الأحد السابع والثامن للدنح

للعلم : حولت الصلاةُ القاريءَ الى الأحدِ الثامن. وقبل بدء صلاة رمش الأحد الثامن

    تُقْرَأُ الملاحظةُ التالية : يجب أن تعرفَ أنَّ هذا الأحد لا يقوم وحدَه إلا كل خمس و

    عشرين سنة. في بقية السنين يُدمَجُ مع سابقِه الأحد السابع. وصلاته هي”حرايى”.

1+ كل 25 سنة معلومة خاطئة وقعت ربما سهوًا. لأنَّ كلَّ ما وقعت القيامة بعد 20/ 4

    يقع بين الدنح والصوم ثمانية آحاد. يُصَّلى عندئذٍ الأحد الثامن لوحده، بينما يكونون

    قد سَبَّقوا الأحد السادس للدنح على الخامس. والدليلُ على سهو المعلومة أننا عيدنا

    القيامة سنة 2000 و2011 في 24/ 4، و2019 في 21/ 4. وسنُعَّيد في 21/ 4 أيضًا

    سنة 2030 و 2041 و2052 ، و22/ 4 في 2057 و2068 ، و23/ 4 في 2079، و

    24/ 4 في 2096 و2106. مدة قرن واحد لم يرتفع الفرق أكثر من 16 سنة. وتردَّدَ

    في البقية بين 5 و 11 سنة. وفي كلِّها يُصَّلى ثمانية آحاد بين الدنح والصوم.

2+ من المفروض أن يُختم كلُّ سابوع بأحد ” حْرايى “. والأحد السابع هو ” قذمايى”. 

    عند وجود سبعة آحاد فقط، كنا ندمج صلاة الأحد الثامن مع السابع. فتنقلب الصلاة

    الى حرايى. سينودس عام 1967م منع الدمج وجرت العادة، دون قرار رسمي، أن

    يختار المسؤول أيَّ أحدٍ يصلي إنما تكون الصلاة في ” حرايى “، مثل السعانين. 

تتلى علينا اليوم القراءات  :  اش42: 5-9+14-17؛ تث14: 2- 15: 4 1طيم6: 9-21 ؛ متى7: 28- 8: 13

القـراءة : اشعيا 42 : 5-9 + 14-17 :– الله هو الخالق ومبدأُ الحياة. إختارَ شَعْبًا ليشهد للحَّق فيكون نورًا لغيرِه، لكنَّه خان العهد فيُنذِرُه الله بتشتيتِه بالسبي.

القـراءة البديلة :  تثنية 14 : 2 – 15 : 4 :– يأمرُ موسى الشعبَ أن يَدفعوا عُشرَ كلِّ ما يملكون ، يُخَصَّصُ لخدمةِ الهيكَلْ واللاويين والغُرباء والفُقراء والأرامل. و أيضًا أن يتركوا كلَّ سبعَ سنواتٍ ديونَهم على بعضِهم.

الرسالة : 1 طيمثاوس 6 : 9 – 21 :– الغِنى فَخُّ الشرور وأصْلُها إِذْ يُبعِدُ عن الأيمان. لذا يوصي الرسولُ بالبِرِّ والتقوى والمحَّبة والوداعة.

الأنجـيل : متى 7 : 28 – 8 : 13 :– يُنهي يسوعُ خُطبتَه على الجبل، ويُجري أشفيةً عديدة. إنَّه طبيبُ الأجسادِ والأرواح.

لِنَقْرَأْ كلامَ الله بحُبٍّ وآحترام

الصـلاة الطقسية

يسوع المسيح هو شمسُ الحقيقة التي أنارت الأنسانية يوم عماده فظهرت حقيقة الثالوث وتأكَدَّت رئاسة المسيح، بناسوته، للبشرية الجديدة التي خلقها بتجَّسِده، خاصَّة للمعتمدين بآسمه. كما ثبُتتْ إنسانية المسيح الذي قال ” أنا واحدٌ منكم”. فبآسم الأنسان قبلَ توبَةَ العماد وبآسمه صارَع أبليس عدُّوَه وآنتصرَ عليه فحَرَّرنا منه. وهذا المسيح يقول لأتباعه وللعالم  ” تشَّجعوا ولا تخافوا. أنا غلبت بالجسد والروح “، واُعطيكم يوم تعتمدوا أن تغلبوه أيضًا. لأنّي أحرقُ خطاياكم وأُطَّهر أجسادكم بالروح الذي يحِّلُ عليكم يوم عمادكم.

