أهلا وسهلا بآلأخ علاء جرجيس
سمع آلأخ علاء إنجيل آلسعانين وأوقفته آلآية آلقائلة :” قولوا لآبنة صهيون ها هو ملكك قادمٌ إليكِ وديعًا راكبًا على أتانٍ وجحشٍ إبن أتان”(متى21: 5). وتساءَل :” هل آلمسيحُ ركبَ على أتانٍ وعلى جحشٍ”؟. فسألَ :” ما آلمقصودُ بِـ ” أتنانٍ وجحشٍ إبن أتان ؟ ولماذا باقي آلأناجيل لم تذكر سوى جحشٍ فقط “؟.
فأتيا بآلجحش … وركبه يسوع !
هكذا قال مرقس، ونقل عنه ومثله لوقا، مُضيفان” جحشًا ما ركب عليه أحدٌ ” (مر11: 2). أمَّا يوحنا فقال :” وجدَ يسوعُ جحشًا فركبَ عليه، كما جاء في آلكتاب”… راكبًا على جحشٍ إبن أتان ” (يو12: 14-15).
إتَّفق آلكل على أنَّ مركبةَ يسوع لم تكن عربة آلملوك وآلأغنياء بل مطية آلآباء وآلأنبياء و عامةِ آلشعب و بآلأخص ذوي آلدخل آلمحدود. لا عربة مطهَّمة تجرُّها آلخيول، بل أتانًا مثل بلعام (عد22: 21) وحتى صموئيل النبي. كما جَرَّت بقرتان مرضعتان،” لم يوضع عليما نير”، العربة التي حملت تابوت آلعهد (1صم6: 7-8). وجاء زكريا ليُخبرَ بأن يسوع ملكَ آلملوك يركب جحشًا ليدل بذلك على تواضعه و وداعته، محَّطمًا بذلك كبرياء آلأنسان آلخاطيء وشهوته في آلمظاهر. فقال ما ردده متى ” قادمٌ عادلاً مُخلِصًا وديعًا راكبًا على حمارٍ، على جحشٍ إبن أتان.. سيقضي على مركبات آلحرب .. وآلخيل وأقواس آلقتال… يتكلمُ بآلسلام للأمم” (زك9: 9). إمتازت مركبة يسوع بآلنقاء ، لم تتدنس بآستعمال سابق لأغراضٍ مهينة ومُضِرَّة. لم يسبق أحدٌ وركب آلجحشَ الذي إختاره يسوع. كان مركبةً بلا عيب رغم كون آلحمار من أحقر آلحيوانات وأغباها في آعتبار آلأنسان. فهو يبقى حسَنا في عين آلله. سوف يُخضعُ يسوع البشرية آلخاطئة لنير وداعته وسلامه :” لا ينظر آلربُّ مثل آلأنسان. ينظر آلأنسان الى آلمظهر، وأمَّا آلرب فينظر الى آلقلب “(1صم16: 7).
الإختلاف في نقل تفاصيل آلخبر !
إتَّفق آلكل على أن يسوع إختار أحقر مطية، لكنها مضمونة أنها بلا عيب، وأنَّها في خط آلوحي آلألهي. لقد أشار يعقوب إلى أنَّ آلمسيح يستعمل آلحمار لتنقله :” …مَن له طاعةُ آلشعوب ، يربط بآلكرمةِ جحشَه، وبآلداليةِ إبنَ أتانه..” (تك49: 10-11؛ متى21: 2-5). إختلف متى ويوحنا عن مرقس ولوقا بذكر نبوءة زكريا. وآلهدفُ واضح لاسيما عند متى بأن كلَّ ما يفعله يسوع يأتي تحقيقًا لما سبق وأوحى به آلله على يد آلأنبياء ليتعَرَّف عليه شعبُ آلله ويسمعوا كلامه. فشَدَّدوا آلقول :” كما جاء في آلكتاب “( يوحنا) ، أو ” كان هذا ليتم ما قال آلنبي” (متى). لكن يوحنا، صاحب آلتفاصيل آلدقيقة، يُؤَّكد أن يسوع ركبَ آلجحشَ فقط. في حين شدَّد متى على هوية آلحيوان أنَّه ” حمار إبن حمار” لا غشَّ فيه. فلا يدَّعي آليهود أنَّه كان خيلاً أو بغلا تشويهًا للحقيقة كما فعلوا بخبر آلقيامة ورشوا آلحراس ليكذبوا ويدّعوا أن آلرسل سرقوا جسد يسوع (متى28: 11-15).
إمتاز إنجيل يوحنا بجدالات يسوع وآلفرّيسيين حول شخصية آلمسيح وحقيقة رسالته، وأنَّه يقول آلحقيقة لكنهم يرفضونه (الفصلان 7 و8 خاصّةً). كما إمتاز إنجيل متى بذكر تحقيق آلمسيح للنبوءات من بداية إنجيله وإلى نهايته ( متى1: 22 ؛2: 5 ؛ 26: 54-56؛ 27: 9 ). فكان ركوب يسوع الجحشَ إشارةً منه، خاصّةً لقادة آلشعب الذين كانوا يطلبون قتله، بأنه آلمسيحَ ألموعود ، والذي ينتظرونه بشوقٍ ولهفة.
فيسوع لم يركب سوى على آلجحش. وإن ذكرَ متى آلأتان أيضًا فأولا أمانة في نقل نص آلنبي كما هو مكتوب. وثانيًا ربَّما أيضًا إشارة إلى أن مركبة يسوع كانت كاملة إِذ يقودها حيوانان ، الجحش ترافقه آلأتان، وإن كان راكبًا على واحد منهما فقط وهو الجحش الذي لم يسبق لأحد ركبه. بينما أُمُّه آلأتان قد إستعملها الناس للركوب ولنقل آلأحمال. متى آلفرّيسي يتعمَّق في ذكر آلتفاصيل لأنَّه يكتب لبيئة وناسٍ يرتبطون بآلعهد آلقديم ولهم تراثٌ يهودي. بينما قراءُ مرقس ولوقا لا تعنيهم تفاصيل مثل ذلك لأنهما من ثقافات وحضارات مختلفة. فكل إنجيلي نقل وكتب ما رآه في حياة آلمسيح ضروريًا وكافيًا لأيمان قرّائِه.