ܫܵܒܼܘ݁ܥܵܐ ܕܲܫ̈ܠܝܼܚܹܐ . سابـوعُ الرُسُــل
الزمن الطقسي
يبدأُ مع أحد عيد العُنصُرة ، أي عيد حلول الروح القُدُس على تلاميذ المسيح الأوائل ومن خلالِهم على البشرية ، سابوعٌ جديدٌ من الدورة الطقسية يُدعى” سابوعَ الرسل “، تيَّمُنًا بالرسل الأُوَلِ ومن يُتابعُ مُهِمَّتَهم بأداءِ رسالة المسيح الخلاصية المتواصلة عبرَ الأجيال. لقد كَلَّفَ المسيحُ كنيستَه، المؤمنين الذين يُشَّكلون معه جسمًا واحدًا ومشروعًا حيويًا واحدًا، أن تنقل بشارته الى أقاصي الأرض (أع1: 8)، و زَوَّدَها بالطاقة الألهية فأحَّلَ في أعضائِها الروحَ القدس الألهي ليُذَكِّرَهم ويُفهمَهم تعليمَه ويُؤَّيدَ نشاطَهم ويُرشِدَهم الى الحقيقة حسب وعي الإنسان وحاجتهِ في كلِّ زمان ومكان، وبه يُثَّبتون المؤمنين في الحَّق.
إنطلقت الكنيسة منذ حلول الروح عليها وأعلنت لاهوتَ المسيح ومحبتَه وغفرانَه ونورَه الذي يُضيءُ درب السلام والإخاء والوئام والإتّفاق بين الناس. وكلُّ تلميذ مُعَّمَدٍ بآسم المسيح يشعرُ أنَّ عليه أن يشهدَ لأخلاق المسيح بسلوكِه ويُبَّلغَ الآخرين تعليمَه. فقد لبس المسيح بالعماد وتعَهَّدَ بأن يكون صورة له وأن يتمَثَّلَ به، فتكون شهادته حَيَّةً ناطقة وفَـعّالة. وهكذا تنقل الكنيسة ، جيلا بعد جيل، حياة المسيح ورسالته وسِلاحَه الألهي ليقف عليها كلُّ الناس ويحصلوا على فرصة للخلاص. فالشعبُ المسيحي إمتدادٌ للمسيح، نورٌ ومِلحٌ وخميرة في العالم. فقد حلَّ الروح القدس على كلِ مُعَمَّدٍ و مُثَبَّتٍ ، كما حلَّ على المسيح يوم عماده ، فيشترك في كهنوته الحيوي لتقريب الناس الى الله. والمسيح حاضرٌ في كلِّ مُعَّمَدٍ مُثَبَّت، و يعملُ معه من خلال الروح القدس، ليُنيرَ البيئةَ و يُطَّعمَ المُجتمعَ بفكر الله وروحِه و وصيَّتِه.
تسعى الكنيسة من خلال الصلاة الطقسية لهذه فترة سبعة أسابيع، أن تذَّكرَ المؤمنين بإيمانهم ومسؤوليتهم، وتساعدَهم لفهم رسالتهم فيعوا واجبَهم ويؤَّدوا دورَهم. وعند الحاجة تُدَّربُهم على نقل البشارة بشكل عملي ومحَّلي، كما فعل المسيح مع تلاميذه (متى10: 5-15؛ لو10: 1-12). فكل نشاطٍ، داخلي أو خارجي يهدف لمّ المؤمنين حول المسيح، يكون بشارةً تعريفًا بالمسيح. وما دام الروح القدس مع المؤمن، الذي يعمل بتوجيه الكنيسة ودعمها، فعملُه إلهِيٌّ مُقَدَّسٌ وهو رسولٌ يُباركُه الله.
تولي الكنيسةُ إهتمامًا بحاجتها الى توفير رُسُلٍ للمحرومين من معرفة المسيح وتصَّلي ليدعو الرَّبُ ويُقيمَ رسلا جُددًا لتَبْلُغَ البشارةُ الى كل إنسان، وكهنة كافين وكفوئين لخدمة الجماعات المؤمنة كي لا ينطفيءَ نورُ الأيمان ولا تذبلَ شعلةُ المحبَّة ولا تقُّلَ غيرةُ التبشير والتعضيد.
تُذَكِّر الكنيسة أبناءَها بما عمله الرسلُ الأوائل وما عانوه من مشَّقات ومعارضات، ونجاحٍ و إخفاقات. تُذَكِّرُ أيضًا بما شعروا به من راحةٍ وفرح، وكيف توَّزعوا في كل الأقطار، وكيف أعانهم الرب ومدَّهم بآيات ومعجزات. كانت لغَتُهم المحبة، وكان أسلوبُهم الخدمة، ودأْبُهم الغفرانُ والمسامحة. كان شعارُهم المسيح يقودُ من خلال رئاسة الكنيسة المنظورة، فيجري كلُّ شيءٍ بنظامٍ ووئام، لأَداءِ شهادةٍ واحدة صادقة.