الترانيم  

1+ ترنيمة الرمش : “ظهرتْ لنا في عماد رئيس جنسنا الأقانيم الثلاثة للوجود، السِرِّ

     المخفي في ربِّنا الذي إعتمد. والروحُ القدس نزلَ وحَلَّ في شكل حمامة على رأس ذاك

     الضياءِ الذي من بيت داود. الآب الذي صاحَ وأعلن أمام أعين المشاهدين رِضًى عجيبًا

     مليئًا بالإندهاش. تبارَكَ الذي صار في حُبِّه إنسانًا وأنقذنا بعمادِه فطَهَّرَنا وقدَّسَنا. و

     بآغتسالِه غسلَ ذنوبَنا. له المجد “*.

2+ ترنيمة السهرة : ” المجدُ لك لأنَّك أبطلتَ بقُوَّتِك معركةَ الشيطان المُضادة، عندما

     إعتمدتَ في الماء ثم خرجتَ الى البريّة، والعدُوُّ الذي أرادَ أن يغلبَك بحيَلِه الشِرّير

     ةتقَوَّيتَ وغلبتَه بقُدرتك العظيمة وأبطلتَ سُلطانه. وشَدَّدْتَ عبيدَك وقلتَ : تشَجَّعوا ولا

     تخافوا لأني أنا الذي منكم غلبتُ العالم بالجسد والروح “*.

3+ ترنيمة الفجـر : ” الشمسُ التي أشرقت في اليهودية شوهِدَت في كُلِّ الجهات على يد

     المبَّشرين بالملك المسيح. فهو الذي رآهُ إشعيا إبن عاموص بعين الفكر، وأعلنَه للأمم

     بالتجَّلي الذي يُضيءُ لهم “*.

     ܫܲܒܲܚ. تجَّلى السِرُّ لإِرَمْيا النبي بعين الروح في قلبِه بخصوص ذاك الضياءِ الذي من

     بيتِ داود لأنَّك به أَنَرْتَ بأُعجوبة بواسطة ظهورك من العُلى. ودعاهُ النبي < روحُ

     صورتنا يُحيينا > “*

4+ ترنيمة القداس :” قَبَّلَ إِشَعْيا نارًا بجمرة ولم تحترق شفتاهُ، بل تطَّهرَ إِثمُه. ونارًا في

     الخبز يتناولُ المائتون، تحفظُ أجسادَهم وتُحرِقُ ذنوبَهم “*.

التعليم

أمران جلبت الصلاةُ الإنتباه اليهما : الأول، يسوع المسيح واحدٌ منا. لم يتأَّنَس لذاته فيكتسب شيئًا ينقُصُه أو يُحَّسِنُه. إنه واحدٌ منَّا لأنه إتَّخذ وضعنا كما هو. ولأجل ذلك تخَّلي عن مجدِه الألهي، السابق لتجَّسُدِه (في2: 7؛ يو17: 5). لم يتخَّلَ عن قداستِه وبرارته بل أخذ الناسوت الذي كان لآدم قبل أن يخطأ حتى يقدر أن يُعيدَ الجميعَ الى حالة الأنسان قبل الخطيئة. لن يرجعوا اليها بالولادة بل بالمعمودية، بفعل الروح القدس. وبما أنَّه أولُ من نال المعمودية فأصبح البكرَ والرأسَ  للناس المُجَدَّدين (رم8: 29). و وحدته معنا ليُغنيَنا نحن ويُشركنا بنعمتِه وقدرته، ويضمن لنا حياة نعيم الفردوس.

الثاني، أن هذا يسوع المسيح هو نفسُه الذي وصفه إِشَعْيا النبي في رُؤاه فقال عنه :” أُعطيَ لنا إبنٌ  جُعلت الرئاسة على كتفه ودُعيَ إسمه عجبًا مشيرًا قديرًا أبديًا رئيسَ السلام” (اش9 : 5) وعمانوئيل أي ” الله معنا” (اش7: 14؛ متى1: 23)، وسيصفُه نورًا لهدايةِ الأمم و خلاصِها (اش 42: 6؛ 49: 6؛ 52: 10؛ لو2: 31-32)، ” فيُضيءُ للقاعدين في الظلام وفي ظلال الموت، ويهدي خطانا في طريق السلام” (لو1: 79). وهو الذي تنَبَّأَ عنه إِرَمْيا قائلاً:” أما العهد الجديد الذي أُعاهدُ به بيت إسرائيل ..هو هذا: أجعلُ شريعتي في ضمائِرهم وأكتُبُها على قلوبِهم، وأكون لهم إلَهًا وهم يكونون لي شعبًا” (إر31: 33). وهذا يسوع يبقى إلَهًا أزليًا تسربل الناسوت فمجَّده. قال :” يا أبي، أنا مجَّدتُك في الأرض حين أتممتُ العملَ الذي أعطيتني لأعملَه. فمَجِّدْني الآن عند ذاتِك بالمجد الذي كان لي عندَك قبل أن يكون العالم ” (يو17: 4-5). وكان عماد المسيح نقطة الأنطلاق لعودة الأنسان الى مجده الأول في الفردوس في شخص المسيح ” آدم الثاني المُحيي” (1كور15: 45).

