أهلا وسهلا بالشماس الأنجيلي سلام ماربين
طلب الأخ سلام إيضاحًا للقراء الكرام عن ما سَّماه ” قداسَ الشماس الأنجيلي” الذي يجهله أغلبية المؤمنين، ويقولُ بأنَّ هذا النوع من ” القداس” يُقيمُه الشماسُ الأنجيلي، في غيابِ الكاهن، من أجل الفائدة العامة للمؤمنين.
قداسُ الكلمـة !
ليس غريبًا ألا يفهمَه المؤمنون الكلدان أو الشرقيون عامَّةً. لأنه لا يوجد هكذا ” قداس” لاسيما ويتكَّفَله الشماس الأنجيلي ويُؤَّديه دون الحاجة أو تدَّخل القس. إنه رتبَةٌ تقوم على أساس قراءةِ النصوص الكتابية المُخَصَّصة لقداس أحد ما أو عيد مع الصلوات المرافقة لها الى الطلبات ، ثم تُنهى الرتبة بتوزيع التناول، من قبل الشماس الأنجيلي، على المؤمنين الحاضرين. عادة يقوم بها الشماس بسبب عدم إمكانية وجود كاهن يقيم ذبيحة القداس قي ذلك الأحد أو العيد. نظَمَّت الكنيسة اللاتينية هذه الرتبة ، ثم سُمِّيَت بالقداس لأنها تؤدي الجزءَ الأول من القداس { رتبة الكلمة} والأخير{رتبة التناول}، لتُسهم وتساعد المؤمنين المحرومين من وجود الكاهن على التواصل مع ذبيحة المسيح وتغذية الروح بكلمة الله و لاسيما بتناول القربان. وهكذا لن تقع قطيعةٌ بين المؤمنين والحياة المسيحية الروحية التي يحتاجها الأنسان لضمان الحياة الأبدية.
رتــبة الشــبع !
إنما ليس هذا الشيء غريبًا على المتضَّلع من الطقس الكلداني لأنه توجدُ فيه رتبة شبيهة. أما عامة المؤمنين فهم في جهل من ذلك ولا يُلِمُّ به غيرُ العارف بصلاة الصوم في الطقس الكلداني والممارس لها. لأنَّ ظروفَ الزمن غدرَت بالطقوس وأُهمِلَت منها أمورٌ كثيرة أو مورسَت بشكل عشوائي وسحري دون أن يدري المؤمن ماذا يحصل. هذا من جهة. ومن أخرى فقد حدثَ وأن أُدخِلَت الى العبادة الخاصة بالصوم الكبيرإقامةُ القداس المسائي اليومي مما غطَّى على أمور طقسية قديمة إذ لم يتم ذلك بقرار مدروس من قبل السطلة التثقيفية بل بقرار إداري من بعض الأساقفة تلبية لآقتراح كهنة الرعايا بغية تغذية إيمان المؤمنين. لقد ذُكر في كتابِ الصلاة الطقسية، لأيام الصوم التي لا يُقام فيها القداس المسائي، ما يدُّلُ على توزيع القربان على المؤمنين،ضمن صلاة المساء عوض ترتيلة الشهداء، بدليل ذكر ترنيمة خاصة قبل التناول {ܕܒܼܹܝܡ} وتسبحة {ܐ݉ܪ̈ܵܙܹܐ ܕܲܢܣܲܒܼܢ} بعد التناول تعقبها رتبة ” ܣܘܼܒܵܥܵܐ أى الشبع”، ويوميا(حوذرا 2، ص127). كان الشعبُ صائما (ص104) وبالتناول يشبع من حضور يسوع. إنما تختلفُ هذه الرتبة عن قداس الكلمة، ولا تجدُ إسمًا خاصًا بها يُمَّيزها أو يُثَّبتُها كعبادة قائمة بذاتها كقداس الكلمة في الطقس اللاتيني.
كانت صلاة المساء ܪܵܡܫܵܐ الرمش تُختَم ،خارجَ الصوم، بترتيلة الشهداء ܕܣܵܗ̈ܕܹܐ. أما أثناءَ الصوم فألغاها الطقس وأضاف عوضها رتبة ” الشبع” في كل أيام الصوم، نظرًا إما لأقامة القداس في أسابيع الأسرار والتناول (الأولى والرابعة والسابعة)، وإما لتوزيع التناول في الأسابيع الأخرى (الثانية والثالثة والخامسة والسادسة). والتناول يتم بعد إنهاء صلاة الرمش وقبل رتبة الشبع. وهذه الرتبة تتكون من تلاوة مزامير ܡܲܪܡܝܼܬܼܵܐ، وترانيم ܥܘܿܢ̈ܝܵܬܼܵܐ، و مزمور مع ردة خاصة ܩܵܢܘܿܢܵܐ، وطلبات ܟܵܪܘܿܙܘܼܬܼܵܐ، ثم الصلوات الختامية لصلاة المساء (حوذرا2، ص65 و127).
تقام هذه الرتبة في الطقس الكلداني في فترة الصوم فقط وبعد صلاة المساء والقس هو الذي يقود تلك الصلاة والتناول، إنما يمكن في غيابِه أن يقودها الشماس الأنجيلي أيضا. بينما في الطقس اللاتيني تقام فقط بديلا عن قداس الأحاد أو الأعياد، وفي أي وقت من السنة، وفي أي وقت من النهار، والشماس الأنجيلي يقوم بها في غياب القس. لم يذكر الطقس الكلداني إنْ كانت تُقرأ قبل التناول أم لا، في الأسابيع اللا أسرارية، قراءات من الكتاب المقدس كما يجري في كل قداس وكما يتم في أسابيع الأسرار، حيثُ تقرأ كالآحاد ثلاث قراءات. ربما تكون الكنيسة الشرقية الآثورية تقوم بذلك. لأنَّ رتبة الكلام ، القراءات والصلوات والترانيم والموعظة والطلبات في بدء القداس، كانت رتبة للموعوظين قائمة بذاتها تُهَّيئُهم للمعمودية ثم أضيفت الى ذبيحة القداس التي تبدأ مع ترنيمة التقادم.
خبــرة كلدانية لقداس الكلمة !
أما بخصوص قداس الكلمة، كما ذكره الشماس سلام فقد سبق وجرت إقامته للكلدان في السويد بين سنة 2006 و2007 في يوتيبوري حيث لم يكن لنا كاهن كلداني مسؤول مقيم هناك بينما تفوق الجماعة ثلاثمئة عائلة. ولم يكن في السويد غير كاهنين كلدان. وأقيمت تلك الرتبة بنوع مختلف. تم الأتفاق مع المطرانية اللاتينية أن أذهبَ أنا مرة في الشهروأقدس لهم ، وتبعد يوتيبوري عني 380كم وأنا أخدم خمسة مراكز أخرى، ويُقيمُ لهم كاهن يوتيبوري السويدي قداسًا ثانيا لاتينيا يوم أحد، إنما يُنعشُه الشماسُ الأنجيلي المتواجد هناك بالكلداني و العربي فتتم فيها القراءات والترانيم كلها مع إضافة لاخو مارا وقديشا ألاها في بدء القدس. و كان فعلا قداسًا كاملاً ومُنعِشًا يحضره المؤمنون بهمَّةٍ ولذة تمامًا كما كانوا يحضرون القداس الكلداني، ويستفيدون منه.