أهلا وسهلا بالأخت نغم بولس.
قرأت نغم إنجيل “لوقا 24: 36-53″ ، وهي القراءة المخصصة لعيد الصعود وآستوقفتها الآية 37 و تقول :” فـفزعوا وخافوا ..”. وسألت :
1- لماذا خافَ التلاميذ عندما شاهدوه يسوع ؟
2- أ لم يظهر لهم يسوع نفسه عدة مرات بعد القيامة ؟
3- لماذا هذا الخوف والفزع بينما يؤكد يسوع أنه المسيح ؟
لمـاذا خافوا ؟
ربما سمعت القارئة الكريمة النص ولم تقرأه بنفسها مباشرة وعلى روائها. فالآية تقول : ” خافوا وفزعوا وتوَّهموا أنهم يرون روحا “. لقد عاينوا يسوع يقيم أبن أرملة نائين ولعازر. لكنهم لم يشاهدوا ميتا لايقوم من نفسه. ثم لقد شاهدوا ماذا حصل ليسوع كيفَ صلبوه بعد أن سحقوا جسمه بالضرب والجلد. حتى دمه قد سال من جسمه بسبب جروحه. قالت النسوة أنهن شاهدن ملائكة على قبره قالت بأنه حَّي. لكن أحدا لمْ يره. “فآحتاروا “. كانوا خائفين أصلا من ألا يباغتهم اليهود ويجروهم خارجا فيقتلونهم. قلو تحَّركت فأرة في البيت تنشلعُ قلوبهم هلعا وفزعا. كيف لا بخافون و فجأة يقف يسوع في وسطهم بدون إشعار، ولا فتح باب ؟. لم يتعَّودوا على رؤية موتى يتجَّولون ويزورون الناس!. لم يخبرهم يسوع قبله أنه سيتراءى لهم!. لم يعطهم وعدا لينتظروه. وآزداد قلقهم حين سمعوا أنَّ حتى جسده قد آختفى , لا بد وفكروا أن أعداءَهم نبشوا قبر يسوع وأنهم يبحثون عنهم أيضا ليتخَّلصوا منهم.
أ لم يظهر لهم بعد القيامة ؟
كان هذا الظهورُ الأولَ للتلاميذ معا بعد القيامة. لم يسبق لهم أن إختبروا ذلك غير مَّرة. لأن لوقا تحَّدثَ ، في سرده خبر القيامة ، أولأ عن لقاء النسوة مع الملاك عند القبر وآعتبروا خبر القيامة ضربا من الجنون؛ ثم عن تلميذي عماوس وبعده للتلاميذ مجتمعين. ويُشددُ يسوع أيضا على فكرة أنه ليس خيالا أو شبحًا روحيا فقط. أكَّدَ أن له جسدًا حقيقيا، من لحم وعظم ، ثم أراهم جروح يديه ورجليه. لقد إطمأنوا أنه هو. وبدأت السكينة تُبَّددُ الخوف و الفرحُ يحل محل الحزن. لكن صدمة وحشية الصلب والرعبَ على مصيرهم ما زال يقبض على إحساسهم. ولا يعرفون بعدُ ماذا يفعلون : هل عليهم أن يُصَّدقوا أم يتحَّذروا ؟.
يؤكد يسوع أنه المسيح !
لقد سبقَ وأكدَ يسوع أنه المسيح. ولما أخبرهم عن موتِه بالصلب إعترضَ عليه بطرس بشدة ” حاشَ لك يا رب من هذا المصير” ومع ذلك مات المسيح!. والمسيح يؤسس في نظرهم دولة سياسية يهودية. وقد سألوا يسوع ، حتى بعد القيامة ،عن متى ” يعيد الملك لأسرائيل ” (أع1: 6). فأن يكون يسوع مسيحًا لا يُغَّيرُ الموازين عندهم. بالحري لم يُدركوا كنه هوية يسوع وجوهرَ رسالتِه. كانوا ما يزالون في قالبٍ مادي ودنيوي ويتفاعلون مع الأحداث كما كانوا متعَّودين عليه قبل أن يتعرفوا الى يسوع. إنَّ حلول الروح القدس عليهم هو الذي قلَّبَ الموازين وجعلهم يُدركون دعوة يسوع ورسالته ، ويدركون بالتالي دعوتهم ورسالتهم. بعد حلول الروح القدس فقط إكتملت عند الرسل صورة يسوع الحقيقية ” المسيح أبن الله الحي”.