الثلاثية الفصحية : خميس الفصح

  <<  عــيد الكهنــوت  >>

تتلى علينا اليوم القراءات : خر12: 1-20؛ زك9: 9-12+11: 12-13+12: 9-14 1كور5: 7-8+10: 15-17+ 11: 23-34 ؛  يو13: 1-15 +متى26: 14-30

القـراءة : خروج 12 : 1 – 20 :– أمرَ اللهُ بني إسرائيل أكلَ الفصح. وصَفَ لهم كيفَ يُهَّيئونه كالبًا رَشَّ دمِ الذبيحةِ على قوائمِ الباب به ينجو أبكارُهم.

القـراءة البديلة : زكريا 9 : 9-12 + 11 : 12-13 + 12 : 9 -14 :– يُخبرُ النبي عن بيعِ المسيح وقتلِهِ وتَشِّتُـتِ الرسُل وثباتِ الأوفياء.

الرسالة : 1 كورنثية 5 : 7-8 + 10 : 15-17 + 11 : 23 – 34 :– يدعو بولس الى نبذِ الفساد والضلال وإلى إتّباع الحَّق. يؤَّكدُ أن تناولَ القربان مشارَكةٌ في حياةِ المسيح، ويُشِّدِدُ على وجود المسيح الحقيقي في القُربان.

الأنجيل : يوحنا 13 : 1 – 15 + متى 26 : 14 – 30 :– يسوع يغسلُ أرجلَ التلاميذ، يكشفُ خيانة يهوذا ويُنَّدِدُ بها، ويُؤَّسسُ سِرَّ القربان المُقَدَّس.

 لِـنَـقْرَأْ كلام الله بشوقٍ وآهتمام

الصلاة الطقسية

نحتفلُ بخميس الفصح أو خميس الأسرار، لأنَّ فيه تأسس سِرُّ القربان المقَّدس جامع الأسرار كلها. فيه أقام الرَّبُ  رسلَه كهنَةً مثله يملكون سلطة الوساطة بين الله والناس و يُمَّددون ذبيحته ومفاعيلَها على مَرِّ الأجيال إلى مجيء الرَّب ثانيةً في نهايةِ العالم. لهم صلاحياتُه ولهم إهتمامه ولهم قدرته في خدمة الناس لبناء السلام والفرح والراحة. فركَّزت الصلاة بنوع خاص على القربان المقدس وأبعاده دون أن تنسى ذكرَ ما حدث في تلك الأيام للمسيح والرسل، وأن تستخلصَ الدرس للمؤمنين. وسادَ الألمُ على مجمل الأجزاء لأنها لا تتوقف على تاسيس القربان بل تتعَّداه الى صلبِ يسوع وموتِه. بل وإنَّ الُقربان المُقَدَّس هو سِرُّ الحُّب العظيم ليسوع وجهاده المُكَّلَل بألمه وصلبه وموته التي يُجَّدِدُها ويُؤَّونها قدّاسُ كلِّ يوم. يسَّلم يسوع ذاته ورسالته ويُقيم الكنيسة التي من خلالها يوصلُ تواجدَه وعملَه ، تاركًا لها ذبيحته نورًا وقُوْتًا، قائلاً : ” تشَّبهوا بي وآعملوا كما علَّمتُكم”. فعلى مثال يسوع لن يستحوذ الألمُ على المؤمن ولن يعصرَ إيمانه. إنما يملأُه فرحُ يسوع الروحي إذ يُؤَّدي واجبَه وتعضُدُه بركاتُ موتِه وقيامتِه فيتحَّدى الألم بالرجاء الذي يُنعشُ كيانه.

 

الترانيم

1+ ترنيمة الرمش : ” يا مُخَّلِصَنا ، تذكرُ الكنيسةُ ألَمَكَ الثمين الذي تَمَّ من أجل خلاصِنا.

     فآحفَظْ أبناءَها من الأَذيَّة “*.

2+ ترنيمة المدراش : ” شكرًا للمسيح الذي أتَمَّ خلاصَنا. وغسلَ بجسدِه دنسَ خطايانا *

     في سِرِّ الحَمَل يختفي سِرُّ خلاصِنا. وبدم الحيوانات صُوِّرَ زوالُ إثمِنا. وإن كان دمُ

     البهيمةِ يُطَّهرُ الناطقين فكم بالأحرى يُقَدِّسُنا الدمُ الحَّي، ويمحو بألمِه صَكَّ ذنوبِنا. ويأخُذ

     بتجديده النجاة من الموت * في طريق سِرِّ الحمل سارَ حمَلُ الحق وآنتهى إلى الذبيحة

     لتثبيتِ الرمز ويُعطي حُرّية الحياة لجنس المائتين ويُعَّوض عن الخطيئة بموتِه. لأنَّ

     نُظراءَه اذنبوا بخرق الوصية فظلموا الخالق بحَّقه في حفظِ وصاياهُ “*.

