للعلم: يوم 25/ 12 قد لا يكون التأريخَ الحقيقي لميلاد يسوع المسيح. زمن الميلاد يقع في أواخر الخريف / بداية الشتاء. أبى لوقا أن يذكر تأريخ الميلاد لئلا ننشغل به أكثر من معرفة هوية يسوع وآلإهتمام بجوهر رسالته. يسوع هو الله الذي تجَّسدَ ليُخَّلص الإنسان من وضعه التعيس بسبب الخطيئة فيُعيدَه الى مجده وراحته بتحريره منها. وعليه قررت الكنيسة الأحتفال بعيد ميلاد يسوع المسيح وحددته في 25 كانون الأول، لتُعلن أنَّه هو الله ، نور الحَّق الذي ينتصر على ظلام الشر. آختارت هذا التأريخ لأنَّ فيه يبدأ النهار فيطول. ولأنَّ فيه كانت الوثنية تعتبرُ الشمس إِلَهًا يبدأ ينتصر على الظلمة إِذ يبدأُ نهارُه فيطول على الأرض. فيه عَّيدَت الكنيسةُ للمسيح. وأبطلت بعيدها، ضلال وجود إلَهٍ غير الله خالق السماء والأرض، وأعلنت أنَّ المسيح هو شمس الحقيقة، وأنَّ كلَّ الكائنات ليست سوى خلائِقه، إِذ وحدَه ” صار به كلُّ شيءٍ مما كان” (يو1: 3).
تتلى علينا اليوم القراءات : اش7: 10-16+9: 1-7؛ مي4: 1-3+5: 2-9 غل3: 15-4: 6؛ لو2: 1-20
القـراءة: إِشَعْيا 7 : 10 – 16 = 9 : 1 – 7 :– يُحاصِرُ الآثوريون أورشليم. واليهودُ خائفون. يلومُ إِشَعْيا قِلَّةَ إيمانِهم ويدعو إلى الصمود ويُؤَّكدُ النصرَ بعون الله ، والدليلُ أنَّ العذراءَ تحبلُ وتلدُ إبنًا يُدعى ” عمانوئيل”.
القـراءة البديلة : ميخا 4 : 1 – 3 + 5 : 2 – 9 :– يدُّلُ على زمن المسيح الذي سيولَدُ في بيتَ لحمَ، ويُعَّلمُ في أورشليم، سيغلبُ كلَّ الأمم ويُقيمُ السلام.
الرسالة : غلاطية 3 : 15 – 4 : 6 :– يُحَّدِثُ الرسول عن دور الشريعة في رعايةِ البشر، لا في خلاصِهم. أمَّا الخلاصُ فبالمسيح المولودِ من إمرأَة.
الأنجيل : لوقا 2 : 1 – 20 :– يولَدُ المسيح. والناسُ منشَغلون عنه بالتعداد وبالكسبِ الوفير. يستغِلُّ اللهُ الوضعَ ليولَدَ المسيحُ حسبَ النبوءات : فقيرًا منبوذًا من أهل العالم، إنَّما مقبولاً ومعبودًا ممن كانوا ينتظرون الخلاص.
لِنَقْـرأ كلامَ الله بفـرحٍ وتقوى
الصلاة الطقسية
إنَّ الميلاد درسٌ لنفهم سلوكَ الله ومشيئته حتى إذا وقفنا حائرين أمام هويتيه معًا ” الألهية والأنسانية “. نوَّه الى ذلك مار أفرام في مدراشه المُرَّتَلِ اليوم. يقول: ” عُلُّوُ سَيِّدِ الكُل لا يفهمُه الكل. و حَدُّهُ في الفكر لا يمكنُ تصويرُه كم هو. إنَّه عُلُّوٌ في التمييز، وهو مُسَّلَطٌ فيه. تصغَرُ(المسافة بين الله والأنسان) وتكبر. إنَّما هي متساوية إِذ ليسَ لها حَدٌّ كالذي له حَدٌّ. تبارَكَ الذي رفعَ مقدارها ليُوصِلَنا إليه*. فحياة الله في الجسد كإنسان سيُقَلِصُ المسافة بينهما ، ويعرفَ الإنسانُ اللهَ على حقيقته، لا بحواسه بل بفكره وقلبه.
الترانيم
1* ترنيمة المزمور السابق : ” لنُسَّبحْ كلُّنا المولودَ العجيب الذي وُلِدَ لنا. إِذ به أشرقَ نورٌ
حقيقيٌّ للجالسين في الظلمة. ولهذا نفرح مع الجموع السماوية ونقول: المجدُ للّهِ في
العُلى. والأمن والسلام على الأرض. والرجاءُ الصالح للناس. لأنَّه تجَّلى في نهايةِ
الأزمنة الأخيرة بجسدٍ من جنسِنا، وعَلَّمَنا أنْ نعرفَ أنَّه وحدَه صانعُ كلِّ شيء” *.
