أهلا وسهلا بالأخ فادي سالم.
سأل الأخ فادي ما يلي :
ماذا هو دور الملائكة في حياتِنا ، على الأرضِ وفي السماء ؟
إنَّ الملائكة كائناتٌ روحية يربو عددها على ” ربواتِ ربواتٍ وألوفَ ألوفٍ” (رؤ5: 11). هم ” رياحٌ ولهيبُ نار”(عب1: 7)، يُشَّبهُهم حزقيال بـ :” جمراتٍ نار متقدة أو مشاعل تتحَّركُ بغير آنقطاع، وللنار ضياءٌ، ومن النار يخرجُ برقٌ “(حز1: 13) ، بهذه الصورة التقى موسى وشعبه مع الله على جبل سيناء،” كانت رعودٌ وبروقٌ وسحابٌ كثيف.. فآرتعدَ جميع الذين في المحلة.. نزل الرب على الجبل بالنار.. وكان يُجيبُ موسى بقصف الرعد” (خر19: 16-19).
الملائكة يُسَّبحون الله ويُمَّجدونه (إش6: 3؛ رؤ4: 8) ويخدمونه فينَّفذون أمرَه، و” يُسخَّرون فيُرسَلون من أجل الذين يرثون الخلاص” أي البشر(عب1: 14). و سبعةٌ منهم يقفون بنوع خاص أمام الله لخدمتِه (رؤ8: 2)، يتّقدون مثل مشاعل و يُدعون ملائكة الله السبعة (رؤ4: 5). وربما كان أحد هؤلاء الملائكة هوالذي دخلَ أتون الناروحمى مِن وطيسِها رفاق دانيال الثلاثة وكان ” منظرُ الرابع يُشبهُ إبن َ إلاه “(دانيال3: 19-25).
دورهم في حـياتِنا !
أخبرَ الكتابُ عن ملائكة أرسلهم الله الى أناس مُعَّينين يُبلغُّونهم مشيئة الله ، مثل لوط في سدوم وعامورة (تك19: 1-22)، و والدي شمشون (قض13: 2-20)، وزكريا ومريم (لو1: 11-38) ويوسف (متى1: 20-25؛ 2: 12-23)، والرعاة (لو2: 9-15) والنسوة عند القبر وبشروهن بالقيامة. وذكر الرب بأنَّ ملائكة تهتم بالأطفال وهم يُشاهدون كل حين وجه الله (متى18: 10). وأنقذ الملاك بطرس من السجن (أع12: 7-17) وآعتقدَ الأخوة الذين كانوا يُصلون من أجله بأنه ليس بطرس من يدُّقُ البابَ بل ” ملاكَهُ “!. وأكَّدَ سفرُ الرؤيا بأنَّ الله ” الذي يوحي الى الأنبياء هو أرسلَ ملاكَه ليكشفَ لعبادِه ما لا بُدَّ من حدوثِهِ عاجلا” (رؤ22: 6).
ويذكرُ تأريخُ الكنيسة بأن الملائكة إستمروا في أداءِ دورهم يخدمون البشر. يُخبرُ الرواة بأن أحد بطاركة كنيسة المشرق إستعفى من خدمتِه بسبب معاناتِه. ولما آختيرَ بطريركٌ آخر ظهرَ له ملاكٌ يسترخصُ منه ليتخلى عنه ويلتحقَ بخدمة البطريرك الجديد قائلا:” أنا الملاكُ الحارس لكرسي كنيسة المشرق” وآختفى. ويُقال بأنَّ البطريرك المستقيل تندَّمَ لأنه لم يعرف بحماية الملاك له . ولو عرفَ لما إستقال!. ولما ظهرت مريم العذراء في فاتيما سنة 1917 سبقها ملاك ظهرَ للرعاة الثلاثة وعَّلمهم كيف يُصَّلون وحتى سجدَ معهم للقربان.
المـلاك رافائيل !
لبعض الملائكة أسماءٌ ذكرها الكتاب : ميخائيل وجبرائيل ورافائيل. وهذا الأخير يروي خبَرَه سفر طوبيا كيف رافق طوبيا الأبن في سفره وأنقذه من المخاطر وحررَ سارة من مرضها وأعادَ البصر لطوبيا الأب ، وكيف كشفَ نفسَه فقال :” إنْ كان لابد من كتمان سر الملك {الله }، أما أعمالُ الرب فمن الكرامةِ إعلانُها. فحين كنتَ تُصَّلي أنتَ وسارة كنَّتُـكَ كنتُ أنا أرفعُ صلاتَك إلى الواحد القدوس. وحين كنتَ تنهضُ باكرًا وتتركُ طعامَك وتدفنُ الموتى لم يكن عملُك الصالح هذا خافيا عليَّ ، بل كنتُ فيه معكَ. والآن أرسلني الرب لأشفيَك أنت وسارة كنَّتكَ. فأنا رافائيلُ أحدُ الملائكة السبعة الذين يرفعون صلواتِ القديسين ويخدمون أمام عرش الواحد القدوس “(طو12: 11-15).
هذا على الأرض. أما في السماء فأكدَ سفر الرؤيا بأن الملاك :” أُعطيَ بخورًا كثيرا ليُقدمَه مع صلوات القديسين على مذبح الذهب أمام العرش. فتصاعد من يد الملاك دخانُ البخور مع صلوات القديسين أمام الله ” (رؤ8: 3-4).
ومن كل هذا تعلمت الكنيسةُ وعَـلَّمتْ بأن الملائكة تخدمُ أمام الله وتنفذُ أوامرَه في قيادةِ الكون كله ، من سمائِه حيثُ ميخائيل وملائكته يُحاربون التنين ” الحية القديمة والمسَّمى ابليس أو الشيطان “(رؤ12: 7-9)، وحتى أرضِه حيثُ ينَّـفذون أوامرَ الله” من أجل الذين يرثون الخلاص” (عب1: 14). رسالتهم حماية الصالحين ومساعدة المختارين للعيش بروح المسيح لبناء مملكةِ الله على الأرض. ولكل مؤمن بالمسيح مهمة خاصة تقابلها نعمة خاصة من الله ليؤدي المؤمن دورَه الخاص في بنيان كنيسة المسيح (1كور12: 7؛ 14: 12) و يتابعه ملاك خاص في تأدية عملِه.