُ من حرقةِ قلبِه وضيقِ نفسِه ” أعـوذ بالله “، أى يلتجِيءُ الى الله ويطلبُ عونَه ضد المقابل الذي حَّيَرَع ويريد أن يجُّرَه الى الشر. ويعوذُ بالله لأنه يعتبرُ المقابل وكأنه عميلٌ للشيطان يسلكُ طرقَه ويتسَّترُ تحت خيمتِه. فيلتجيءُ هو الى الله ، أقوى من ابليس ليحميَه من خطر الأنزلاقِ هو أيضا في طريق الباطل والسوء.

إستعمالُ ” أعـوذُ بالله ” !

تُستعملُ كثيرًا أيضا عبارةُ ” معاذَ الله “، بمعى ” حاشا ، أو كَّـلا “. وتعني يحميني الله من أن أنزلقَ الى الخطأ أو الشر. وقد إستعملها مار بولس في رم6: 15، قائلا: ” أ نخطأُ لأننا لسنا في حُكم الشريعة ، بل في حكم النعمة ؟ معاذ الله “. أو ” أ نتمادى في الخطيئة لتفيضَ النعمة ؟ معاذَ الله ” (رم6: 1). وتُستملُ كثيرًا أيضا كلمة ” عــوذ ه “! وذلك عند الشعور بأنَّ أحدًا يتصَّرفُ سلوكًا لا يليقُ بالمقام وبالحق فيتبَّرأُ المقابلُ من هذا التصرف و يعوذُ بالله أى يرفض أن يشتركَ في نفس الفكر والفعل ويطلب عو الله ليعضُدّه.

المسيحي والإستعاذَ بالله !

إنّ المُؤَّذن المُسلم يفتتحُ دوما نداءَ الآذان بـ ” أعوذ بالله من الشيطان الرجيم”. ويفعلُ مثله الأئمةُ والخطباء. فصارت بقية المِلل والطوائف تنظرُ إليها وكأنها عبارةٌ إيمانية إسلامية بحتة. في حين تبدو أنها أقدم من الإسلام. ونتيجة ً للحساسية الدينية وعدم إدراك المعنى الأصلي للعبارة صار غيرُ المسلم يتجَّنبُ إستعمالها. وآستعملَ غيرها بديلا لها. فمثلا يقول المسيحي ” الله يُنجّيني من شَّـرك “.

وتوجد من هذا القبيل عبارات أخرى كثيرة ، منها ” الله الرحمن الرحيم “. في حين أنَّ هذه العبارة إستعمالٌ مسيحيٌ صرف ومن قبل الأسلام. وتتردَّدُ كثيرا في الصلوات والترانيم الطقسية الكلدانية. توجد ترتيلة تبدأ يهذه الكلمات وهي نموذجٌ ومقياسٌ تُعرفُ بها ترانيم أخرى أُلِفَتْ على نفس القياس والوزن ، هي : ” ܐܲܠܵܗܵܐ ܡܪܲܚܡܵܢܵܐ ܘܲܡܪܲܚܦܵܢܵܐ آلاها مْرَحْمانا وَمْرَحْبانا ” أى ” أُّيها الأله الرحمن والرحيم “. اليوم يبدأُ بها المسلمُ صلواتِه كُـلَّها. فهل يعني أنها مخالفة للديانات الأخرى ومُحَّرَمٌ عليها إستعمالها؟. كلا. بل يشهدُ واقعُ الحياة اليومية أنَّ سلوكَ كثيرين غير مسلمين ، ومنهم المسيحيين، يؤمن برحمة الله الواسعة بحيث يغفر حتى للأعداء ويرفضُ العنفَ والإرهاب.

لا تُقاسُ الأمورُ بمُستعملي هذه العبارة أو تلك. بل تقاسُ بما تعني تلك العبارة. فيقدرُ المسيحي بكل بساطة وسهولة ودون حرج أن يستعملَ عبارة ” أعـوذُ بالله ” إذا عنى بها ما تعنيه العبارةُ نفسُها.

القس بـول ربــان