أهلا وسهلا بآلأخ تومي تومايي
كتب آلأخ تومي سؤالاً حول آلتناول يوم آلأحد ، قال : ” لماذا نتناولُ آلقربان فقط ولا نشربُ آلخمر؟. ألا يقولُ يسوع في آلأنجيل : من يأكلُ جسدي ويشربُ دمي يثبُتُ فيَّ وأنا فيه ؟. لماذا إِذنْ يكون آلتناولُ على شكل آلخُبزِ فقط، وليسَ على آلشكلين ” ؟.
نشربُ آلخمر … شكل آلخُبز !
خَطَئَان لا يجوز أن نُكرِّرَهما. الخُبز وآلخمر، كانا قبل آلقداس. أمَّا بعدَ تكريسهما أَثناءَ آلقداس، فلم يبقيا بعدُ لا خُبْزًا ولا خَمرًا. فقد تحَوَّلا إلى” خبزِ آلرب وكأسٍه “، كما قال مار بولس (1كور11: 26-27). ونحن ندعوهما إِختصارًا ” آلقربان آلمقدس” أي جسد آلمسيح ” بلحمِه (أي خُبزِه) ودمه “. هكذا يتكون كل جسد من لحم ودم. إِنمَّا يختلف جسد آلمسيح آلمُمَّجَد عن أجسادِنا. فكلُّ جزءٍ من جسد آلمسيح هو ألمسيحُ كلُّه. فلمَّا نتناولُ خبزَ آلرب نتناول آلمسيح كلَّه ، ولمَّا نتناول كأسَه نتناولُ آلمسيحَ كلَّه. وإذا تناولنا كليهما لم نتناول إلا مسيحًا واحدًا. وإِذا تناولنا واحَدّا منهما فقط لن ينقصَ آلمسيح ولن يكونَ نقصٌ في تناولنا. يوميًا يتناول ملايين آلمؤمنين ألمسيحَ نفسَه، وآلمسيحُ لا يتكاثر ولا يتجَزَّأُ، ولا ينقصُ ولا يفضَلْ. يبقى آلمسيحُ واحدًا كاملاً ، وهو يتواجدُ محفوظًا في مئات ألوفِ بيوت آلقربان في آلكنائس. هكذا لن يفرقَ شيءٌ إذا تناولنا تحت شكلٍ واحدٍ أو تحتَ آلشكلينْ.
ثمرُ آلتناول آلرئيسي هو آلإتَّحادُ بآلمسيح، ومن خلاله بآلآب (يو17: 21-23). ومن خلاله أيضًا تتمُ وحدة آلمؤمنين بينهم لأنَّهم كلَّهم يُصبحون جسدَه آلسِرِيُّ آلواحد ، ألكنيسة ، هو آلرأس وهم آلأعضاء (1كور12: 27؛ اف1: 22-23؛ 5: 23 ). لأنَّ من يتناول يحيا بآلمسيح، وتكون آلحياة آلإلهية نفسُها تسري في آلمتناولين وتُحييهم. يسوع هو” خبزُ آلحياة …الخبز آلسماوي … ومن يأكله لن يموت “، أي لن يهلك ( يو6: 53-56). فآلقربان آلمقدس أصبح ، بشكليه الجسد وآلدم ، مصدر آلحياة آلألهية فينا. ومادام كل واحد منهما هو آلمسيح آلكامل فليس إِلزامًا تناول آلشكلين، بل يكفي آلواحد منهما، لنيل ذلك آلمصدر. لذا قال يسوع :” من يأكل جسدي ويشرب دمي” أي يتناولني تحت أي شكل كان. ولم يفرض آلشكلين معًا.
يبقى آلتناول تحت آلشكلين، إِن كان ممكنًا، لا فقط جيِّدًا بل بنّاءًا وأكثر تأثيرًا على آلمؤمن. إختارت ألكنائسُ آلشرقية عامةًّ ألمناولة تحت آلشكلين، بينما إختارت آلكنيسة آللاتينية آلمناولة بشكل آلجسد فقط، رغم إيمانها بأفضلية ألمناولة تحت آلشكلين، وذلك بسبب ظروفها آلراعوية آلخاصَّة.
