<< يسوع ملكُ الملوك : لِنَـفْــرحْ ونبارك الله >>
تتلى علينا اليوم القراءات : زك4: 8-14 + 7: 9-10 ، 12-19 تك49: 1-12 ، 22-26 ؛ رم11: 13-24؛ متى20: 29-21: 19
القـراءة : زكريا 4 : 8 -14؛ 7 : 9 – 10 ، 12 – 19 :– يتنَبَّأُ زكريا عن مجيء المسيح ودخوله الملوكي الى القدس بتواضع ولكن بآنتصار. سيكون عهدُه زمن العيش في الحَّق والعدالة والتواضع والسلام.
القـراء’ البديلة : تطوين 49 : 1 -12 ، 22 – 26 :– وصِّية يعقوب الأخيرة لأبنائِه كاشفًا لهم مستقبل نسلِ / عشيرةِ كلِّ واحدٍ منهم.
الرسالة : رومية 11 : 13 – 24 :– يُشَّبهُ بولسُ اليهودَ بالزيتونة الأصيلة المُقَّلمة، و المسيحيين من أصل وثني بالزيتونة البرية المُطَعَّمة. أدَّى جحودُ اليهود الى إيمان الوثنيين بالمسيح. وإيمان الوثنيين لا يسمح لهم بالأفتخار أو الأستعلاء، كما لا يتجاوز الأعمال الضرورية للخلاص.
الأنجـيل : متى 20 : 29 – 21 : 19 :– يدخل يسوع أورشليم مثل مَلِكٍ وديعٍ متواضعٍ، لكنه لا يساومُ على إحترام قداسةِ هيكل الله.
لِنَقْرَأْ كلامَ الله بآنتباهٍ آهتمام
الصلاة الطقسية
هذا الأسبوع يُعرَفُ بأُسبوع الآلام. نُعَّيد فيه أعظم الأعياد : أحد السعانين ملوكية المسيح إنَّما بتواضع، ملك الملوك يركب جحشًا عوض عربة رئاسية. خميس الفصح عيد الكهنوت إنمَّا نحتفل به بذبيحة المسيح. جمعة الآلام عيد الفـداء إنما نفرحُ فيه بحزنٍ وألم لأنَّ الفداء كلَّف مأساة صلب المسيح بسبب خطايانا. سبت النور عيد تبَّني الله للأنسان بالمعمودية. و أحد القيامة عيد الخلاص بتجديد الحياة. في الجمعة، قبل يومين، أنهينا الصوم الأربعيني للمسيح فعيدنا قيامة لعازر. هكذا قالت صلاة الجمعة في مزاميرالصبح:” أيُّها المسيح الذي بقُوَّتِه بدأنا وأنهينا صومَه المُقَدَّس ساعِدْنا بقوة عونك الألهي أن نحتفلَ بأعيادك المقدَّسة المليئة أفراحًا”. كررها في اليوم التالي بتغيير بسيط :” بقوتك بدأنا وأنهينا صومك المقدَّس”
فنحن إذًا خارج الصوم. هذا ما ستُؤَّكده مزاميراليوم للسهرة. لكننا سنصوم، مبدئيًا، الأسبوع كلَّه لنسير على خطى يسوع ونصوم إستعدادًا لنيل الحياة الجديدة بالقيامة. ترافقنا الرتب و تساعدنا الصلوات لننتقل مع المسيح من شريعة الجسد الحرفية الى حياة الروح الألهية التي زرعت السعانينُ بذرتَها وانْبَتها الكهنوت وأنْمَتْها الآلام وأَنضَجَتْها، فحصدت القيامةُ ثمارَها وأفاضَتها بغزارة على البشرية لحياةٍ روحية جديدة ومجيدة.
الترانيم
1+ ترنيمة الرمش : ” أيُّها المسيح اللهُ ملِكُنا، لمَّا دخلتَ أورشليم المدينة المقَّدَسة لتُكَّملَ كلَّ
ما هو مكتوب، حينما الشبابُ والصبيان، وهم يحملون أغصانًا خارجين للقائك، رأوكَ
بعين إيمانٍ نَيِّرةٍ فآنذهلوا بك. كانوا يفرشون ملابس وأثوابًا في طريقك ويُنشِدون كلهم
بدون آنقطاع مجد الكاروبيم ويقولون :” (أوشعنا) مجدًا في العُلى. مُبارَكٌ أنتَ لأنَّ لك
أزليًا مراحمَ غزيرة. فيا سّيِّدَ الكل إرخمنا :*.
