أهلا وسهلا بالشماس د. حسام باكوس
سأل الأخ الشماس حسام عن الفروقات بين بعض الكلمات المتداولة في المحيط الكنسي،هي : كنيسة , كابلا ,كاتدرائية ,أبرشية ، خـورنة ، شبه خورنة ، رعية ، وإرسالية
كاتدرائية
أصل الكلمة لاتيني من كاثدرا وتعني ” كرسي” أو ” منبر” الذي يجلس عليه الأسقف أو أستاذ جامعي و من فوقه يُعطي تعليمه. فكاتدرائية تعني الكنيسة التي يُقام فيها الكرسي الأسقفي. وبتعبير آخر هي الكنيسة المركزية للأبرشية فيها يؤدي الأسقف رسالته من تعليم و تقديس.
كنيسة
كلمة عربية من فعل ” كنسَ” أي جَمَّعَ. والكنيس يكون ” المَجمَع” حيث يجتمع الناس. لكن إستعمال المُصطلح هو من أصل عبراني ،” كْنوشْتا “، إستعمله اليهود لمكان التجمُع الديني ، وآنتقل الى المسيحية بشكل طبيعي لأن النواة المسيحيىة الأولى قامت بين الجاليات اليهودية في البلاد العربية. فالكنيسة إذن مكان تجَّمع المسيحيين للعبادة من تعليم وتقديس. و ما يُفَّرقها عن الكاتدرائية أنها لا يُنصبُ فيها كرسيُّ الأسقف. وليس فيها كرسي خاص للكاهن الذي يُديرُها.
كابّـلا
كلمة لاتينية. كنيسة صغيرة ” قُبُّعة ـ cappa “. عادة لا تقام فيها العبادة بشكل ثابت و كامل، ولا يحتفل فيها بأسرار العماد والزواج خاصة بشكل إعتيادي. قد تكون كنيسة دير أو تجمع كنيسي لا علاقة له بالحياة الراعوية. إنما تقام فيها الصلوات الطقسية بشكل عام من قبل من يستخدمونها. قد تكون أيضا كنيسة ثانية في الرعية لا توجد حواليها كثافة سكانية كافية لإقامتها رعية مستقلة قائمة بذاتها حتى يديرها كاهن خاص. خدمة أعضائها موكولة الى خوري الرعية الكبيرة.
أبرشية
كلمة يونانية الأصل ، Eparchia. كانت تعني في الأمبراطورية الرومانية مقاطعة إدارية محددة. وفي الكنيسة عنت منطقة جغرافية محددة يديرها الأسقف. وتحوي الأبرشية رعايا أو خورنات عديدة يديرها الكهنة. يمكن تشبية الأبرشية بمحافظة أو لواء والرعية أو الخورنة بالقضاء. يقابل هذا المصطلح باللغات الأوربية ” Diocese ”
خورنة
أصل الكلمة فرنسي ” la cure ” العناية. ومنها أتى ” le cure- “، وقلبها مسيحيو البلاد العربية الواقعة تحت الانتداب الفرنسي الى ” ال خوري”. أي الذي يعتني وفيخدم أبناء الرعية. ومن الخوري درجت ” الخورنة” ، أي المجموعة التي يديرها الخوري لا الأسقف. وهي تقابل المصطلحات الأوربية : ” Parish , Paroisse , Parrochia ” وأصلها يوناني : ” paroikia ” .
شبه خورنة
هي مجموعة لا تملك مقومات الخورنة ولا صلاحياتها. فيها كاهن وكنيسة لكنهما يخضعان للخورنة ولا يحق لهم التصرف الكامل بدون سماح او تخويل من الخوري أو من المطران الذي ربطهم برعية أكبر أو من طقس آخر. مثلا في بلاد الأنتشار لا يملك الشرقيون حتى الآن خورنات مستقلة بكامل الصلاحيات. بل الرعايا الشرقية ، وهي في مقاطعات ذات أغلبية ساحقة و أصلية لاتينية، تخضع للرعية اللاتينية. فالرعايا الشرقية هي أشباه خورنات تخدم جالياتها تحت خيمة الخورنات اللاتينية التي منها تستمد دعمًا وصلاحي.
رعــية
الرعية هي نفس المصطلح كالخورنة. إنما له طابع ونكهة شرقية. ومعناهما متقارب جدًّا. إذا كانت الخورنة تعني ” العناية ” (معالجة )، فالرعية تعني ” الرعاية ” ( التدبير). و تُدعى رعية كل ُّ مجموعة عوائل مسيحية بغض النظر عن كثافتها أو إقامة مراسيم دينية فيها. وقد يُشكَّلُ عديدٌ كثير منها خورنة مع مسؤول عنها وإقامة الطقوس الدينية فيها.
إرسالية
مِن: أرسل والمُرسَلين. إرسالية علمية، ومهمة يقودها بعض الأفراد لأداء خدمةٍ معينة. وبالنسبة الى الكنيسة تكون ” الأرسالية ” هيئة كهنوتية تهتم بأمور مجموعة من مؤمنين من طقس مختلف عن الطقس الليترجي المحلي متواجد في بلد معَّين ليوفروا للمجموعة المحددة كل الخدمة الدينية بطقوسهم الخاصة. مثلا توفير كاهن من طقسهم ومكان عبادة ، كنيسة، تستقبلهم وتوفر لهم مجال أداء طقوسهم ونشاطاتهم في كنيسة الرعية المختلفة عنهم ليترجيا . ومد يد العون لهم والتعامل معهم كأنهم جزءٌ من الرعية الأصلية. في حالة المهاجرين من الشرق الى الغرب تهتم الأدارة الكنسية المحلية بالعناية بالمؤمنين القادمين وأقامت لهم في المطرانيات مكتبًا وكهنة وموظفين خاصين بهؤلاء المهاجرين. أقاموا لهم إرسالية يحتمون فيها وتدير شؤونهم. وهي تقوم للمهاجرين بمقام الخورنة إنما بمسؤولية الأسقف المحلي اللاتيني وليس الأسقف أو البطريرك من الطقس الأصلي.