تتلى علينا اليوم القراءات : اش1: 21-31 ؛ تث1: 33-2: 1؛ 1كور14: 1-5، 18 لو12: 16-21
القـراءة : إِشَعيا 1 : 21 – 31 :– يُوَّبخُ اللهُ أهلَ القدس لآستفحال الشَّر بينهم ويُنذرُهم بالعقاب. لكنَّه يُـؤَّكدُ أنَّه يُنقِذُ الأبرار فيًتمَّـجدون.
القـراءة البديلة : تثنية 1 : 33 – 2 : 1 :– تذَّمرَ إسرائيلُ في برِّيةِ قادش وعصا الله فأنذرَهم بأنَّهم لن يدخلوا أرضَ الميعاد ما عدا الذين ولدوا في البرّية.
الرسالة : 1 كورنثية 14 : 1 – 5 ، 18:– يحُّثُ بولس على طلب إقتناءِ مواهبِ الروح القدس، لاسيَّما موهبةِ النُـبُّوة لإرشادِ الناس الى فكر الله الحَّق.
الانجـيل : لوقا 12 : 16 – 21 :– تُحَّذرُنا قصَّةُ الغنِيِّ الجاهل أنَّ الأموالَ لا تضمنُ – حياةَ الإنسان. لذا دعا الرب إلى إستعمال الثروات لعمل الخير للأنسانية.
لنَقرَأْ كلامَ الله بأمانةٍ وآهتمــام
الصلاة الطقسية
ركَّزتْ صلاةُ اليوم على حِفاظ الرسل، بقوَّةِ الروح الذي كان يملأُهم ويُرشدُهم، على هدوءِ النفس في جهادِهم وراحةِ الفكر وآبتهاج القلب رغم ما يلاقونه من معارضة بل وآضطهادٍ بسبب إيمانهم بالمسيح والشهادة له في كل مكان. لم يَكِّلوا في تبشيرهم وجهادهم معلنين الحَّق، طاعةً لله (أع4: 19)، والحياةَ الحَّقة وهم يُحاربون بسيف الروح القدس، وهو الحَّق، ضِدَّ قوَّات الشِّرير. وثقوا بالله وتعلموا منه كيف يُجرون حتى المعجزات (أع3: 6-8؛ 5: 12-16)، تأييدًا لتعليمهم ونُصرةً لعقيدتهم وجهادهم فيتأكدون من أنَّ سعيَهم ليس باطلاً ولا تعبَهم عبَثًا، بل مُبارَكًا من الرب ومُثمرًا (في2: 16؛ 1تس2: 1). كان الروح يُشَّجعُهم و يُزَّودُهم بجرأة التبشير(2كور3: 12) وببذل الجُهد في مقاومة الشرِّير(1طيم4: 10) بالوعظِ والتوبيخ والإنذار، والصبر” في وقته وفي غير وقتِه” (2طيم4: 2-)، و يُسَّلُحُهم بالصمودِ أمام الصعوبات (يع1: 4) وبتحَّمل الضيقات. فكانوا، كما قالت الترنيمة ” سُكارى بالخمرة التي عصَرتها الرمحُ، وهي الدمُ الكريم”. لقد ماتوا بالروح ، مثل مُعَّلِمهم، عن أنفسهم ليحيا فيهم المسيح ويحيا من يُبَّشرونهم :” نحنُ نسَّلمُ للموت من أجل يسوع لتظهرَ في أجسادنا الفانية حياةُ يسوع أيضًا. فالموتُ يعملُ فينا والحياةُ تعملُ فيكم “(2كور4 : 11-12).
الترانيم
1+ ترنيمة الرمش :” الروحُ القدس الذي أُرسِلَ من فوق أنارَ الرسلَ وهَذَّبَهم وكمَّلَهم، هم
الذين أصبحوا كلُّهم زارعي الأمنَ في الخليقة. وجلوا قناعَ العَتَمة عن الخليقةِ كلِّها. و
أعلنوا تجديدًا سماويًا للشعبِ وللأمم. وبينما تحَّملوا بآستمرار عذاباتٍ من المُضطَهِدين
قَوّاهم هذا الروح فتحَصَّنوا وآنتصروا على جميع الشرور، وشفوا بكلمته أمراضًا
مُختلفة. فقد كان معهم مُخَّلِصُنا كما سبقَ فوَعَد. كانوا يوميًا يبتهجون، ماسكين سيوف
الروح القدس ويُحاربون قوَّات الطاغيةِ، مُعلنين الحياةَ الحَّقَة “*.