2* ترنيمة المزمور اللاحق : ” آيةٌ عظيمة تليقُ بالله، حدثت اليوم لجنس الأرضيين. ذاكَ
الذي هو في صورةِ الله إِتَّخذَ في حُبِّهِ صورةَ العبد (في2: 6-7)، من البتول القدّيسة
حتى يُقيمَ الذي سقطَ من مجدِه إِذ كان مجبولا على صورته المجيدة. لنُسَّبح قائلين :
مُبارَكٌ ثمرةُ بطنِك يا والدة الله ، مُخَّلصُ كلِّ الأجيال ” *.
3* ترنيمة الرمش : 2/ ” وُلِدَ بالجسد من بيت داود المسيحُ مُحيينا الذي أبهجَ ميلادُه جميعَ
الناس. إنَّهُ سَيِّدُ التسبيح لأنه من الآب، وفي جسدِ ناسوتِنا هو يسوعُ من نسل إبراهيم*.
8/ ” تعالوا أَيُّها الشعوبُ والأُمم ننشِدُ المجدَ للمسيح يسوع مُخَّلضِ طبيعتِنا. فقد أعادَ
جَهلَنا الى نور معرفتِهِ ، وأعطانا بنعمتِه حياةً أبـدية ” *.
التعــليم
أقوى تعليم للميلاد وأحلاه هو ترنيمة : ܫܲܒܲܚ . ܫܪܵܪܵܐ ܓܲܠܝܵܐ ܒܲܕܸܩ … هاكم إِيَّاها :–
” الحقيقة الجلية ” أعلنها اللهُ لكنيستِه التي خطبها، عندما شاءَ في حُبِّهِ، جاءَ إلى العالم، و بشَّرَ وعَلَّمَ لاهوتَه وناسوتَه :–
1+ عَلَّم أنَّه كان في حضنِ أبيه. قبلَ الدهور بلا بداية. إنَّه حَــقًّا إِلَــه *
2+ جاءَ إلينا في نهايةِ الأزمنة. وأخذَ جسَدَنا وبه خَلَّصَنا. إِنَّه حَــقّا إنسان *
3+ بشَّرَ به الأنبياء برؤاهم. وأعلنَه الأبرار برموزهم. إنَّه حَــقًّا إِلَــه *
4+ حُبِلَ به في البطن تسعةَ أشهر. و وُلِدَ مثل الأنسان. إنَّه حَــقًّا إنسان *
5+ مجَدَه الروحانيون، فهو إِلَـه. وُضعَ في مِذوَد، فهو إنسان. أعلنَه نجمٌ، فهو إِلَـه. رضَعَ
الحليب، فهو إنسان. حمَلَ مجوسُ فارس هدايا نفيسة وجلبوها مع قرابين. إِنَّه حَقًّا إِلَـه*
6+ قبلَ الختانة وقَدَمَ القرابين. في الهيكل حسبَ الشريعة. إنَّه حَـقًّا إِنسان *
7+ دعاهُ شمعان نورَ الأُمم. ومجْـدًا لشعبِ إسرائيل. إنَّه حَـقًا إِلَــه *
8+ هربَ الى مِصرَ من هيرودُس. الملك الظالم مِلْـؤُهُ السوء. إِنَّه حَــقًا إنسان +
9+ أسرَعَ الرُعاة لتكريمِه. ركعوا وسجدوا له على عِصِّيِهم. إنَّه حَــقًا إِلَـه +
10+ نما وتَقَّوى في القامةِ والحكمة. وفي النعمة الألهية. إنَّه حَــقًا إنسان +
11+ إعتمدَ في الأردن، فهو إِنسان. إنفتحت له السماء، فهو إِلَـه. أعلَنهُ الآب، فهو إنسان.
حلَّ عليه الروح، فهو إِلَـه. صام وجُرِّب، فهو إنسان. أخزى الشّرير، فهو إِلَـه. دُعيَ و
ذهبَ إلى الوليمة. مع أُمِّه وإخوتِه وتلاميذِه. إِنَّه حَــقًّا إِنسان *
12+ حوَّلَ الماءَ خمرًا. شربَ المدعوون ومَجَّدوا إسمَه. إنَّه حَــقًّا إِلَـه *
13+ دخل بيت لاوي وبيتَ زكّا. وبيتَ سمعان فأكل وشرب. في الوليمة والمأدبة. إِنَّه
حَــقًّا إِنسان *
14+ شفى المرضى وأبرأَ الموجوعين. طهَّرَ البُرصَ وفتحَ العُميان. إنَّهُ حَــقًّا إِلَـه *
15+ صعد الجبل ليُصَّلي. وأطال هناك في الصلاة. إِنَّه حَــقًّا إنسان *
16+ أعطى المشلولين أن يمشوا. وللمُخَّلَعين أعطى أعضاء. إنَّه حَــقًّا إِلَــه *
17+ نام في السفينة، فهو إنسان. أهدأَ البحرَ، فهو إِلَـه. صعدَ الجبل، فهو إنسان. وضعَ
الشريعة، فهو إلَـه. تعب من العمل وجلس على البئر. طلب ماءًا من السامرية. إِنَّـه
حَــقًّا إنسان *
18+ كشفَ خفايا أعمالِه. وما ظهرَ منها وما ستَر من كلِّها. إنَّه حَــقًّا إِلَـه *
19+ دمعَ وبكى على لعازر. وسأَلَ وقال أينَ قبرُه . إنَّه حَــقًّا إنسان *
20+ دعاهُ وأقامَه من القبر. بقُـوَّةِ سُلطانِه الألهي. إنَّه حَــقًّا إِلَـه *
21+ ركبَ جحشًا، فهو إنسان. مدَحَه الأطفال، فهو إِلَـه. حسَدَه الفِرّيسيون، فهو إنسان.
