ألمسيح أبنُ داود !

أهلا وسهلا بالأخ ايفـان يعقوب

سأل الأخ ايفان : ## لماذا نقول المسيح ابنُ داود ؟

نسبُ يسوع المسيح إبن داود إبن ابراهيم !

هكذا عنوَن متى إنجيله وبهذه الآية إفتتحَهُ (متى1:1). وهكذا لقبه أعميا كفرناحوم طالبين منه الشفاء:” رحماكَ يا آبنَ داود “(متى9: 27)، وأعمى أريحا ” رحماك يا يسوع ابن داود”(لو18: 38). وتسمية يسوع المسيح بآبن داود جاءت لسببين : الأول: يسوع يُعتبَرُ ابنَ النجار يوسف بن عالي الذي هو من سلالة داود(لو3: 23-31؛ متى1: 1-16). وقد استنكر اليهود مرة حكمة يسوع وثقافته العالية فقالوا :” أ ليس هذا ابن النجار؟… من أين له هذه الحكمة وتلك المعجزات “(متى13: 54-55). وثانيا : لأنَّ اليهودَ كانوا ينتظرون مُرسَلاً من الله (وهذا تعنيه كلمة : المسيح) يُخلصهم من الأمم ويُعيد اليهم دولتهم المفقودة ولن يكون لحكمه نهاية. هكذا قال اشعيا :”ومملكته تكون في سلام دائم. يوَّطدُ عرشَ داود ويثبتُ أركان مملكته على الحق والعدل”(اش9: 6).

يعطيه الرب عرشَ داود أبيه !

وهذه النبوءة نفسها تستندُ الى ما سبقها من وعد الله لداود الملك. بعد إستتباب الحكم لداود والقضاء على أعداء شعب الله فكر داود وأخبر بها ناثان النبي وهي :” أنا مقيمٌ في بيت من أرز، وتابوت العهد في خيمة”؟. وعنى بذلك أنه ينوي أن يبني بيتًا/هيكلا لله حيث يضعون أدلة حضوره بين شعبه. فأوعز الرب الى النبي ما بَلَّغه إياه:” أ أنتَ تبني لي بيتا لسكناى؟. … أنا الربُ أخبرُك أني سأُقيمُ لك ذرية… وأقيم خلفا لك من نسلك الذي يخرج من صلبك وأُثَّبتُ مُلكَه… وعرشك سيكون راسخا الى الأبد ” (2 صم 7: 2-16).

وهذه النبوءة قد تحققت في ميلاد يسوع المسيح. لمَّا بشَّر الملاك مريم العذراء أخبرَها قائلا: ” ستلدين ابنًا تسَّمينه يسوع، .. ويوليه الله رَّبُنا عرشَ أبيه داود، ويملكُ على بيت يعقوب أبد الدهر، ولن يكون لمُلكِه إنقضاء “(لو1: 30-33). فيسوع هو ابن مريم زوجة يوسف ابن داود(متى1: 16). فيسوع يرتقي في نسَبِه الأنساني الى داود الملك. فهو ابنُه كما هو ابنُ ابراهيم وآبن آدم (لو3: 23-38). وكان يحلو ليسوع أن يُسَّميَ نفسَه ابن الأنسان. وقد فعل ذلك منذ بدء رسالته(متى8: 20؛ مر7: 10)، ولاسيما في المواقف الرسمية كما فعل عندما سأل تلاميذه عن رأي الناس فيه ،فقال :” من هو أبن الأنسان على حد قول الناس ؟.. وكان يعني نفسه إِذ وجَّه السؤال عن راي الرسل أنفسهم فقال” ومن أنا في رأيكم”؟(متى16: 15) ؛وفي جلسة محاكمته الرسمية أجاب على رئيس الكهنة” هل أنت المسيح ابن الله الحي”؟ ردَّ :” أنت قلتَ.. سترون بعد اليوم ابن الأنسان جالسا عن يمين القدرة”(متى26: 64).

لكن لقبه الرسمي والمعروف لدى الشعب هو ” ابن داود”، للأسباب المذكورة أعلاه. وحتى ناقش يسوع الموضوع مرة مع الفريسيين فسألهم:” ما قولكم في المسيح؟ ابن من هو؟. قالوا له: ابن داود. قال لهم: فكيف يدعوه داود ” رَبًّا “؟… فاذا كان داود يدعوه رَبَّه، كيف يكون ابنَه؟. لم يستطع أحد أن يجيبَه “(متى22: 42-46). لم يستطيعوا أو لم يريدوا لأنهم رفضوا أن يعترفوا بأن المسيح هو الله المتجَّسد.

القس بـول ربــان