الصلاة  .

بهذا المعني قالت إحدى الترانيم: ” حبلت المعمودية أجِنَّةً لا يموتون…أصبحوا أختانًا روحيين لأن الملك المسيح يسكن فيهم. طاروا فصعدوا الى.. قدسِ الأقداس الذي لا يزول، وقتلوا الموتَ القاتِلَ الذي قتل آدم وعشيرته. وها هم يُنشدون ” أيُّها الموت أين شوكتُك”؟. لقد بطل. من الآن وللأبد لا سُلطانَ سلطان لك أن تقتل وتُفسِدَ آدم وأولادَه. فالمسيحُ إنتصر ونَصَّرنا. فالشكر لآبن سيِّدِ الكل”.

وصفت ترنيمة أخرى المُعَّمَدين بأن عمادهم دعوةٌ الى المشاركة في وليمة ختن السماء، التي أقامها اللهُ الملكُ لعرسِ آبنها المسيح (متى22: 2)، و دعتهم الى التزَّين ببدلة الروح القدس التي نسجَها لهم يوم عمادِهم. دعتهم نُدماءَ فسألتهم أن يُعِّدوا مصابيحهم بزيت المحبة لئلا يُرفضَ لهم الدخول الى نور المسيح (متى25: 11-12)، مُنهيةً توصياتها بـ:”يا من سباهُم الشّريرُ بحسَدِه هلُّموا خذوا مجّانًا سِرَّ الخلاص و تقَّدَسوا بقُوَّة النعمة “.

قالت ترنيمة المدراش في إحدى فقراتِها :” مسَحَه كاهنًا ونبِيَّا بروح القدس وهو بعدُ في البطن العاقر بقُوَّته الألهية. وربَّاهُ بالرؤَى وشَدَّده ضدَّ المخيفين، وأرسله سفيرًا لحُبِّه بصورة إيليا “. يدور الكلام عما فعله يسوع ليوحنا المعمدان. النبي هو من يكتشف حقيقة مشيئة الله ويُعلنُها ويلتزم بها. والكاهنُ هو الذي مسحَه الله وخوَّله من سُلطانه ليخدم أمام الله يُقَّدمُ له ما للأنسان، من بِرٍّ أو فساد، ويَحصلُ للناس رضى الله وغفرانه مع بركاتِه ونعمِه. فيوحنا إستقبل وحيَ الله وبَّلغه ليسوع فعَمَّده. وعرف أن يسوع هو المسيح المنتظر فأعلنه للناس ودعاهم الى إتّباعِه ” له ينبغي أن ينمو ولي أن أنقص”. لم تكن شهادته على حقيقة المسيح ليكبر هو في عيون الناس ويقيم لنفسِه جماعته الخاصَّة. بل أدَّى شهادة الحق، قولاً وفعلاً، ليتبع الناسُ المسيح.

و لمَّا يعتمدُ الواحدُ بآسم المسيح يقيمه يسوع لنفسِه ” كاهنًا ونبيًّا “. كشف له يسوع ذاته و الحقيقة كلَّها فعلى المسيحي المُقام كاهنًا ونبيًّا أن يتعَّلم من يسوع ويقتديَ بيوحنا فيشهد للحقيقة التي تلَّقاها. لا يتنَّبأُ عن المستقبل ولا يخدم كاهنًا في الهيكل وفي توزيع الأسرار، ولا ينوي تشكيلَ حِزبٍ له. لا. إنَّما يعيشُ بما تعَّلمه من المسيح، ويكهنُ في تقديم خدمة المحبة ونشر إنجيل المسيح ليستنير به كلُّ إنسان. كلُّ مُعَّمدٍ إذًا رسولٌ أمام يسوع مثل يوحنا ينشر نور إيمانه ليَراه الوثني والملحد فيتعَطَّرُون بعطر محبة المسيح ويعتمدون بآسمه، ليتمَّجدوا معه للأبد.

