أهلا وسهلا بالأخت سـعاد لويس.
سألت الأخت سعاد عن معنى اللغوي لهذه الكلمات.
إنَّ هذه الكلمات مستعملة حصريا في المجال الديني.
أولاً : ” صباؤوت ” ، كلمة من أصل يوناني. وتعني ” جيوش ” أو ” جماهير”. والجيش يعني ” القـوة ” والقدرة على إتيان أفعال عظيمة ومُدهشة ، لاسيما كالتي تتطلب عنفا وجهادا مثل الحروب والغزوات ، التي تحَّطم القوة المقابلة والمناهضة ، وتفنيها. فالله هو الذي يمتلك القوة والقدرة اللامتناهية. فهو ” ربُّ الجيوش ” ، وهو ” الرَّبُ القدير” على كل شيء ، و وحده الذي لا يعصى عليه شيء. الصباؤوت تعني إذن ” القـدير “.
ثانيًا : ” الكاروبيم ” ، إنهم فريق من الملائكة ويتمَّيزون بمرتبة خاصّة. يتحدثُ مار بولس عن ” أصحاب رئاسة وسلطان و قـوة – أو عرش – وسيادة ” (أف1: 21؛ كو1: 16). و صنع موسى ” كاروبَين ” من ذهب و وضعهما على تابوت العهد من طرفي الغطاء الذي فوقه ، وجهُ الواحد الى الآخر، باسطين أجنحتهما فوق الغطاء ، ومن بينهما يتحدثُ الله الى موسى (خر25: 18-22). و فعل كذلك سليمان الملك عند بنائه الهيكل (1 مل6: 23-36) . وذكرهم حزقيال النبي وكأنهم يحملون مجد الرب (حز10: 4 ، 18-19؛ 11: 22)، وتحتهم دواليب اربعة ، مليئة بالعيون (اى المعرفة ) ، ولكل كاروب أربعة وجوه تشبه وجه ثور وبشر وأسد ونسر (الأنجيليون الأربعة )، واربعة أجنحة (حز 10: 9-22). كما ذكر سفر التكوين الكاروبيم كحارسٍ على شجر الحياة (تك3: 24).
الكاروبيم كلمة جمع ، مفردها ” كاروب ” ، عبرانية من أصل آرامي ، وتعني ” القريب “!.
” قريبا . ܩܲܪܝܼܒܵܐ “. فالكاروبيم هم ” الأقرباء ” ، الأقرب
الى مجد الله وحامليه. فالأقرب هو” المراقب ، وهو الحارس، وهو
حامل مجد الله”. فالكاروبيم هم فرقة الملائكة أو الصنفُ
المُتمَّيز بكمال المعرفة ، يُحيطون بالله وينشرُون ضياءَ
مجـده ، يتنقلون به ، الجالس عليهم (2مل19: 15) ، من مكان لآخر
(حز10: 4-19؛ 11: 22؛ 1صم 4:4؛ 2صم 6: 2؛ اش 37: 16؛ مز79: 2؛
98: 1). الكاروب يعني إذن ” القريب ، كامل المعرفة “.
ثالثًا : ” السرافيم ” ، فريقٌ آخر من الملائكة يتميَّزون بمرتبة خاصة. يتحَّدثُ الكتاب عن حَّياتٍ نارية لدغت الشعبَ وشفاهم الله من ” حرقتها ” بحيَّة ٍ نحاسية. وذكر إشعيا السرافيم فوق عرش مجد الله ، لهم ستة أجنحة يغطون بها أجسادهم ويطيرون وهو يصدحون بنشيد ” قدوس ، قدوس ، قدوس الربُ الصباؤوت (القدير). الأرضُ كلها مملوءة من مجده ” (اش 6: 3). والسرافيم أيضا يبدون كائنات نارية ، ” من نور نقي له علاقة مباشرة مع اللـه “. فالسرافيم كالحيات نار تحترق وتُحرق. من كلمة عبرانية ، أصلها آرامي ، تعني ” الحرقة ” مثل الأحساس باللدغة. كلمة < صَرَبَ. ܨܪܸܦ ؛ ܨܲܪܘܼܦܵܐ صَروبَا > أى حرقَ ويحترق أو حاد. ولهذا إستعملَ الكتاب نفس اللفظة للحية اللادغة وللملاك الذي أحرق خطايا إشعيا (اش 6: 6-7). يحترقُ الساروف أمام الله ولا يفنى ، ويُنَّقي الأنسان ويُصَّفيه بالنار الألهية (1كور3: 13-15). فالساروف يعني ” نار نقية تُحرق “.