ألمناولة تحت شكل واحد !
يقول آلتعليمُ آلمسيحي للكنيسة آلكاثوليكية ، تحت آلرقم 1390 :” نظرًا إلى حضور آلمسيح آلسِرِّي في كلا آلشكلين، فآلتناولُ تحت شكل آلخبز فقط يُتيحُ آلإفادةَ من كل ثمار نعمةِ آلأُوخارستيا. هذه آلطريقة في آلمناولة قد رسخت شرعِيًّا في آلطقس آللاتيني وأصبحت ، لأسبابٍ راعوية، هي آلطريقة آلأكثر شيوعًا. فآلمناولة آلمقدَّسة تُحَقِّقُ ، بطريقةٍ أكمل ، وجهَها آلرمزي عندما تتمُ تحتَ آلشكلينْ. فبهذا آلوجه يَظهرُ، بطريقةٍ أكمل، رمزُ آلمائدةِ آلأُوخارستيا. وهذه هي آلطريقةُ آلمتَّبَعَة عامةً للمناولة في آلطقوسِ آلشرقية “.
إِذن ظرفُ آلإضطهاد بنوع خاص، وقد عاشته آلكنيسة في آلغرب منذ أيامها آلأولى، و رسميًا من سنة 64م على عهد نيرون، قادَ كنيسة روما بآلذات إلى آلإكتفاء بمناولة آلجسد فقط. كانت آلكنيسة تعيش في آلخفاء، وتقيم أغلب طقوسها في أنفاقِ آلدياميس حيث قبور آلمسيحيين. كان سهلا توفيرُ آلخبز وتوزيعُ آلقربان، أما آلخمر وتوزيعه بعد آلتكريس فكان صعبًا. فألهَمَ آلروحُ آلقدس قادة آلكنيسة بآلإكتفاءِ بآلمناولة تحت شكل واحد فقط. لاسيما و أنَّه موافق للأيمان آلمسيقيم، ولا يُعارضُ مشيئةَ آلمسيح.
وبعد عودة أجزاء من كنائس آلطقوس آلشرقية إلى آلأيمان وآلوحدة مع آلكنيسة آلكاثوليكية تبنَّت أيضًا رسميا طريقتَها في آلمناولة. لكن هذا لا يمنع من آلعودة إلى آلطريقة آلشرقية إذا ساعدتها آلظروف. وفي مناسبات كثيرة، كخميس آلفصح وآلتناول آلأول، وفي بعض آلرعايا ، تمَّت آلمناولة تحت شكلين، بطرقٍ جديدة. منها وجود كؤوس خاصَّة يوضع فيها آلدم مع آلجسد، فيطمس آلمُناولُ آلجسدَ بآلدم ثم يناولُه للمُتناوِلين. أو يمسكُ شماسٌ إحدى آلكأسَين، للجسد أو للدم ، فيتقدم آلمتناولون ويأخذون آلجسد من آلكأس ويطمسونه بآلدم ثم يتناولونه. أمَّا آلشُرب مباشرة من آلكأس، الواحد بعد آلآخر، فمحذورٌ بسبب عدوى أمراض مُعدية سريعةِ آلإنتقال وآلإساءة. ولا يريدُ آلرب أن يتحَوَّلَ سرُّ آلحياة إلى آلموت.
يعودُ أمرُ تنظيمِ آلمناولة إلى آلأساقفة رُعاةِ آلأبرشيات ، فيرى بحكمته وفطنته حاجة آلعودة إلى آلمناولة تحت آلشكلين ، بحسب آلظروف وآلمناسبات ، كما يُحَدِّدُ طريقة آلمناولة و يُسَهِّلُها لكهنة آلرعايا. ومُهِمٌّ أيضًا أن يكون تنسيقٌ وآتفاق بين رعاة آلكنيسة آلمستقلة آلخاصَّة كي لا تحدث بلبلة بين آلرعايا آلمختلفة، وآلمؤمنين عامَّةً.