أهلا وسهلا بالأخت ندى مروكي.
سألت الأخت ما يلي :
1- هل بقي الرب ثلاثة أيام في القبر ثم قام في اليوم الثالث ؟
2- أم إنه قام في نفس اللحظة التي أسلم فيها روحَـهُ ؟
3- هل صحيحٌ أنه نزلَ الى الهاوية كما يقولُ البعضُ في قانون الأيمان ؟
4- أتساءَلُ : ماذا حصلَ في هذه ثلاثة أيام لحين مجيء النساء الى القبر ورؤيته فارغًا ؟
الجواب : تجدُ الأخت الفاضلة ، وكل القراء الأعزاء ، الجواب على هذه الأسئلة في الحديث السابق. وأضيفُ ما يلي :
إنَّ العدد { 3 } هو عدد كامل. بمعنى أنَّ موتَ جسد يسوع ، او ناسوته ، كان حدثًا حقيقيًا لا خيالا. كان موتًا لا يشذُكُ فيه أحد. لأنه لم يحدثْ أن أحدا مات حقا ودفن يحتيي بعد ثلاثة أيام. نتذكر قول مرتا ليسوع عندما قال ، قبل أن يقيمَ أخاها لعازر: ” أرفعوا الحجر “. إستلحقت مرتا بسرعة بديهية :” رَّبي ، هذا يومُه الرابع ، لقد أنتن ” (يو11: 39). وكأنها تقول : لا تتعب نفسك ، إنه لن يقوم “!.
دفن يوسفُ الرامي ونيقوديمس جسدَ يسوع ، وظاهره يدُّلُ على وفاتِه. لقد أسلم يسوع الروح الى اللـه. أما الجسد المادي فلم يكن قادرًا على أن يرث المجدَ الإلهي الروحي :” إنَّ اللحم والدم ليس بوسعهما أن يرثا ملكوت الله .. فلا بد لهذا الكائن الفاسد أن يلبسَ ما ليس بفاسد، ولهذا الكائن الفاني أن يلبسَ الخلود ” (1كور15: 50-57). ويتابع الرسول كلامه : ” وهذا شأن قيامةِ الأموات : يكون زرعُ الجسم بفساد ، والقيامة بغير فساد. بكون زرعُ الجسم بهوان ، والقيامة بالمجد. يكون زرعُ الجسم بضعفٍ ، والقيامة بقُّـوة. يُزرَعُ جسمٌ بشري ، فيقـومُ جسمٌ روحاني ” (آية 42-44).
وهكذا لحظة الوفاة تحَّولُ جسدُ يسوع الى روحاني ، لكن الدَّفانين لم يكونوا مؤَّهلين ليُلاحظوا ذلك ، لأنَّ الربَّ لم يشأ أن يُعاينوا ذلك ( أع 10: 41؛ 9: 7) حتى تتـمَّ النبوءات والكتبُ كلها بالتمام.
أما عن نزول يسوع ، بعد قيامتِه، الى الهاوية فقد نوَّهنا الى ذلك أيضا في المقال السابق. إنه مار بطرس الذي يذكر ذلك. إنما لا يقصدُ أن يتحَّدثَ عن ” نزول أو صعود “. لأن السماءَ روحيٌ ولا يوجد فيه جبالٌ أو وديان حتى يصعد الواحد أو ينزل. النزول يدُّلُ على أن حالة الموتى الأبرار لم تكن سعيدة. السعادة والمجد يُرمز اليهما بالفضاء البهي والنقي. أما الهاوية أو الشيول فهي رمزُ حالة عدم راحة وقلق ، ويُشارُ اليها بالأرضُ القذرة والمُحزنة. فقيامة يسوع صدت بُشراها لأؤلئك الأموات فانتهت معاناتهم وانتعشوا ودخلوا مع يسوع الى حياة المجد والهناء.
أما ماذا حصل ليسوع من لحظة وفاتِه الى حين إطلاع النسوة على قيامتِه فذلك يبقى سِرًّا عند الله وحدَه. قال لوقا بلسان للص :” تكون اليوم معي في الفردوس ” (لو23: 43). وقال يوحنا ايضا بلسان يسوع للمجدلية ” إني لمْ أصعد بعد الى أبي” (يو20: 17). وقال متى أن الموتى قاموا مع وفاة يسوع “!. لو أخذنا الكلام حرفيا لن نصل الى نتيجة. ونعرفُ انَّ كلام الأناجيل ” روحٌ وحياة ” (يو6: 63). المهم أن نعرفَ أن يسوع كان حيا وجسده في القبر ، و أنه يضمن الحياة لمن آمن به وتبعه على درب الخدمةِ والبذل في الألم. لم يهتم الإنجيليون في إرواءِ ظمأ فضوليتِنا لئلا ننجرف بعيدًا عن يسوع