أهلا وسهلا بالأخت إيمان سعيد
كتبت الأخت إيمان تسألُ : ” إذا توُّفيَ طفلٌ أو طفلة بعمر 12 سنة فما دون هل صحيحٌ انْ نعَّزي الأهل بعبارة ” الله يرحمُهُ أو يرحمُها “؟ ، بما أنَّه طفلٌ وليس عنده ذنوب ” ؟.
الطفلُ أو الصبي والخطيئة !
نتَّفقُ كلنا أن صِغار العمر، الى سِنِّ البلوغ، تقُّلُ مسؤوليتهم عن أفعالهم الغير نظامية. لأنَّ وعيَهم وقوَّة مقاومة الشَّر لم تبلغ كمالها. لكن مع ذلك نعرفُ أيضًا أنَّ الصغار حتى في سِنِّ الطفولة يعتذرون عن تصَّرفاتهم الخاطئة. وهذا دليلُ شعورهم بالذنب متوازيًا مع شعورهم بالفخر بالسلوك الفاضل. أما مدى عمق الوعي في ذلك أو الرغبة والتصميم في الثبات على موقفهم فلا نقدر أن نُقَّيمه نحن كما هو بذاته. الله وحده، فاحص الكلى والقلوب، قادرٌ أن يُثَّبتَ مدى الوعي والضمير وقوة الأرادة في ذلك، وبالتالي مدى قبول الفعل أو رفضِه. الله يرفضُ كلَّ شر، صغيرًا كان أو كبيرًا، بدر من الكبار أم من الصغار، ويطلب من صاحبه ان يُصلح ما كان خاطِئًا. وما دام الصغارُ في عهدةِ أولياءِ أمرهم الكبار فهؤلاء يتحَّملون المسؤولية. وإذا وُجِّهَ للصغار مدحٌ أو قَدْحٌ فالكبارُ الأولياءُ يجاوبون عنه.
متى تبدأُ مسؤولية الصغار ؟
هناكَ كبارٌ يتصرفون كصغار وصغارٌ يتصرفون مثل كبار. وسِنُّ التمييز ليس مُثَبَّتًا في عمرٍ مُعَّيَن. إلى قبل ستين سنة كان الأطفال يُعتَبَرون، في العراق، بالغي سن التمييز في عمر 7 أو 8 سنين. فكانوا يُقدَّمون للتناول الأول. بينما نصحت الكنيسة رسميًا على يد البابا بيوس العاشر (بين سنة 1900-1910) أن يتقرب الأطفال الى التناول الأول في السنة العاشرة من عمرهم. لأنَّ خبرة الحياة بينَّت أن الطفل يبدأ بالتمييز الحقيقي بين الخير والشر ، بين الخطيئة والفضيلة، بين الخبز وجسد المسيح. وفي هذا العمر يبدأ الأطفال في تكوين الصداقات الأصيلة. ونعرف أنَّ التناولَ تسبقه التوبة ( الأعتراف بالخطيئة)، ما يعني أنَّ الصغيرَ بالسن يمكن أن يكون كبيًرا بالوعي وتصميم الأرادة. وإذا لا سمح الله توفيَّ طفل بهدا العمر يمكن أن يكون قد فعل شَّرًا يطلبُ التصحيح مهما كان صغيرًا، حتى لو لم يكن خطأ ًا مميتًا. وأحيانًا يشعر والدان في هكذا موقف بآنحراج أو ندم على بعض سوء تًّصَرفات طفلهم. وقد يُسَّليهم دعاء المُعَّزين ويثبُتُ رجاءُهم بخلاص طفلهم.
تعزية ذوي الطفل !
التعزيةُ لذوي الطفل، والرحمة لكليهما. قد لا يحتاج طفلٌ الى التَرَّحم عليه. لكن من بعد التناول الأول وآعتبار الطفل واعيًا وقادرًا على تجَّنب الشر، مطلوبٌ منه ان يتمسَّك بالخير محبَّة بيسوع الذي صار صديقه، قد يحتاج الى بعض الصلاة أو لا يحتاج. فإذا صلينا له لا نخسر وإذا لم نُصَّلِ قد نتندم. والصلاة تنفع في كلِّ الأحوال لتعزية الأهل وحتى للمُعَّزي نفسِه لأنه يشعر بالآخر ويحاول خدمته قدر الأمكان. ويمكن أن تكون الصلاة بصيغة إيمانية أن نبَّين لذوي الفقيد أننا نرجو بالحياة ونؤمن بأن الرَّب مُحّبٌ للأطفال كثيرًا فنتمنى ان اللهَ قد سبق وأخذ الطفل بين أحضانه ويرحم ذويه وينعم عليهم بالعزاء.