2+ ترنيمة للمجلس : ” إبتهِجي يا أورَشليم مع إبنةِ صهيون فإنَّ زكريا النبي تنَّبَأَ وهكذا قال
:” إنَّ ملكَ الملوكِ آتٍ ويُفَّرحُ أولادَكِ. والملائكةُ والناس يسجدون له بخوفٍ ومحَّبة.
عجلتُه فوق في السماء دواليبُ نارية وزُمَرٌ روحية. ومركبتُه تحت على الأرض جحشٌ
حقيرٌ إبن أتان. مُقَدِّسو لاهوتِه يصيحون كلَّ حين : قدّوسٌ قدّوس. ومُوَّقرو ناسوتِه :
المجدُ له ، يصيحون ويقولون : إنَّه تحَّدثَ سلامًا مع شعبِه وبتواضُعِه يُخَّلِصُ الكل :
المجدُ له “*.
3+ ترنيمة للمجلس : ” ثبَّتَ المسيحُ ملكُنا الأسفارَ التي أخبرَتْنا أنَّه يأتي لخلاص كل الأُمم
وحدثَ فعلاً. شوهد من بيت داود كما نطق المُبَّشرون به. وإذ رأى كم أَذَّلَتْنا كبرياؤُنا
التي إنتفخنا بها في جميع الأجيال، أخفى مجدَه وتواضعَ فركب جحشًا ودخل أورشليم.
وحَرَّكَ الأطفالَ بشكل عجيب لا مثيل له ليصرخوا له “مجدًا في الأعالي”. مُبارَكٌ
الملك الذي أتى ليُحَرِّرَالكل بنعمته. لأنَّ له ينبغي الشكر والسجود ليُؤَّهِلَنا الى ملكوتِه”*.
4+ شورايا السهرة : ” الحَّقَ الحَّقَ أقولُ لكم : أنبياءُ وملوكٌ كثيرون إشتهوا أن يروا ما أنتم
ترون ولم يروا. وأن يسمعوا ما تسمعون ولم يسمعوا. أنتم طوبى لعيونكم لأنَّها ترى و
لآذانكم لأنها تسمع “*.
5+ ترنيمة القداس : ” بما أنَّ صبيانَ العبرانيين نطقوا ما فوق الطبيعة، وكانوا يلومون عدم
إيمان آبائِهم، ويمدحون بآندهاش الذي كان يُبَّجلُ وهو يركبُ جحشًا كأنه على سحاب.
نحن أيضًا نصرُخ معهم: أوشعنا (مجدًا) في الأعالي. مبارَكٌ الذي أتى ومزمعٌ أن يأتي
بآسم الرَّب، بمجدٍ عظيم ويُخَّلِصُ نفوسَنا كلّنا “*.
التعليم
دعت الصلاة المؤمنين الى الفرح لأنه يوم عيد عظيم :” تعالوا نفرح بهذا العيد البهيج”. إنَّه دخول يسوع الى اورشليم مُحتفًى به كملك. إنه الملك المسيح الموعود من نسل داود يعترف به شعبُ أورشليم بعد ما عاينوه يُقيمُ لعازر. موكب ملوكي بسيط لكنه مهيب ومُدهش لأنه تمَّ عفويا دون تخطيط أو تهيئة. هتافاتٌ كتابية ” يسوع ابن داود”، و” المجدُ له “، وتزيينُ دربٍ بفرش الملابس، وتلويحٌ بنصر ٍسلمي بأغصان الزيتون والنخيل. لم يجرِ إستقبالٌ مثيلٌ لأي ملك من شعب الله حتى ولا لسليمان. إنه إعترافٌ ضمنيٌ بأنه ملكُ المجد. وقد إغتاظ القادة، كما أشارت الصلاة، وآعترضوا أنه يقبلُ بأن يوصف بهذه الألقاب. ردَّ عليهم بحزم أنها الحقيقة، ولو سكت الشعب هتفت الحجارة. وأسكتهم بما قاله داود :” من أفواه الصغار والأطفال هيَّأتُ تسبيحًا” (مز8: 3). فدعتنا الترنيمةُ نفسُها إلى التمسُّك بحقيقة ملوكية يسوع وقالت :” لنشكر ونسجد لسيادته ونصرخ بألحان الحمد : تبارَك الآبُ الأزلي وإبنُه الذي أرسله..والروحُ القدس الفارقليط الذي لَمَّنا من الضلال وقَرَّبَنا في حُبِّهِ ودعانا بآسمِه وجعَلَنا وُرَثاءَ في ملكوتِه “.
