السعانين أو الشعانين، قيلَ انَّ أصلَها الكلمةُ العبرية “هوشعنا “. وܐܘ݁ܫܲܥܢܵܐ معناها مجد، حمد، ثناء. من فعل ܫܲܥܢܸܢ رتَّلَ ، مجَدّ، عَيَّدَ عيد السعانين. وإذ كانت اللغات السُريانيةُ و العربيةُ والعبرية كلها تفّرعت من الآرامية لذا تجدُ تشابُهًا وتقارُبًا بينها مع تغيير بعض الحروف، لاسيما التبادل بين السين والشين والألف والياء. حتى ايشوع إنقلب الى يسوع و
يونان الى نينوى.
نُـبذة لغوية عربية !
أما قواميس اللغة العربية فأضافت من جعبتها ما قد يُّرَّجحُ كَفّة عِرْقٍ عربي إشتركَ في تأويل أحداثِ الأحتفال. فيقول قاموس الرائد ولسان العرب أن للسعانين جذرًا عربيًّا يعود الى كلمة ” السُعْنُ “، والواحد الفرد سُعنٌ أو سُعنون ، والجمعُ سعانين. ويعنى ” قِربة صغيرة ” ( شبه دلوٍ من جلدٍ مستطيل) يُقَطّع أسفلُها ويُشدُّ عُنُقُها، يُبرَّدُ فيها الماء، تُعلّقُ إلى خشبةٍ أو جذعِ نخلة. أو ” يُنبذُ فيها ثم يُبرَّدُ فيها ” أي يوضعُ فيها النبيذ. لأنّ كلمة السُعنُ تعني أيًضًا ” شرابٌ لمْ يُمزَج”. ومعروفٌ أن المحتفلين بالسعانين، على طريقة شيرا، كانوا يتناولون الخمرَ/ النبيذ في ذلك الإحتفال ، حتى ذكَرَه شعراءُ الجاهليةِ العرب، من مسيحيين و وثنيين.
يبدو انَّ خلافًا وقع بين الخليفة عمر ومسيحيي الشام حول تناول الخمر في هذا الأحتفال. ثم تمَّ الصُلحُ بينهما. فيقول كتابُ ” المُفصّل في تاريخ العرب قبل الإسلام” عن ذلك :” ولمّا صالح عمرُ نصارى الشام كتبوا له أن” لا نُحْدثُ كنيسةً وقلِيّةً ولا نخرُجُ سعانين ولا باعوثا”
نُبذة تأريخية كنسية !
يرتقي أول إحتفال بالسعانين الى عهد البطريرك باواي (497-502م ).
ذكرذلك كتاب المجدل قائلاً :” في أيامه عملَ (مار باواي) الشعانين بنصيبين والمدائن. والتجَلِّي والشعانين عند اليونان من الأعياد الشريفة. والشعانين شبيههٌ بدخول سيدنا مع الأبرار الى الملكوت بعد مجيئِه الثاني. والتجَلِّي مثل حضوره مع الأبرار”(ماري، ص46). ويأتي ذكر السعانين أيضًا على عهد البطريرك ايشوعياب الأرزني (581-596م).
كان ايشوعياب قد إختار سبريشوع ورسمه أسقفًا لـِ لاشوم ( داقوق )، قبل عقده
مجمعه سنة 585م، الذي أيَّده سبريشوع خطّيا ولم يحضره، لا هو ولا مطرانه من باجرمي التي مركزها كرخسلوخ.
بعد رسامة سبريشوع ( متى ؟ ) حدث ليلة السعانين ونزل مطر غزير.
قلق الناسُ لأنَّ ذلك يمنع الأحتفال بالسعانين.
إذ كانوا يحتفلون بها خارجَ الكنائس ، في العراء ( مثل شيرا)، كما تُؤَّكده ترنيمة
السعانين ” شعبُ المسيح بهذا اليوم مسرور”.
خرج سبريشوع وصلَّى فتوقف المطر وزال الرعد.
” ومضى العيد حسنًا ” (يبدو وكأن المطر نزل سنة رسامته ؟).
يشترك سبريشوع، وهو أسقف، في شفاء الملك النعمان الثالث بن منذر ملك الحيرة
مع اسقف الحيرة شمعون والراهب ايشوع زخا ،
فيتنصَّر النعمان ويعتمد ، وتصبحُ الحيرة إمارة مسيحية.
هند أخت النعمان تبني ديًرا ، فيه دُفن ايشوعياب عند موته ، 596م.
بعد ايشوعياب شغر الكرسي البطريركي مدة سنة أو أكثر.
تم إنتخاب سبريشوع بطريركًا في الجمعة الثالثة للصوم (598م).
و” في الأثنين بعد السعانين” { الأسبوع السابع للصوم} وصل سبريشوع عند الملك،
وهو منتخبٌ الملك للبطريركية ( سنة 598م).
تم تنصيبُه يوم خميس الفصح 909 لليونان / 598 م
( كتاب المجدل : ماري ص 57-60 ؛؛//؛؛ عمرو ص 49-51 )