العـلاقة مع المسيح

أهلا وسهلاً بالأخ وليد عبدالمسيح.

كتب الأخ وليد يسألُ :” هل يجبُ على مَن إقتبَلَ المسيح في حياتِه ، من العربية الى المسيحية، أن يُعلنَ مسيحـيَّـتَه ؟  أم هي علاقة شخصية بينه وبين المسيح فقط، وليس بمُهِّمٍ إعلانُها”؟. ثم أضاف :” سؤالي لأنّي أعرفُ بعضًا قبلوا المسيح، في حياتهم، لكنَّهم يعيشون في دولٍ إسلامية ويخافون آلإعلان “.

العلاقة شخصية !

في حديثه عن أعمال المؤمن، تطرق المسيح الى إعطاء الصدقة أو الزكاة ، وإلى الصلاة و الصوم وهي سلوك فرديٌّ للمؤمن تنطلق من الأيمان بالله ومن الإلتزام بوصاياه من محَبَّةٍ و رجاء. قال :” إذا أحسنتَ الى أحد … ليكن إحسانك في الخفية؛ اذا صلَّيتَ …أدخل غرفتك وأغلق بابها .. ولتكن صلاتك في الخفية ؛ إذا صُمتَ …إغسِل وجهكَ وآدهن رأسَك … صمُ لله في الخفية ؛ ” وفي كلِّها رفض التصرف بآلإعلان عنها مراءاةً ونفاقًا وقال” وأبوك (الله) الذي يرى في الخُفية يُجازيكَ علانيةً “. لأنَّه ليست الحياة للتظاهر بها والتباهي أمام الناس، بل للعيش، على صورة الخالقِ، في الحَّق والبر. 

و … جماعية !

لكن المؤمن وإن كان شخصًا مستقِّلاً إلاّ إنه ينتمي إلى أسرة، الى مجتمع ، الى بلد وإلى الأنسانية كلها. فهو يعيش ضمن مجموعةٍ ، أو مجاميع من مستويات مختلفة، يتأثر بها ويُؤَّثر عليها. ينتمي إلى طريقة مُعَّينة من الناس، آمنَ فآقتنع بمبادئها وسلوكها. ومن خلال  تلك الجماعة يُنضجُ ثمارَ حياته. والأديان والمذاهب هي ذلك الحقل الذي فيه ينمو، وكيانٌ يحيا من خلاله إيمانه ويؤَّدي شهادته للمباديء التي إختارَها. ومن إعتمد بآسم المسيح ينتمي الى كيان/ جسد المسيح السّري. يُصبح عُضوًا في الكنيسة، فلن يبقَ خَفِّيًا بل علَنًا. علنًا لا يعني أنَّه يُصَّرح عن حالِه لتعرفه الناس ما هو، كما يفعل المُرَّشحون لآنتخاباتٍ ما. لا يعني أن يكشف للناس هويَّتَه، لسببٍ وبدون سبب. ولا أن يتفاخر بنفسِه ويتباهى. لا. إنَّما عند الحاجة، وإذا عُرفَت هويَّتُه، لا يليقُ به أن يُخفيها ولا أن ينكرها خوفًا أو لمصلحة. نكران الهوية في هذه الحالة يُصبح نكران المسيح نفسِه.

في المسيح يُصبحُ المؤمن نورًا وملحًا (متى5: 13-16) يشُّع الحقَّ. و إخفاء النور يعني تعطيلُ رسالة المسيح. لا يُخفى تحت المكيال بل يوضع على منارةٍ ليُنيرُ درب أهل العالم. والحق من ذاته ينتشر ليُحَررَّ الناس من الخوف و الدجل. أرسل يسوع رسله ومن آمن به الى العالم الجاهل والمُظلِم والقابع في الظلم و الخوف والعنف والدجل ليُضيءَ عليه نور الحياة الألهية في المحبة والإحترام والتفاهم و التعاون و التسامح. وإذا مارس المؤمن هذه القيم والمباديء سيكتشفه الناسُ عاجلاً أم آجلاً. فالمؤمن بالمسيح لا يخاف الموت لأنه يتطلع الى ما بعد الموت. إلى الحياة الأبدية. وعلاقته الشخصية بالمسيح تتطلب منه أن يشُّع حياةَ المسيح، وأن يدع المسيح يعمل من داخله لأجل  خلاص العالم. إنَّه عُضوٌ في جسد المسيح وعليه دورٌ يُؤَّديه لآكتمال خدمةِ هذا الجسد.