أهلا وسهلا بالأخ عماد يوسف جميل.
كتبَ الأخ عماد يستفسِرُ” حولَ مقدمة إنجيل القديس يوحنا حولَ أنَّها إِضافة. هل يمكن توضيحُ ذلك ” ؟.
مقدمة الأنجيل !
ليست المقدمة (يو1: 1-18) إضافةً على الأنجيل بل هي جزءُ أساسيٌّ منذ كتابته، تُشيرُ نوعًا ما الى المواضيع التي سيتطَرَّقُ إليها الأنجيل. فآلايات 1-5 تُذَّكرُ بالخليقة الجديدة في المسيح بإزاء الخليقة الأولى (تك1: 1-5) حيثُ بدءٌ ونورٌ وحياةٌ ومياهٌ وكلامُ الله ” ليكُن … فكان”. وهنا كلمة الله الأزلية ” الذي به كان كلُّ شيء”، وهكذا إرتبط العهدان ، القديم والجديد، وتجدَّدت الحياة ” نور الناس”، التي يضمنها المسيح.
يعتقدُ بعضُ نُقَّاد الكتاب ومفسِّريه أن يوحنا ” إستعملَ نشيدًا يحتفلُ بالمسيح بصفته كلمة الله الأزلي. نشيدًا أشارت اليه رسائلُ بولس وآستعملته الليترجية المسيحية في كنائس آسيا الصغرى، ويُرَجَّح أن الكاتب توَسَّع فيه للإشارة الى بعض مواضيع إنجيله الجوهرية”.
الإضافة في خاتمة الأنجيل !
يُجمعُ النُقَّادُ والمفَّسرون على أنَّ إنجيل يوحنا أُضيفت إليه خاتمة ثانية، إمَّا على يد يوحنا نفسِه أو بعلمه وعلى يد أحد تلاميذه. يُلاحظُ القاريءُ اللبيب أن الفصل العشرين ينتهي هكذا :” و أتى يسوعُ أمام التلاميذ بآياتٍ أُخرى كثيرة لمْ تُكتَب في هذا الكتاب. وإنّما كُتِبت هذه لتؤمنوا بأنَّ يسوع هو المسيح ابنُ الله، ولتكون لكم إذا آمنتم به الحياةُ بآسمِه” (يو20: 30-31). قبل هذا لم يذكر الأنجيل الحدث الذي سيذكره بعده في الفصل الحادي والعشرين. يُشبه ما ذكره لوقا عن الصيد العجائبي (لو5: 1-11)، لكنه يختلف بمضمونه الأساس إذ يشيرُ الى فترة بعد القيامة وبدء البشارة ، لتُثَّبت رئاسة بطرس التي بدأ البعضُ يشُّك فيها ، بدءًا من بطرس نفسه الذي يتظاهر وكأنه يتراجع عن تبعية يسوع بسبب نكرانه له وعدم أهليته للرئاسة المُعلنة منذ بداية بشارة المسيح. بطرس يُعلن رغبته بالعودة الى الصيد ” أنا ذاهبٌ للصيد”. يتبعه ستةٌ آخرون. والصيد في سفينته التي يقودها ( الكنيسة). ولم يتعَرَّف بطرس على يسوع إلا بعدما أخبره يوحنا. لكنه أول ما عرفه لم يتأخر عنه لحظةً بل أسرع اليه (يو21: 7) كما أسرع لرؤيته أول ما سمع بظهوره (يو1: 40-41).
يختم الفصل بتكرار قوله ” وأتى يسوع بأمور أخرى كثيرة، لو كتبت ..”. وهذا يؤَّكد على إضافته، رغم توافق أسلوبه مع بقية فصول الأنجيل. ومضمون الآيتين الأخيرتين لا يدعُ شَكًّا في إضافتها إذ قالت عن كاتب الأنجيل :” وهذا التلميذ ( الذي أحبَّه يسوع ـ آية20) هو الذي يشهدُ بهذه الأمور، وهو الذي كتبها ( ما جاء في الأنجيل. وربما حتى الإضافة : 21: 1-23)، ونحن نعلم أنَّ شهادته صادقة ” (يو21: 24). والآية الأخيرة تنهي الأنجيل (21: 25) مُؤَّكدةً أنَّ الأنجيل لم يُدون عن يسوع كلَّ شيءٍ، مجدِّدةً، ضمنيًا، الدعوة الى الإيمان بيسوع.