2+ ترنيمة السهرة:” الراعي السماوي الذي تنازل وخَلَّصَ غَنَمَه لأنَّه رآها قد تبَدَّدَت في
ضلال الوثنية. إختار من صُلبِنا إثني عشرَ عاملاً نشيطًا وملأَهم حكمة القُوَّة التي
أرسَلها من العُلى فعَّلمهم أن يُجروا آياتٍ عجيبة ومُذهلة. وبينما تحَّملوا الضيقات من
مُضطَهِدي الحَّق لم يُهملوا الغنم المُخلَّصَة بالدم الزكي لأنَّهم كانوا سكارى بالخمرة التي
عصرتها الرمح وهي الدمُ الكريم. الذي به غُفِرَتْ ذنوبُنا وشُفيَتْ أوجاعُنا. يا لكم من
مقتولين حَوَّطتم المسكونة بسور إيمانكم الحصين كي لا تبيدَ بمكر المُتمَّرِدْ “*.
3+ ترنيمة الفجـر:” في وقت الفجرنشكر ونسجد للصالح الذي جاءَ بحُّبِه وأخذ طبيعَتنا. و
نجّانا من الموت. وصعد فجلس في السماء تسجُد له جموعُ الملائكة “*.
4+ ترنيمة القداس:” أيُّها الوكلاءُ الحُكماء مُدَّبرو الكنيسة وَّزعوا ثروةَ النعمة التي أُؤْتُمِنتُم
عليها. قَسِّموها بالتساوي دون مراءاة. دينوا بالعدل وآبحثوا عن الأستقامة. وكونوا مثل
العبيد الذين ينتظرون سَيِّدَهم ويحفظون بآحتراس وصاياه “*.
التعليم
لقد إستلمَ الرسلُ نورَ الحقيقة من يسوع وقَلَّدَهم الروحُ سيفَ الحنانِ والرحمة لمحوِ عُنفِ الأبالسة وإرهابِهم، كما أفادت ترتيلةُ قلتا. فأخلاقُ أبناء الله تتماشى مع بنود إيمانهم. تلك وديعةٌ إستلمها الرسل وسَلَّموها لخلفائِهم (1كور11: 23) مُشَّددين على الحفاظ عليها (1طيم 6: 20). حرسوا عليها بأمانة وتقَّيدوا بمضمونها فصارت حياةً ينقلها الروح، جيلا بعد جيل ، الى” الملافنة والكهنة “، كما نوَّهت ترتيلة للمجلس، أي رسل كلِّ زمان. تلك الوديعة التي نحيا على ضوئِها وبها مستَمِّدين منها، بدورنا، عونَ الروح. تلك الوديعة نعمة الله لنا فدعت الصلاة ترنيمة القداس وكلاءَ المسيح أن يسهروا على إيصالها للمؤمنين عن طريق التعليم وتوزيع الأسرار” بعدالة ومساواة دون مراءاة “، وتشملنا اليوم، فـ” يليق بنا أيضًا ويجب ” أن نوصل محتواها وثمارَها، الحَّق والعدل والأستقامة، الى جميع الناس بدءًا من المؤمنين بيسوع المسيح.
وأقام الربُّ الرسلَ صَيّأدين للبشر(متى4: 18-22). وقالت ترنيمة شوباحا :” فرش صَيَّادو السمك الشِباكَ ( وديعة الأيمان ) في الخليقة : فكبسوا العالمَ في مَصيَدةِ أقوالهم * وبتعليمهم هذا فلحوا الأرضَ المليئة بالأشواك : فأنبتَ حضنُها ثمارَ المجد لخالقِها “. كانت بشارتهم جديدة نشروها في كل الجهات. وآستأصَلوا، كما قالت إحدى الترانيم، ” الدغَلَ الذي زرعه الشَّريرُ بزؤانِه. زرعوا بَدَلاً منه زرعًا جَـيِّدًا بتعليمهم”. وأعطوا المثال بحياتهم. فـ” صلبوا العالم وشهواته في أعضائِهم”، مُستَأصلين الدغل والأشواك، و” تحَّملوا ثِقلَ النهارِ وحَرَّه “، دون تذَّمرٍ أو تشَّكٍ، و” بذلوا أنفسَهم من أجل سَيِّدِهم محَبَّةً، حتى تَـتِّمَ لديهم ضماناتُ وعودِه فيرثوا خيراتِ أبناء الملكوت”. وقد نالوا ذلك الرجاء. قالت ترنيمة التناول:” إقتنى القِدّيسون ملكوتَ العُلى بآلامِ الزمن. ولم يحسبوا شيئًا في الخليقة يوازيها. فيا إخوتي لِنَـجْر ِ نحن بحُّبٍ نحو الآلامَ التي تحَّملوها، كي ندخلَ معهم ذلك الملكوت الذي لا يزول “.