الأحــد الثامن للدنح

تتلى علينا اليوم القراءات :  اش44: 23-45: 3  ؛ خر15: 22-27  أف1: 15-2: 7؛مر1: 1-11

القـراءة : إشَعْيا 44 : 23 – 45 : 3 :– يؤَّكدُ النبي على أنَّ اللهَ خالقُ الأنسان فلا ينساهُ ولا يُعاملُه بذنبِه، بل يُسامِحُه ويُساعِدُه ليحيا بهـناء.

القـراءة البديلة : خروج 15 : 22 – 27 :– بعد عبور البحر وصلَ الشعبُ الى مارَّة. وجدوا ماءَها مُرَّا. ثمَّ آنتقلوا الى أيليم قربَ واحةٍ فيها ماءٌ وشجرُ النخيل.

الرسالة : أفسس 1 : 15 – 2 : 7 :– رجاءُ المؤمن عظيمٌ ومجدُه مضمونٌ بالمسيح الذي هو فوق كلِّ سلطةٍ وقُوَّةٍ وإسمٍ، وقد فدانا بنعمةٍ مجّانية من عندِه، نحصلُ عليها بالأيمان.

الأنجـيل : مرقس 1 : 1 – 11 :– يُعلنُ مرقس أنَّ يسوعَ هو المسيحُ المنتظر، إبنُ اللهِ الحَّي، الذي أخبرَتْ عنه الأنبياء، وهَيَّأَ له يوحنا المغمدان.

 لِنَقْرَأْ كلامَ الله بآنتباهٍ وآهتمام

الصـلاة الطقسية

ما حدث في العهد القديم من فصح وشريعةٍ وسحابة نور وحتى موسى نفسُه كانوا رموزًا وصورًا تشير الى ما سيحدُث في العهد الجديد على يد المسيح. كان هناكٌ فصل بين أهل السماء وأهل الأرض وظلامٌ وخوفٌ وزوال، أمَّا بعماد يسوع فآنقلبت الأمور الى فرح و وحدةٍ ونور. لقد تغَّيرت وصار كلُّ شيءٍ جديدًا (2كور5: 17). لقد حَوَّل الربُ النظامَ القديمَ الحرفي الجسدي، نظامَ شريعةِ موسى، الى” نظام الروح الجديد”(رم7: 6). والمُعَّمَدُ بآسم المسيح ” يسلك سبيل الروح” (رم8: 9). وأقام المسيح عماد الروح بابًا للنظام والحياة الجديدين وأعطانا الثقة والضمان بأنَّه كنزٌ لا ينضب.

الترانيم الأربع

1+ ترنيمة الرمش : ” زالَ ظِلُّ الشريعة بالنعمةِ التي تجَّلتْ. كما نجا بالخروف العبرانيون

     من عبودية المصريين هكذا تحَرَّرت الشعوبُ أيضًا بظهور رَبِّنا من الضلال. وعوض

     عمودِ سحابِةٍ من نور كان يُضيءُ أمامَ الشعب، ظهرَ شمسُ البِرّ. وعوضَ موسى جاءَ

     المسيح وخلَّصَ فأنقذَ نفوسَ كلِّنا. فله نرفعُ المجد والشكرَ طوالَ الأيَّام “*.

2+ ترنيمة السهرة : ” بالظهورٍالعجيبٍ والمُذهِل الذي شُوهِدَ في أرض اليهود إرتفعَ الناسُ

     والملائكة من الحزن والفساد. وبعماده المقَدَّس والمجيد والروحاني أوْلَمَ ودعانا إلى

     عرسِ الحياة الجديدة. و وَحَّدَ بين الروحانيين والجسدانيين. وفي أعيادِه يُسَّبحون لاهوته

     ، وبالتهاليل يُعَّظمون أباه وروحَه ، وأجواقُ القدّيسين يُبَّجلون يوم ظهورِه. ونحن الذين

     تأَّهَلنا أيضًا نسجُدُ معهم ونقول: يا إِلَهَنا الغزيرَ المراحم، سَيِّدَ الكل ، المجدُ لك”*.

3+ ترنيمة الفجـر: ” تبارَكَ الذي بعمادِه قدَّسَ لأجل خلاصِنا حِضنًا مُطَهِّرًا في سِرِّ مجدِه”.

4+ ترنيمة القداس : ” الثقةُ التي لنا بمراحمِك يا ربَّنا تحُّثنا على أن نسألكَ المغفرة. يا رب

     لا لأننا نستحِق، بل لأنَّك أنت تُبَّررُ مجّانًا الذين يدعونك بحَّقِ مراحم نعمتك الفائضة”*.