3+ ترنيمة السهرة : ” يا رب، على أساس إيمان شمعون الصفا بنيتَ كنيستَك. ومن أجلِ

     وعدِك له لمْ تُزَعْزِعْها أمواجُ الوثنيةِ وتمَوُّجاتُها. ولمّاَ رأى الشيطانُ أنَّه لا يقدر أن

     يغلبَ الكنيسة الجامعة على يد ملائكتِه، أغرى أبناءَ تعليمِها، في كلِّ الأقطار، أن يُفْنوا

     بعضَهم بسهام الحسد. يا رب أَزِلْ عنها أصحابَ المجد الباطل الذين يحسِدون و

     يستخِّفون من بعضِهم ، ولْيَمْلِك أمنُكَ بين أبنائِها “*.

4+ ترنيمة القداس : ” بعين الفكر والحب نرى كلُّنا المسيحَ في الأسرار والرموز التي

     سَلَّمها لنا وهو في طريقه الى ألم الصليب ويُوضَعُ على المذبح المقَدَّس ذبيحةً حيَّة.

     فيحتفلُ الكهنةُ مثل الملائكة بذكرى موته بألحان الشكر قائلين : المجدُ لموهبَتِه التي لا

     توصَفُ “*.

5+ ترنيمة التناول : ” الرمز الذي إستعملَه موسى في مصر إكتملَ في الآبن المسيح. أكلَ

     الشعبُ الفصحَ الصغير وجعلَه ربُّنا فصحًا كبيرًا. قامَ التلاميذُ بين فصحَين : ذبحوا

     الفصحَ وكسروا الجسدَ *.

6+ ترنيمة : ” أيُّها الآبنُ المسيح، يا من مُلكُه لا يتزَعْزعُ وحَبْرِيَّتُه لا تزولُ ولا تُحَّل، سالِمْ

     بصليبِك الكهنوتَ والدولة ليُدَّبروا ولايَتَهم بآتّفاق مُحافظين على الأيمان الكامل بدون

     شائبة “*.

التعليم والصلاة

نحن ورثةُ ألام يسوع وثمارِها. نحن الكنيسة التي من خلالها يولد المسيح كل يوم ويُعلم و يجاهد ويتلقى الإهانة أو التعذيب ويتألم ويُصْلب. ويبقى هو يحملنا معه ويُقَّوينا ثم يُمَّجدُنا بقيامته ويُغنينا ببركاته وإغاثاتِه كما فعل مع الرسل. نحن نحيا ونعمل بآسمه لكنه هو الذي يحيا فينا يبارك جُهدَنا صبرَنا ويُقَّدس ألمنا ويرفعنا معه ليشاركنا راحته ومجده. لقد أصبحنا واحدًا معه بنعمة ذبيحة جسده ودمه. فمن خلالنا يمارسُ كهنوته لخلاص العالم. لذا نحاورُه بلسان الكنيسة قائلين :

” كلُّنا نحن الذين دُعينا للتنَّعم بالأسرار المجيدة والآلهية نشكر ونسجد بتقوى وحُّب لسّيِّدِ الكل. ونتناولُ بمحَّبةٍ وإيمان جسدَ الأبن المسيح المذبوح من أجل حياتِنا. فطَهَّرَ ذنوبَنا و صالحَ أباهُ معنا بسفكِ دمه، وها هو يُحتفَى به على المذبح وهو عن يمين الآب الذي أرسله، وهو معه واحدٌ ولا يتجَزَّأُ. يُذبحُ يوميًا في العُلى وفي الكنيسة لأجل ذنوبنا دون أن يتألَّم. هلُّموا نقتربُ بنقاوةٍ إلى ذبيحةِ جسدِ مُقَدِّس الكل ونصرخ له كلُّنا معًا ونقول : مجدًا لك يا رب. ثَبِّتْ أُسُسَ كنيستك التي إختَرْتَها لكرامتك. ولا توقفْ حُبَّكَ لها ووعودك لها بأنَّ أبوابَ الجحيم وطغاتَها لن تقوَ عليها أبدًا. ثَّبتْ أبناء تعليمها ليُعلنوا حقيقة عقيدتك. وآزرع أمنك بينهم وسلامك في قلوبهم ليَختفوا بآتّفاقٍ وحُبٍّ صادق بأعيادَك المقدَّسة “. نعم أيُّها المسيح مُخَّلِصُنا ” يا من كتبَ اليومَ عهدَه الجديد بكسر جسده في العلية ” نَجِّ شعبَكَ ورَعِيَّتَك من المُضطهِدين، وكَثِّر معنا أمنكَ وسلامَك. وآرحمنــا “*.