أهلا وسهلا بالأخ نزار.
سأل نزار عن : ” لماذا يُصَّلي الكاهن للخطيبين حين يلبسون محبس الخطوبة ؟ أنا غير مقتنع “!!.
كتبَ مار بولس لتلميذه طيمثاوس ، في معرض كلامه عن الزواج والطعام اللذين كان البعضُ ينهى عنهما، بأنَّهما من خلقِ الله ، وبأنَّ كلامَ الله والصلاة تقدّسانهما (1طيم4: 3-5) ، وتقدسان كل عمل للإنسان. وكتب الى العبرانيين ” ليكن الزواج مكَّرَما عند جميع الناس “(13: 4). كما كتبَ لأهل أفسس بأنَّ الزواج يرمزُ الى وحدة المسيح وكنيسته (أف5: 32). والخطوبة هي المرحلة الأولى للزواج وآستعدادٌ له. وقد أمرَت به الكنيسة الكلدانية في المجمع المنعقد في دير ربن هرمز من7 الى 20 حزيران سنة 1853 ، ورفضت أن تفسخه الأطرافُ المعنية بدون سبب خطير ، وقالت : ” من يحلُ وثاقَ الخطوبة بدون سبب خطير ، يخطأ ويجب معاقبته عليه : مثلا بحرمانه من جزءٍ من المهر أو ما يشابه ذلك. في كل أبرشية يُحَّدد الأسقف نوع العقوبة وكمية المبالغ المترتبة على من يفسخ الخطوبة “(فصل 17: سر الزواج).
وإذ أُعتُبِرَتْ الخطوبة ” حجر أساس الزواج ” حتى دعاها الناسُ ” نصفَ زواج” فقد بادرت الكنيسة الى مرافقتها بالصلاة لكي تتم الألفة بين الخطيبين بشكل طبيعي كما تقتضيه الحياة المشتركة ، وكما هوجيد ليعقبها عقد زواج ناجح وموَّفَق حسب إرادةِ الله. فطلبت الى الله أن يباركَهما ويقدّسَهما ويمنحهما معرفة وحبا وأمانة. لذا ترَّكزتْ رتبة الصلاة على إظهار هـذه القيم الروحية للخطوبة وهي المعرفة المتبادلة والأمانة للحب الصادق بينهما. وبسبب وجود الصلاة على الحلقات وشرح معناها خلال الخطوبة لم يُدرِج نصُ الأحتفال بالتكليل هذه الرتبة ضمن رتبة الزواج.
ولما أصبح الشبابُ واعين على الحياة لا يحتاجون الى رتبة الخطوبة ليتعلموا ما هو الحب وما هو الوفاء للحبيب ، و وفَّرت لهم الحياة الاجتماعية ظروفَ التقاء الشباب من كلا الجنسين ببعضهما ، وآزرت ذلك وسائل الأعلام والاتصال ، كما وكثرت حالات فسخ الخطوبة لأسباب اجتماعية أو دينـية ، بدأت الخطوبة الدينية تفقدُ قيمتها ثم تختفي رويدا رويدا لاسيما في المدن الكبيرة. وانتقلت رتبة بركة الحلقات وتبادلها ضمن رتبة التكليل. و آكتفى أغلبية الأهل بتلبيس الحلقات فيما بينهم دون دعوة الكاهن للصلاة عليها. و أستمر مؤمنون قليلون بدعوة الكاهن لبركة الخطوبة طلبا منهم عون الله للمخطوبين.