التعليم

قالت ترنيمة القداس بأنَّ كل الحقائق التي كشفها لنا عماد المسيح والخيرات الجمَّة التي أغدقها علينا لم نستأْهِلْها. فلم يُجرِ اللهُ ما جرى يوم ظهور المسيح للأنسانية لأنَّنا صالحون وكُنَّا نستحِّقُ ذلك. بل لم نتجاسر نحن حتى أن نطلبَها منه لأننا كنا خاطئين. حُبُّه الغامر دفع رحمته العارمة إلى فعلِ ذلك” مجّانًا “. نادر أن يفعله الأنسان. المسيح فعله. قال بولس:” قد يجرُؤُ أحدٌ أن يموتَ من أجل إنسان صالح. لكنَّ اللهَ برهنَ عن محَّبتِه لنا ونحن بعدُ خاطئون ” (رم5: 7). هذا لم يقوَ عليه موسى، ولا إٍسْتحَّقَتْه أعمالُ شريعته. فالشريعة من موسى كما قال الأنجيل (يو1: 17) وأكَّدَه الرب يسوع نفسُه (يو7: 19، 23؛ 8: 5) وآعترف الرسل بذلك (أع15: 1 ، 5). إنها شريعة البشر(يو8: 17؛ 10: 34) عجزت عن إنقاذ الأنسان و فكِّه عن دينه لأبليس (أع13: 39). كانت ناقصة وآختصَّت بالجسد تصبو الى المسيح حتى يُكملَّها بالنعمة والحَّقِ (يو1: 17) والمحبة (رم13: 8-10). وتلك شريعة موسى التي كانت فقط ” ظِلًّا وصورة ” و” مُؤَّدبًا لنا الى أن يجيءَ المسيح حتى نتبَرَّرَ بالأيمان (غل3: 24) فقد ” ألغاها يسوع ، بجسدِه، .. بأحكامها ووصاياها ليخلقَ في شخصِه من اليهود والوثنيين إنسانًا واحدًا جديدًا ” (اف2: 15). يُحِّلُ اللهُ شريعَتَه على يد المسيح في ضميرالأنسان، عقلِه وقلبه (عب 8: 10؛ 10: 16).

الصلاة

أصبح عماد المسيح نورًا مُشِّعًا للحَّقيقة، وكنزًا فائضًا للخيرات، إليه يستندُ عمادُنا ومنه ينالُ ضمانَ حياةِ المسيح وخيراته، وبقُوَّتِه يسلُك المسيحي سبيل الروح للتجَدُّد والإكتمال. قالت ترنيمةٌ ” سَبِّحْ “: ” أشرقَت في المسكونة شمسُ بهيَّة وشهية، فأنارت الخليقة كلَّها، وآقتنتْ رجاءًا ثابتًا. وآنطفأَ ضلالُ الشيطان أمام ضياءِ أَشِعَّتِه. وآنحَّلَ سُلطانُ الموت عن الناس. و ها هي الخلائقُ كلُّها تسجُدُ للمسيح الذي جاءَ فخَلَّصَنا. تبارَكَ المسيحُ الذي بعمادِه إستَأْصَلَ ظلامَ الضلال “. لقد أزال غشاوة الفكر والقلب ليعملا روحيًّا لا جسديًا فقط. ويحيا الأنسانُ صورته الألهية أكثر من صورته الترابية.

وفي ترنيمة أخرى تطَرَّقت الصلاة الى صوم المسيح وإلى قيامتِه. قالت :” بصومِه المقدس قوَّانا لنُجاهِدَ ونحاربَ العَدُّوَ ونتغَّلبَ على جميع حِيَلِه. وبقيامتِهِ، بلا فساد، جدَّدَ الخلائقَ كلِّها . تبارَك المسيحُ الذي بعماده خلَّص جنسنا كلَّه “. فأحداثُ حياة المسيح كلِها مرتبطةٌ ببعضها . تبدَأ بظهوره وكشفِ ذاتِه للبشر في عماده، لِتُتابع مسيرة تنفيذ تدبير الخلاص وتحقيقه ، حَدَثًا بعَد حدث ، وتنتهي بعودته الى السماء بعدَ أن زرعَ روحَه في الرسل والتلاميذ ودَرَّبَهم على نموذجه ثم سَلَّمهم مُهِمَّتَه واعدًا حضوره معهم وعونه تأييدًا لهم (مر16: 20).