لُقاح كورونا .. والدعايات

أهلا وسهلا بالسائل الكريم

رجا الأخ السائل عدم ذكر اسمه. وسألَ سؤالين :

  • كثيرون مدنيون ورجال الدين ينصحون بعدم قبول اللقاح لأنَّه ” وشم وحش سفر الرؤيا فسيؤذي لأنه يُقَيِّدُ  سَفَرَ المُلَّقح ومشترياته ” ، وغيرهم ينفون ذلك. والأشكال هو أنَّ بعض المنتقدين او المشجعين هم ” رجال دين معروفين”. فما رأيُك؟.
  • هل ستأخُذ أنتَ هذا اللقاح ، أبونا ؟.   

وشمٌ يُؤذي !

لن يتوَقَّفَ الشرُ من العالم. والحياة مليئة بالأشرار كما بالأخيار. والله يُنزلُ مطره على الأخيار والأشرار. إلى الآن لم يستتبْ المُلكُ لآبليس، بل لقد أُدين (يو16: 11)، ولا قدرة له على المسيح وإخوته أبناء الله. فقد غلب يسوع العالم لنفسه ولنا (يو16: 33). فمهما كانت قوة الوحش خطيرة لن تخيف من يتكل على الله. فليس عدلاً ان نهتَمَّ فقط بمصادر الشر و نهمل كُلّيا أبَ الخير وكل هبة صالحة (يع1: 17)، الذي فدانا على الصليب !؟. وإن كان سِفرُ الرؤيا قد نبَّهنا أن الوحش، التنين القديم، لن يُبطل عن جَرِّ الأنسان الى الهلاك ويطلب العبادة له، فلم يكن ذلك حتى نخاف أو نتشَّكى منه بل لكي لا ننغّشَّ بإغراءاتِه ونقاومَ رغبته و محاولته حتى لو تألمنا بسبب أيماننا ومحبتنا للمسيح. يُخَّبرنا لئلا نتفاجَأَ فنحتار بل لنستعِّدَ للثبات في إيماننا (يو14: 29).   

أمَّا عن اللقاح نفسه فلستُ أنا خبيرًا لأقرر جودته أو سوءَه. لا يعقل أن الدول تتصارع بينها لأجل الإساءة الى البشرية. يكون ابليس عندئذٍ قد إنقسم على نفسِه. وعند ذاك يخرب بيته وليس بيت الله. قام صراعٌ ومنافسة شديدة بين الشركات المنتجة للقاح بهدف سبق السمعة والكسب المادي. برز أيضا صراعٌ مريرٌ بين الشركات أو الدول المحتكرة للجُرَع إمَّا للتفَرُّد بمنفعة مواطنيها على حساب غيرهم، وإما أيضأ للمصلحة الخاصّة. فكثرت الدعاية الخاصّة من كل شركة لدوائها، والدعاية المضادة  لكسر قيمة الدواء المقابل. إنها حربٌ تجارية ولم تظهر الى الآن النتائج العملية لمفعول اللقاحات المختلفة. فلمعرفة أفضليتها أو إمكانية إستعمالها يجب معرفة موقف الأمم المتحدة عنها عن طريق منظمتها World Health Organisation ، فهي الأجدر أن تُقَـدِّمَ أفضل نصيحة.

أمأ أخلاقيًا ومن الناحية الدينية فقد أصدر الفاتيكان بيانًا بإمكانية إستعمال اللقاح بضمير مرتاح. وقد تطرقتُ اليه بالتفصيل في جوابٍ بتأريخ 2021.01.13 بعنوان :” موقع : قلب مريم المتألم الطاهر”، ونشرتُ مقتطفاتٍ من تعليم الفاتيكان. ولستُ أنا ، أو غيري، من رجال الدين في موقف أفضل من موقف الكنيسة الرسمي.

لو وصل عندي الدور للقاح عندئذ استشير طبيبي هل ينفعني أنا في وضعي الصحي الحالي أم يضُرُّني. قبوله أو رفضه ليس متعلقا باللقاح كلقاح بل بنتائجه على الصحة الفردية. أما كلقاح وأخلاقياته فلا إعتراض لي.