أهلا وسهلا بآلأخ باسم أوشانا
كتب آلأخ باسم :” أبدأ سؤالي، من صلب آلمسيح وإلى بعض آلآيات،” عن ملكوت آلله، حضن إبراهيم في خبر لعازر وآلغني، أليوم تكون معي في آلفردوس، بولس أُختُطِفَ إلى آلسماء آلثالثة، ملكوت آلله في داخلكم، جنة عدن، وآلمكان آلذي أعده آلرب للذين يُحِبّونه”.
في كل جولات يسوع، كان دائمًا يُبَّشر بملكوت آلله في داخلكم. صار لديَّ قليلٌ من عدم آلوضوح عن آلآيات عن ” ملكوت آلله “. هل حضن إبراهيم هو آلملكوت ؟ هل هو نفسُ آلفردوس الذي دخله لصُّ آليمين ؟ هل هو آلمطهر ؟ هل هو جنة عـدن ؟
ما هو ملكوت آلله ؟
ملكوت يعني مملكة. مملكة حيث تسود وصايا آلله. الله هو آلملك الذي يقود ويُشَّرعُ. و مواطنو آلمملكة هم الناس آلمؤمنون بآلله وآلحافظين لِكلامه ويحيون في مرضاتِه، أي يتصَّرفون حسب مشيئته. نقول في أبانا آلذي :” ليأتِ ملكوتك. لتكن مشيئتك، كما في آلسماء كذلك على آلأرض”. ففي آلحياة آلأبدية يجتمع مع آلله ويحيا في حضرته كلُّ الذين سمعوا على آلأرض كلامه وتصرفوا حسب مشيئته فرضيَ عنهم وأشركهم في مجدِه و راحتِه وهنائِه، خيراتٍ أبدية لا تزول. فمملكة آلله، ملكوته، بناهُ آلمسيح على آلأرض :” توبوا فقد إقتربَ ملكوت آلله” (متى4: 17). وبناه ، كما أوحى آلله بآلنبي، على آلحَّق وآلعدل وآلسلم (اش9: 6). نطلب أن نعيش أبناء مملكة آلله على آلأرض.
يسوع عاشَ على آلأرض في آلحَّق أي يسمع كلام آلله ويطيعُ مشيئته، وصاياه، ويسلك في آلعدل. رضيَ عنه آلآب (متى17: 5). وقبْلَ موته طلب يسوع من آلآب أن يُمَّجدَه عنده في مملكته. عاش يسوع على آلأرض كما يعيش آلملائكة في آلسماء بآتحاد وآتّفاق مع مشيئة آلآب. فقبله آلآب:” مجَّدتك وسأُمَّجدُك” (يو12: 28). لقد أعطى يسوع لنا آلمثل ودعانا إلى آلإقتداءِ به كي نحيا في ملكوت آلله (يو 13: 15). وهذا ما تُؤَّكِدُه آلكنيسة :” جعل لكم آلمسيح من نفسِه قدوًةً لتسيروا على خُطاهُ ” (1بط2: 21).
فملكوت آلله هو حيث هو الله وآلمسيح. ليس الملكوت مكانًا محَدَّدًا، بستانًا أو متنزَّهًا ، فليس ” هنا أو هناك “( متى24: 23)، كما ” ليس طعامًا أو شرابًا، بل هو عدلٌ وسلامٌ وفرحٌ في آلروح آلقدس (رم 14: 17). لذا قال يسوع :” أُطلبوا أولاً ملكوت آلله وبِرَّه ” (متى6: 22) أي إِهتَّموا بآلخيرات آلروحية، بآلحق وآلعدل، قبل آلخيرات آلزمنية.
يقول سفر آلرؤيا عن ملكوت آلله :” ها هو مسكن آلله وآلناس. يسكن معهم ويكونون له شعوبًا. الله نفسُه معهم ويكون لهم إلَهًا. يمسحُ كلَّ دمعةٍ تسيلُ من عيونهم. لا يبقى موتٌ ولا حزنٌ ولا صُراخٌ ولا وجع ” (رؤ21: 3-4)؛ “هم أمام عرش آلله يعبدونه في هيكله، ليلاً ونهارًا، وآلجالسُ على آلعرش يُظَّلِلُهم بخيمتِه. فلن يجوعوا ولن يعطشوا، ولن تضربَهم آلشمسُ ، ولا أيُّ حَرٍّ. لأنَّ آلحملَ الذي في وسط آلعرش يرعاهم ويَهديهم إلى ينابيع ماء آلحياة. وآللهُ يمسح كلَّ دمعةٍ من عيونهم ” (رؤ7: 15-17).
كان يسوع على آلأرض مُتَّحدًا مع آلآب فكرًا وقولاً وفعلاً. كان في آلملكوت. ومن يعيش مثله على آلأرض بآتّحاد حيوي تام مع آلله، مثل يسوع، حافظًا وصاياه يكون في آلملكوت. لأنَّ آلملكوت هو حالةُ آلقداسةِ وآلكمال في آلمجد وآلراحة. وهذا يُحَّققه آلأنسان قبل آلموت بإيمانه وسلوكِه. وهذه روحية باطنية. لذا قال يسوع ملكوت آلله في داخلكم. ملكوت آلله حالةٌ من راحة آلفكر وآلقلب نقدر أن نعيشها من آلآن بآتّحادنا مع آلمسيح. نعيشُ آلملكوت بحياتنا آلصالحة، بإيماننا وسلوكنا. فمن عاش مثل يسوع في آلحَّق وآلعدل يُحبَّ ويخدم ويرحمُ و يغفر ويعمل ما يبني ويُثَّبتُ مملكة آلله، ومن يشهدُ لأعمال آلله العادلة وآلخَيِّرة ، ينال رضى آلله ويكون في ملكوته (رم14: 18).
وما ذكره آلسائلُ آلكريم من” فردوس وجنة عدن، وحضن إبراهيم، والسماء آلثالثة ” تعابيرُ رمزية لِتُفهمنا حالة آلسعادة وآلمجد وكيف آلوصول إليها. فآلفردوس أو آلجنَّة رمزُ لذَّة آلراحة وآلهناء جزاء آلأيمان وآلمشاركة في آلام آلمسيح من أجل آلحق. أمَّا حضن إبراهيم فرمز آلأيمان وآلثقة بآلله وحفظ وصاياه في آلمحبة وآلرحمة، وهي آلطريقُ آلمُؤَّدي إلى آلملكوت. لأن إبراهيم هو نموذج من آمن بآلله و وثق بكلامه وحفظه ونال رضى آلله. فمن يقتدي به يحظى بملكوت آلله في آلسعادة وآلمجد. و آلسماء آلثالثة هي أيضًا رمز تجاوب آلأنسان مع مشيئة آلله فيُثَّبتُه آلله في مسيرته ويكشفُ له ولأمثاله رضاه ومكافأته لأمانته في آلإيمان وآلخدمة.