أهلا وسهلا بالأخ رأفت ججوكا
كلاحظ الأخ رأفت أن بعضَ الكهنة يُخَّولون الشماس الأنجيلي أن يُناولَ الفربان المقدس أثناء القداس الألهي، فتساءْلَ : @ هل يحُّلُ للكاهن بذلك ؟ وعلى ماذا يستند ، حسب الكنيسة الكاثوليكية ؟
من له حَقُّ المُـناولة ؟
تحُّقُ المناولة لمن له الكهنوت، الأسقف والكاهن والشماس الأنجيلي المُعَّينين رسميًا للخدمة. ذلك أثناء القداس أو خارجَه. الأسقف والكاهن لأنهما مُخَّولين من الله بسلطان الوساطة بينه وبين البشر، ويمارسون دور المسيح ورسالته ويتمتعَّمون لأداء ذلك بالسلطة اللازمة. وأهم وساطة هي إقامة ذبيحة القداس، لأحياء موت المسيح وقيامتِه. ولأداء خدمتهما بكمال يُقامُ الشماس الأنجيلي ليخدمَ تحتَ إمرتِهما. فكهنوت الشماس مرتبط بألأسقف ويعاونه، ويعاون كذلك معاوني الأسقف أي الكهنة، في خدمة إقامة القداس أي تقريب ذبيحة المسيح و التناول الشخصي مباشرة من المذبح، وتوزيع القربان على المؤمنين. وعليه ينبعُ سلطان الشماس الأنجيلي مباشرةً من كهنوتِه. أمَّا حَقُّ ممارستِه فيتوقفُ على التخويل الرسمي بأداء خدمته أي تعيينه لذلك من قبل مطران الأبرشية. هذا ما قاله التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية تحت الرقم 1570 ،:” يشارك الشماس إشتراكًا مُمَّيَزًا في رسالة المسيح ونعمتِه. ومن صلاحياته أن يعاون الأسقف والكهنة في إقامةِ الأسرار الألهية ولاسيما الأحتفال بالأفخارستيا وتوزيعها “. وعليه بدأت الكنائس الشرقية الكاثوليكية أن تُطَّبقَ هذا التعليم و ترسم شمامسةً انجيليين وتكلفهم بالخدمة. ومنهم قررت ذلك الكنيسة الكلدانية في مؤتمرها العام سنة 1995 وبدأت بآستعادة خدمة الشماس، وهو أولُ المُخَّوَلين بتوزيع القربان.
من له حَّقُ التخويل بالمناولة ؟
الأسقف هو راعي الأبرشية والمسؤول عن كلِّ ما تعَّلِمُه الكنيسة أو تفعَله. فهو المسؤول في السماح للشماس أن يوزع القربان. وله الحَّق أيضًا أن يُكَّلفَ غيره بنفس الخدمة حسبما يراه ، بحكمته وفطنتِه ، ضروريًا لمنفعة المؤمنين الخلاصية وفي ظروفٍ خاصَّة. و حتى في الظرف العام يقدر أن يُكَّلفَ أيَّ مؤمنٍ أو مؤمنة لتوزيع القربان. ويقدر أيضا أن يُخَّولَ الكاهن بتكليفِ مؤمنين للقيام بتلك الخدمة عند عدم وجود شماس إنجيلي. فالكهنة يقدرون إذًا تكليفَ غيرِهم للمناولة، عند الحاجة، بعد أن يكونوا مُخَّوَلين من الأسقف بذلك. هكذا علَّمَ المجمع الفاتيكاني الثاني، وهكذا تفعلَ نظريًا كلُّ الكنائس. عليه وَصَّى المؤتمر الكلداني بذلك قائلا :” توزيع القربان المقدس، أثناء القداس، محفوظٌ اعتياديًا للكهنة والشمامسة ( يقصد الأنجيليين )، ولراعي الأبرشية تخويل الكهنة ليُنَّسبوا أشخاصًا آخرين للقيام بذلك ” (الطقوس والأسرار، توصية رقم 13).