شددت الصلاة أيضًا على تواضع المسيح. أكَّدت الترنيمة رقم 3 أنَّ ركوبه ” أحقر حيوان”
كان ردًّا على كبرياء الأنسان وعلى عادة القادة أن يَدُّلوا على عظمتهم ويجلبوا إنتباه الناس بإضفاء مجدِ الأشياء من زينةٍ وأليةٍ وسلاح وجنود ومظاهر على أنفسِهم معتقدين أنَّ هيبة تلك الأمور وغلاءَها يُعطيهم مجدًا وقدرة يهابُها عادة الشعب المسكين. أما يسوع فقد سبق وأخبر تلاميذه أن عظمة الأنسان ومجده في فعل الخير وخدمة الآخرين. فبتواضُعه و آختيارِه حمارًا مركبةً له ” أَذَّلَ كبرياءَ الضّالين”. فعلا عاين الناسُ ذلك في يسوع بالإضافة الى أشفيته وإقامته للموتى. هذه الحقيقة رآها الناس بعين الروح و دفعتهم الى تبجيله. تواضعه وأعماله الأنسانية وقدرته الإعجازية جعلت الكبار ينساقون مع الأطفال ويعلنون مجده فرحين مبتهجين.
هنَّأ يسوع تلاميذه لأنَّه جاء في زمانهم وصاروا شهودًا على حقيقته ومجده. فقد إشتهى ذلك وأعلنه موسى ويعقوب وداود وعامة الأنبياء لكنهم لم يحظوا مثل التلاميذ ولا حتى بإلقاء نظرةٍ قصيرة عليه مثل سمعان الشيخ. لا يتجَّسد الله كلَّ يوم. حصل ذلك مرَّةً وكان في زمن الرسل فعاشروه ورافقوه في حياته وعاينوا مجده. فطوبى لهم !!!، ولنا لأننا رأيناه بعيونهم وسمعناه بآذانهم ونلمسه كلَّ يوم في الأسرار السبعة التي تركها لنا فيحضر بواسطتها عندنا فنراه ونسمعه ونتغّذى على مائدته. نعم هنيئًا لنا !. لِنفرَحْ ولنبتَهِجْ !. وَلِننصُبْهُ مَلِكًا على فكرنا وقلوبنا !.
الصلاة
خاطبَت الكنيسة، في المدراش الثاني، داودَ الملك، قالت :” هلُّمَ وآفرحِ اليوم في عرسِ إبنٍ منك. وآرفعْ لحن قيثارتِك وآحمِدْهُ على عظمتِه * هَلُّمَ وآرقُصْ كعادتِك في الإحتفاءِ بالملك المسيح. وكَثِّرْ في النقرِ على كنارتك ألحانَ المجدِ لإكرامِهِ. كنت أمام التابوت تَنِطُّ وتفرحُ مع كثيرين. إبتَهِج اليومَ فقد إكتملتْ آياتُ نبوءَتِكَ “. كمَّل يسوع كلَّ ما كُتب عنه (متى26: 54)، وأكَّد عليها بنفسِه :” تَمَّ كلُّ شيء. وحنى راسَه وأسلمَ الروح” (يو19: 30).
ومثله يتِمُّ فينا ما قاله يسوع، وننقلُه الى العالم. هكذا قالت إحدى فقرات الصلاة :” جاءَ الى خاصَّته وخاصَّتُه لم تقبله. ولمَّا رأى أنهم عادَوهُ إختار لنفسِه شعوبًا ونبذَ شعبَه* أتى عندنا أو لمْ يأتِ فقد قال الحَّق. إختارَ لنفسِه شعوبًا أو لم يَختَرْ أروِ أنتَ ألحَّقَ كما هو”. فمع داود ومثله تعزفُ أجواقُ الكنائس بآبتهاج وترفعُ بفرح ألحانَ المجدِ والحمد والشكر والتسبيح لملك المجد. ومع ترانيمها تُعلن للعالم أن المسيح هو” الملك “. ومجدُه من هويتِه وأعماله. وتحملُ ” الأعمالَ عوضَ الأغصان .. وتصرخ المجدَ مع الأطفال لنستحِقَّ عيد دخوله أورشليم العُليا “. فالسعانين ” رمزُ دخولنا أورشليم السماء”.