صنع معجزاتٍ، فهو إلَـه. غارَ منه الكهنة، فهو إنسان. سبَّحَته الجموع، فهو إلَـه. خرجَ
الى بيت عنيا، خارجَ المدينة. مع تلاميذه وبات هناك. إنَّه حَــقًّا إنسان *
22+ لعنَ التينة ويبِسَت حالاً. وأظهرَ مجدَه وأعلنَ قُـوَّته. إنَّه حَــقًّا إلَـه *
23+ دهنتْه مريم بدهن الطيب. وبشعرِ رأسِها مسحَتْ جسمَه. إنَّه حَــقًّا إنسان *
24+ غفرَ لها ذنوبَها وترك خطاياها. محا آثامَها ورَلّاتِها. إنَّه حَــقًّا إِلَـه *
25+ أكلَ فِصحَ الشريعة. في العلّية مع تلاميذه. إنَّه حَــقًّا إنسان *
26+ سبقَ وكشَفَ أثناءَ العشاء. شَّرَ مَـكر يهوذا. إِنَّه حَــقًّا إلَـه *
27+ أخذ منديلاً وآتَّزرَ به. وغسلَ أرجلَ الأثني عشر. إنَّه حَــقًّا إنسان *
28+ تنَّـبَأَ أيضًا عن نكران شمعون الصفا رئيس الرسل. إنَّه حَــقًّا إلَـه *
29+ عرقَ وصَلَّى وتقَّوى. بالملاكِ الذي تراءَى له. إنَّه حَــقًّا إنسان *
30+ إقترب من إذن المضروب. شفاها وأبرَأَها بقُـوَّة عظيمة. إنَّه حَــقًّا إلَـه *
31+ تحمَّل الألم وقبلَ البصاق. ووضعوا على رأسه إكليلا من شوك. إنَّه حَــقًّا إنسان *
32+ أوقع القابضين عليه وطرح أعداءَه. فسقطوا على وجوههم إلى الأرض. إنَّه حَقًّا إلَـه*
33+ صُلبَ على خشبة، فهو إنسان. شَقَّ الصخورَ، فهو إلـه. غرزوا فيه المسامير، فهو
إنسان. فتح القبور، فهو إلَـه. أسقوه خَلًّا، فهو إنسان. شَقَّ الهيكل، فهو إلـه. صرخَ على
الصليب، فهو إنسان. أَظلمَ الشمسَ، فهو إلـه. قبلَ الموتَ وحَنَّطوا جسَدَه. ووُضعَ في
القبر المنقور في الصخرة. إنَّه حَــقًّا إِنسان *
34+ قام من القبر وحَلَّ الموت. وحطَّم أُسُسَ الجحيم ومعاقِلَها. إنَّه حَــقًّا إلَـه *
35+ أكلَ وشربَ مع تلاميذه. بعد قيامته كما هو مكتوب. إنَّه حَــقًّا إنسان *
36+ دخلَ والأبوابُ مُغلَقَةٌ. وحَـيَّا الأثني عشر. إنَّه حَــقًّا إلَـه *
37+ أراهم جرح المسامير. التي غرزت في يديه ورجليه. وأظهرَ جنبَه لتوما. إنَّه حَــقًّا
إنسان *
38+ صعدَ بمجدٍ إلى عند مُرسِلِه ويأتي في النهاية لدينونة كل شيء. إنَّه حَــقًّا إلَـه *
39+ أعلن الملائكة أنه سيعود. بجسدٍ جلي كما آرتفع. إنَّه حَــقًّا إنسان *
40+ أرسلَ الروحَ الفارقليط. على تلاميذه وعلَّمهم. إنَّه حَــقًّا إلَـه *
41+ بحثَ قسطنطين وطلب. و وجد الصليب الذي صُلِبَ عليه. إنَّه حَــقًّا إنسان *
42+ إختار كنيسةً من كلِّ الشعوب. وقَدَّسَها بمجد لاهوتِه. إنَّه حَــقًّا إلَـه *
تباركَ الذي أتَمَّ تدبيرَه من أجل خلاصِ البشر. لهُ المجد ، وعلينا مراحمُه ،
في كلِّ الأوقات *